بازگشت

ميلاده


في عقيدتنا: أن الإمام الذي يختاره الله لكي يكون قدوة صالحة للخير والصلاح يلزم أن يكون كاملاً من جميع الوجوه، وأيما نقص أو عيب في الفكر أو في الجسم عند الإنسان يبين أنه ليس إماماً. ولقد كان الإمام الرضا (ع) قد بلغ الخامسة والخمسين ولم يرزق ولداً، فذهبت بعض الإشاعات تنشر من قبل دعاة الواقفية الذين قالوا بغيبة الإمام موسي الكاظم (ع)، وأنه لم يوص إلي أي إمام من بعده، قائلين بأن الإمام الرضا عقيم ليس له ولد وهو عيب واضح في القدوة الدينية. فإذاً لا يكون هو الإمام الحق حسب زعمهم، حتي كتب بعضهم إليه (ع) رسالة قال فيها:

كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟ فأجابه الرضا (ع): وما علمك أنه لا يكون لي ولد والله لا تمضي الأيام والليالي حتي يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق بين الحق والباطل [1] .

وجاء إليه رجل من أصحابه يقول: من الإمام بعدك؟ فقال: أبني، ثم قال: هل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟، فيحدث الراوي أنه لم تمض الأيام حتي ولد أبو جعفر الجواد [2] .

ودخل عليه ابن قيام الواسطي وكان من الواقفية الذين لم يكونوا يعترفون بالإمام الرضا (ع)، فأراد أن يعيب عليه فقال: أيكون إمامان؟، قال: لا، إلاّ أن يكون أحدهما صامتاً، فقال الرجل: هو ذا أنت ليس لك صامت، فقال: بلي والله ليجعلن الله لي من يثِّبت به الحق وأهله ويمحق به الباطل وأهله، ولم يكن له في ذلك الوقت ولد، فولد له أبو جعفر بعد سنة [3] .


پاورقي

[1] بحار الانوار: (ج 50، ص 22).

[2] المصدر.

[3] المصدر.