بازگشت

وفاة الجواد


روي المرتضي في عيون المعجزات ان الرضا عليه السلام قال انما ارزق ولدا واحدا و هو يرثني فلما ولد ابوجعفر «ع» قال الرضا «ع» لاصحابه قد ولد لي شيبة موسي بن عمران و شبيه عيسي بن مريم عليهماالسلام قدست أم ولدته قد خلقت طاهرة مطهرة ثم قال الرضا «ع» يقتل (اي الجواد) غصبا فيبكي له و عليه اهل السماء و يغضب الله علي عدوه و ظالمه فلا يلبث الا يسيرا حتي يعجل الله به (قال) ابن بابويه و غيره ان الجواد «ع» سمه المعتصم (و قال المفيد) قيل انه مضي مسموما و لم يثبت عندي بذلك خبر فأشهد به (و اختلفت) الروايات و الاقوال في كيفية سم المعتصم



[ صفحه 634]



له (فقيل) كان ابوجعفر محمد بن علي الجواد «ع» وفد علي المأمون الي بغداد بعد وفاة ابيه الرضا «ع» و تزوج بام الفضل ابنة المأمون ثم رجع الي المدينة و هي معه فاقام بها حتي توفي المأمون في رجب سنة ثمان عشرة و مائتين و بويع اخوه المعتصم في شعبان من تلك السنة فجعل المعتصم يتفقد احوال الجواد «ع» فكتب الي محمد بن عبدالملك الزيات [1] ان ينفذ اليه محمد التقي و زوجته ام الفضل بنت المأمون فانفذ ابن الزيات علي بن يقطين اليه فتجهز و خرج من المدينة الي بغداد و حمل معه زوجته ابنة المأمون (و يروي) انه لما خرج من المدينة خرج حاجا و ابنه ابوالحسن علي صغير فخلفه في المدينة و سلم اليه المواريث و السلاح و نص عليه بمشهد ثقاته و أصحابه و انصرف الي العراق فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين و مائتين فلما و صل الي بغداد اكرمه المعتصم و عظمه و أنفذ اليه اشناس احد عبيده بالتحف اليه و الي ام الفضل ثم انفذ اليه شراب حماض الاترج تحت ختمه علي يد اشناس فقال ان اميرالمؤمنين ذاقه و يامرك ان تشرب منه بماء الثلج في الحال فقال «ع» أشربها ليلا و كان صائما فقال انها تنفع و قد ذاب الثلج و أصر علي ذلك فشربها عند الافطار و كان فيها سم (و قال المسعودي) في اثبات الوصية لما انصرف ابو



[ صفحه 635]



جعفر عليه السلام الي العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبران و يعملان الحيلة في قتله فقال جعفر لاخته ام الفضل و كانت لأمه و ابيه في ذلك لانه وقف علي انحرافها عنه و شدة غيرتها عليه لتفضيله ام ابي الحسن ابنه عليها مع شدة محبتها له و لأنها لم ترزق منه ولدا فأجابته الي ذلك (و قال) غير المسعودي ان المعتصم اشار عليها بان تسمه فجعلت له سما في عنب رازقي و وضعته بين يديه فلما اكل منه ندمت و جعلت تبكي فقال ما بكاؤك و الله ليضربنك الله بفقر لا ينجبر و بلاء لا ينستر فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسورا فانفقت مالها و جميع ما ملكته علي تلك العلة حتي احتاجت الي الاسترفاد و تردي جعفر ابن المأمون في بئر و هو سكران فاخرج ميتا و لما توفي الجواد ادخلت زوجته ام الفضل الي قصر المعتصم فجعلت مع الحرم (و روي) العياشي في تفسيره عن زرقان صاحب احمد بن ابي دؤاد (قاضي المعتصم) قال رجع ابن ابي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم فسألته فقال وددت اليوم اني قد مت مند عشرين سنة فقلت لم ذاك فقال لما كان من هذا الاسود ابي جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم بين يدي اميرالمؤمنين فقلت و كيف كان ذلك قال ان سارقا أقر علي نفسه بالسرقة و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء و أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في اي موضع يجب ان يقطع فقلت من الكرسوع (و هو طرف الزند الناتي ء مما يلي الخضر) فقال و ما الحجة في



[ صفحه 636]



ذلك فقلت لان اليد هي الاصابع و الكف الي الكرسوع يقول الله تعالي في التيمم فامسحوا بوجوهكم و أيديكم و اتفق معي علي ذلك قوم (و قال آخرون) بل يجب القطع من المرفق لان الله تعالي لما قال و ايديكم الي المرافق دل علي ان حد اليد هو المرفق فالتفت الي محمد بن علي فقال ما تقول في هذا يا اباجعفر فقال قد تكلم القوم فيه يا أميرالمؤمنين قال دعني مما تكلموا به اي شي ء عندك قال اعفني من هذا قال اقسمت عليك بالله لما اخبرت بما عندك فيه فقال اما اذا اقسمت علي بالله اني أقول انهم اخطأوا فيه السنة فان القطع يجب ان يكون من مفصل اصول الاصابع فيترك الكف قال و ما الحجة في ذلك قال قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم السجود علي سبعة اعضاء الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين فاذا قطعت يده من الكرسوع او المرفق لم يبق له يد يسجد عليها و قال الله تعالي و ان المساجد لله يعني به هذه الاعضاء السبعة التي يسجد عليها و ما كان الله لم يقطع فأعجب المعتصم ذلك و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف (قال) ابن ابي دؤاد قامت قيامتي و تنميت أني لم أك حيا ثم صرت الي المعتصم بعد ثلاث فقلت ان نصيحة أميرالمؤمنين علي واجبة و أنا أكلمه بما أعلم اني أدخل به النار قال و ما هو قلت اذا جمع أميرالمؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم و قد حضر مجلسه أهل بيته و قواده و وزراؤه و كتابه و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ثم يترك



[ صفحه 637]



أقاويلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بامامته و يدعون انه أولي منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء قال فتغير لونه و انتبه لما نبهته له و قال جزاك الله عن نصيحتك خيرا و أمر في اليوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بان يدعو الجواد الي منزله فدعاه فأبي أن يجيبه قال قد علمت اني لا أحضر مجالسكم فقال انما أدعوك الي الطعام و أحب ان تطأ ثيابي و تدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك فصار اليه فلما طعم أحس بالسم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم فقال خروجي من دارك خير لك فلم يزل يومه ذلك و ليلته في قلق حتي قبض عليه السلام مسموما غريبا صابرا محتسبا و دفن في مقابر قريش في ظهر جده موسي بن جعفر عليهماالسلام.



أتقتل يا ابن الشفيع المطاع

و يا ابن المصابيح و ابن الغرر



و يا ابن الشريعة و ابن الكتاب

و يا ابن الرواية و ابن الأثر



مناسب ليست بمجهولة

ببدو البلاد و لا بالحضر



مهذبة من جميع الجهات

و من كل عائبة أو كدر




پاورقي

[1] الذي في النسخة عبدالملك الزيات ولكن الذي كان وزيرا للمعتصم هو محمد بن عبدالملك الزياد. - المؤلف -.