بازگشت

في معالي أموره




سلام علي آل النبي محمد

و رحمة ربي دائما ابدا تجري



و صلي عليهم ذوالجلال معظما

و زادهم في الفضل فخرا علي فخر



فهم خير خلق الله أصلا و محتدا

و أكرمهم فرعا علي الفحص و العثر



و أوسعهم علما و أحسنهم هدي

و أتقاهم لله في السر و الجهر



و أفضلهم في الفضل في كل مفضل

و أقولهم بالحق في محكم الذكر



[ صفحه 251]



و أشجعهم في النازلات و في الوغي

و أجودهم لله في العسر و اليسر



أناس علوا كل المعاني باسرها

فدقت معانيهم علي كل ذي فكر



قال الله تعالي (و علامات و بالنجم هم يهتدون) و قال الصادق (ع) النجم رسول الله (ص) و العلامات الأئمة من بعده و قال تعالي بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتو العلم انهم الأئمة من آل محمد و قال تعالي (الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) قال هم آل محمد و قال تعالي (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) هم آل محمد و الأئمة (ع) و لقد جاهدوا في الله حق جهاده كما اذا زرت احدا منهم و وقفت علي قبره اشرت قائلا أشهد انك جاهدت في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه (ص) حتي دعاك الله الي جواره فقبضك اليه باختياره:



نجوم و أعلام اذا غاب آفل

أنار لنا نجم و أشرق دامس



نصبهم الله ائمة ازاحة للعلة و تأكيدا للأدلة و أظهارا للملة ليظهر الدين علي الدين كله و لو كره المشركون و هم خلفاء رسول الله (ص) و أوصياؤه و عددهم عدد نقباء بني اسرائيل و عدد شهود السنة (ان عدة الشهور عندالله اثني عشرا شهرا في كتاب الله) و كل منهم امام بنص من امام قبله صغيرا كان أم كبيرا شيخا كان أم شابا لا يقال انه صغير أو طفل أو غير ذلك عن ابراهيم بن أبي محمود قال كنت واقفا عند رأس أبي الحسن علي بن موسي الرضا (ع) بطوس قال له بعض من كان عنده ان حدث حدث فالي من قال الي ابني محمد و كان السائل استصغر سن أبي جعفر الجواد (ع) فقال له علي بن موسي (ع) ان الله بعث عيسي ابن مريم (ع) نبيا ثابتا باقامة شريعته في دون السن الذي اقبم فيه أبوجعفر



[ صفحه 252]



ثابتا علي شريعته عن عبدالله بن جعفر قال دخلت علي الرضا (ع) أنا و صفوان بن يحيي و أبوجعفر (ع) قائم قد اتي له ثلاث سنين فقلنا له جعلنا الله فداك و أعوذ بالله ان حدث حدث فمن يكون بعدك قال ابني هذا و أومي اليه قال فقلنا له و هو في هذا السن قال نعم و هو في هذا السن ان الله تبارك و تعالي احتج بعيسي (ع) و هو ابن سنتين عن يحيي الصنعاني قال دخلت علي أبي الحسن الرضا (ع) و هو بمكة و هو يقشر موزا و يطعم أباجعفر (ع) و هو طفل فقلت له جعلت فداك هذا المولود المبارك قال نعم يا يحيي هذا المولود الذي لم يولد في الأسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه (بصائر الدرجات) عن علي بن أسباط قال رأيت أباجعفر (ع) قد خرج علي فأحددت النظر اليه و الي رأسه و الي رجله لأصف قامته لأصحابنا بمصر فخر ساجدا و قال ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة قال الله تعالي (و أتيناه الحكم صبيا) و قال الله (فلما بلغ أشده و بلغ اربعين سنة) فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صغير صبي و يجوز أن يؤتي و هو ابن اربعين سنة.

و روي الشيخ الكليني (ره) عن محمد بن الحسن بن عمار قال كنت عند علي بن جعفر بن محمد (ع) جالسا بالمدينة و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه يعني موسي بن جعفر (ع) اذ دخل أبوجعفر محمد بن علي الرضا (ع) المسجد مسجد رسول الله (ص) فوثب علي بن جعفر (ره) بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له أبوجعفر (ع) يا عم اجلس رحمك الله فقال يا سيدي كيف اجلس و أنت قائم فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه جعل أصحابه يونجونه و يقولون أنت



[ صفحه 253]



عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل فقال اسكتوا اذا كان الله عزوجل و قبض علي لحيته لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتي و وضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا عبد له أقول علي بن جعفر هذا هو السيد الجليل الذي كان رواية للحديث سديد الطريق كثير التوفيق شديد الورع كثير الفضل و كان رضي الله عنه شديد التمسك باخيه موسي بن جعفر (ع) و الأنقطاع اليه و التوفر علي أخذ المعالم و أحكام الدين منه و له مسائل مشهورة عنه (ع) و جوابات رواها سماعا منه و كان ملازما لاخيه عليه السلام حتي في اربع عمر يمشي أخوه فيها الي مكة بعياله و أهله كان عند أبي جعفر (ع) و لما أراد أبوجعفر النهوض قام علي ابن جعفر فسوي نعليه حتي يلبسهما فاذا عرفت هذا فاعلم انه (ع) قد قام باعباء الخلافة و أمر الأمامة و له من العمر سبع سنين و اربعة أشهر و يومان و مدة ولايته ثمان عشرة سنة الا عشرين يوما و مع قصر عمره و قلة مدته ظهر منه من الفضائل و المكرمات و المناقب و الكمالات و المعجزات و الآيات ما قصر اللسان عن بيانه و نحن نأخذ بذكر بعض منها بقدر ما يليق بهذا المختصر و نأخذ أولا بذكر بعض من معاجزه و آياته منها في (بصائر الدرجات) عن علي بن خالد و كان زيديا قال كنت في العسكر فبلغني ان هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا انه تنبأ يعني ادعي النبوة قال علي فداريت القوادين و الحجبة حتي وصلت اليه فاذا رجل له فهم فقلت له يا هذا ما قصتك و ما أمرك فقال لي كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين بن علي ابن أبي طالب (ع) فبينا أنا في عبادتي اذ أتاني شخص نوراني عظيم الشأن جليل



[ صفحه 254]



القدر و هو شاب حسن الصورة فقال لي قم بنا قال فقمت معي فمضي بي حتي انتهي الي مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصل فصلي و صليت معه فلما فرغ من صلاته قال قم فقمت و مضي بي حتي انتهي الي مسجد المدينة قال فصلي و صليت معه و صلي علي رسول الله و دعا له فبينا أنا معه اذا أنا بمكة فطاف سبعا و صلي و صليت فلم أزل معه حتي قضي مناسكه و قضيت مناسكي معه قال فبينا أنا معه اذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام قال و مضي الرجل و غاب عني فلما كان عام قابل في أيام الموسم اذا أنا به قد جاء و اشرق الموضع من ضوء خديه و فعل بي مثل فعلته الأولي فلما فرغنا من مناسكنا و ردني الي الشام وهم بمفارقتي قلت له سألتك بحق الذي أقدرك علي ما رأيت الا اخبرتني من أنت قال فاطرق طويلا ثم نظر الي فقال أنا محمد بن علي ابن موسي الرضا فتراقي الخبر حتي انتهي الخبر الي محمد بن عبدالملك الزيات قال فبعث الي بمأخذني و كبلني في الحديد و حملني الي العراق و حبسني كما تري قال قلت له ارفع قصتك الي محمد بن عبدالملك فقال و من لي حتي يخبره بالقصة قال فأتيته بقرطاس و دواة فكتب قصته الي محمد بن عبدالملك فذكر جميع ما كان من أمره و أرسل الكتاب و انتظر الجواب فكتب في جوابه قل للذي أخرجك في ليلة واحدة من الشام الي الكوفة و من الكوفة الي المدينة و من المدينة الي مكة و من مكة الي مكانك أن يخرجك من حبسي قال علي فغمني أمره و رققت عليه و أمرته بالصبر و الرضا و التسليم لأمر الله قال ثم بكرت عليه يوما فاذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق عظيم يتصفحون حاله فقلت ما هذا قالوا المحمول



[ صفحه 255]



من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الأرض أو اختطفه الطير في الهواء أو كان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالأمامة بعد هذا و حسن اعتقاده و من معاجزه (ع) في (الخرايج) عن محمد بن ميمون قال كنت مع الرضا (ع) بمكة قبل خروجه الي خراسان قال قلت له اني أريد أن أتقدم الي المدينة فاكتب معي كتابا الي أبي جعفر (ع) فتبسم و كتب و صرت الي المدينة و قد كان ذهب بصري فاخرج الخادم أباجعفر (ع) الينا فحمله في المهد فناولته الكتاب فقال (ع) للموفق الخادم فضه فانشره ففضه و نشره بين يديه فنظر فيه ثم قال لي يا محمد ما حال بصرك قلت يا ابن رسول الله اعتلت عيناي فذهب بصري كما تري قال فمد يده فمسح بها علي عيني فعاد الي بصري كأصح ما كان فقبلت يده و رجله و انصرفت من عنده و أنا بصير.

و من معاجزه قال في (الخرايج) قال الحسين المكاري دخلت علي أبي جعفر ببغداد و هو علي ما كان في غاية العز و الرفعة فقلت في نفسي هذا الرجل لا يرجع الي موطنه ابدا و ما أعرف مطعمه قال فأطرق رأسه (ع) ثم رفعه و قد اصفر لونه فقال يا حسين خبز شعير و ملح جريش في حرم رسول الله (ص) أحب الي مما تراني فيها.

و من معجزاته ايضا في (الخرايج) عن عمران بن محمد قال دفع الي أخي درعة أحملها الي أبي جعفر (ع) مع أشياء فقدمت بها و نسيت الدرع فلما أردت أن اودعه قال لي احمل الدرع الي و سألتني والدتي ان اسأله قميصا من ثيابه فسألته فقال ليس طالبه بمحتاج فجاءني الخبر انها توفيت قبل بعشرين يوما.



[ صفحه 256]



و من معجزاته في البحار عن ابن أرومة انه قال ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي زورا و اكتبوا انه أراد أن يخرج ثم دعاه فقال انك أردت أن تخرج علي فقال و الله ما فعلت شيئا من ذلك قال ان فلانا و فلانا شهدوا عليك فاحضروا فقالوا نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك قال و كان جلسا في بهو فرفع أبوجعفر (ع) يده و قال أللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم قال فنظرنا الي ذلك البهو كيف يرجف و يذهب و يجي ء و كلما قام واحد وقع فقال المعتصم يا ابن رسول الله اني تائب مما قلت فادع ربك أن يسكنه فقال أللهم سكنه انك تعلم انهم أعداؤك و أعدائي فسكن بيان قال الجوهري البهو البيت المقدم أمام البيوت في الخرايج.

و من معجزاته (ع) عن اسماعيل بن عباس الهاشمي قال جئت الي أبي جعفر فشكوت اليه ضيق المعاش فرفع المصلي و أخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها فخرجت الي السوق بها فكانت ستة عشر مثقالا و فيه ايضا عن القسم بن المحسن قال كنت بين مكة و المدينة فمر بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته اياه فلما مضي عني هبت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت و لا أين مرت فلما دخلت المدينة صرت الي باب أبي جعفر (ع) فقال لي يا أباالقاسم ذهبت عمامتك في الطريق قلت نعم فقال يا غلام اخرج اليه عمامته فأخرج الي عمامتي بعينها قلت يا ابن رسول الله كيف صارت اليك قال تصدقت علي أعرابي فشكره الله لك فرد اليك عمامتك و ان الله لا يضيع أجر المحسنين.



[ صفحه 257]



و فيه عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت علي أبي جعفر (ع) ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك اني مولع بأكل الطين فادع الله أن يدفعه عني فسكت ثم قال بعد أيام يا أباهاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قلت ما شي ء أبغض اني منه نعم من المحرمات أكل الطين يورث فسادا عظيما في البدن و يمرض الانسان قال الشيخ جعفر في الخصائص ان أكل كل طين حرام عن الصادق (ع) انه كلحم الخنزير و من أكل فمات لم يصل عليه الا أكل طين قبر الحسين (ع) قال الصادق في طين قبر الحسين (ع) الشفاء من كل داء و هو الدواء الاكبر فيه شفاء و ان أخذ علي رأس ميل فمن أصابته علة فقد تداوي بطين قبر الحسين (ع) شفاه الله من تلك العلة الا أن تكون علة السام و لقد أحسن و أجاد الشاعر:



مولي بتربته الشفاء و تحت

قبته الدعاء من كل داع يسمع



فيه الأمام أبو الأئمة و الذي

هو للنبوة و الأمامة مجمع



و ان الحور العين اذا ابصرن بواحد من الأملاك يهبط الي الأرض لأمر ما يستهدين منه التسبيح و التربة من طين قبر الحسين (ع) و ليس قصدهن الا التبرك بتلك التربة الشريفة و تذكر مصائبه و البكاء عليه و هن يعلمن ان هذه التربة قد خمرت و عجنت بدم الحسين (ع).



تبتل منكم كربلا بدم و لا

تبتل مني بالدموع الجاريه



و من معاجزه ما روي في (البحار) عن محمد بن ابراهيم الجعفري عن حكيمة بنت الرضا (ع) قالت لما توفي أخي محمد بن علي الرضا (ع) صرت يوما الي امرأته أم الفضل بسبب احتجت اليها فيه قالت فبينما نحن نتذاكر فضل محمد و كرمه و ما أعطاه الله من العلم و الحكمة اذ



[ صفحه 258]



قالت امرأته أم الفضل يا حكيمة اخبرك عن أبي جعفر بن الرضا (ع) باعجوبة لم يسمع أحد بمثلها قلت و ما ذاك قالت انه كان ربما أغارني مرة بجارية و مرة بتزويج فكنت أشكوه الي المأمون فيقول لي يا بنية احتملي فانه ابن رسول الله فبينا أنا ذات ليلة جالسة اذ اتت امرأته فقلت من أنت فكأنها قضيب بان أو غصن خيزران قالت أنا زوجة لابي جعفر (ع) قلت من أبوجعفر؟ قالت محمد بن الرضا (ع) و أنا امرأته من ولد عمار بن ياسر قالت فدخل علي من الغيرة مالم أملك نفسي فنهضت من ساعتي وصرت الي المأمون و قد كان تملأ من الشراب و قد مضي من الليل ساعات فأخبرته بحالي و قلت له يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده و قلت مالم يكن فغاضه ذلك مني جدا و لم يملك نفسه من السكر و قام مسرعا و ضرب بيده الي السيف و حلف انه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده و صار اليه قالت فندمت عند ذلك فقلت في نفسي ما صنعت هلكت و أهلكت قالت فعدت و خلفه لأنظر ما يصنع فدخل اليه و هو نائم فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة ثم وضع سيفه علي حلقه فذبحه و أنا أنظر اليه و انصرف و هو يزبد مثل الجمل قالت فما رأيت ذلك هربت علي وجهي حتي رجعت الي منزل أبي فبت بليلة لم انم فيها الي أن أصبحت قال فلما أصبحت دخلت عليه و هو يصلي و قد أفاق من السكر فقلت له يا أميرالمؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة قال لا و الله ما صنعت ويلك قلت فانك صرت الي ابن الرضا و هو نائم فقطعته اربا اربا و ذبحته بسيفك و خرجت من عنده قال ويلك ما تقولين قلت أقول ما فعلت فصاح يا ياسر ما تقول هذه الملعونة ويلك قال صدقت في كل ما قالت قال انا لله و انا اليه راجعون



[ صفحه 259]



هلكنا و افتضحنا ويلك يا ياسر بادر اليه و اتني بخبره فركض ثم عاد مسرعا فقال يا أميرالمؤمنين البشري قال و ما وراك قال دخلت فاذا هو قاعد يستاك و عليه قميص و دواج فبقيت متحيرا في أمره ثم أردت أن انظر الي بدنه هل فيه شي ء من الاثر فقلت له أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرك فيه فنظر الي و تبسم كأنه علم ما أردت بذلك فقال أكسوك كسوة فاخرة فقلت لست اريد غير هذا القميص الذي عليك فخلعه و كشف لي بدنه كله فو الله ما رأيت اثرا فخر المأمون ساجدا و وهب لياسر الف دينار و قال الحمدلله الذي لم يبتلني بدمه ثم قال يا ياسر كلما كان من مجيي ء هذه الملعونة الي و بكاؤها بين يدي فاذكره و أما مصيري اليه فلست أذكره فقال ياسر و الله ما زلت تضربه بالسيف و أنا و هذه ننظر اليك و اليه حتي قطعته قطعة قطعة ثم وضعت سيفك علي حلقه فذبحته و أنت تزبد كما يزبد البعير فقال الحمدلله ثم قال و الله لئن عدت بعدها في شي ء مما جري لأقتلنك ثم قال لياسر احمل اليه عشرة آلاف دينار و سله الركوب الي و ابعث الي الهاشميين و الأشراف و القواد معه ليركبوا معه الي عندي و يبدؤا بالدخول اليه و التسليم عليه ففعل ياسر ذلك و صار الجميع بين يديه و أذن للجميع فقال (ع) يا ياسر هكذا كان العهد بيني و بينه قلت يا ابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب فوحق محمد و علي ما كان يعقل من أمره شيئا فأذن للأشراف كلهم بالدخول الا عبدالله و حمزة ابني الحسن لأنهما كانا وقعا فيه عند المأمون و سعيا به مرة بعد اخري ثم قام و ركب مع الجماعة و صار الي المأمون فتلقاه و قبل ما بين عينيه و أقعده علي البساط في الصدر و أمر أن يجلس الناس ناحية فجعل يعتذر اليه فقال أبوجعفر (ع) لك عندي



[ صفحه 260]



نصيحة فاسمعها مني قال هاتها قال أشير عليك بترك الشراب المسكر قال فداك ابن عمك قد قبلت نصيحتك أقول ان المأمون وضع السيف في بدن الأمام و صنع ما صنع بالأمام لكنه كان في حال السكر و ما كان يعقل من أمره شيئا و لذا لما أفاق من السكر و علم ذلك استوحش و اضطرب و وبخ نفسه و جعل يصيح انا لله و انا اليه راجعون و الله لقد هلكنا و افتضحنا و أهل الكوفة لعنهم الله أحاطوا با ابن بيت رسول الله عن علم و عقل و عمد و عرفان و افترقوا عليه باربع فرق فرقة بالسيوف و فرقة بالرماح و فرقة بالنبال و فرقة بالخشب و العصا و الحجارة حتي قطعوه قطعة قطعة الخ.