بازگشت

المثوي الطاهر في ذمة التاريخ


و يشمخ المرقد الطاهر للامام الجواد بجوار جده موسي بن جعفر رغم عادية الزمن و عواصف الأهواء، و تتداعي مؤامرات الأعداء كلما تشهق منائر المجد سموا، و تخلد عمائر الولاء كلما تداعت محاولات الاعداء..

و هكذا تحكي عمارة المرقد الشريف للامام الجواد و جده موسي تاريخ معاناة الامة و محنة الامامة:

1- كانت عمارة المرقد لا تتعدي عن قبر يضم رفاة الامامين عليهماالسلام في مقابر قريش يرتاده شيعته علي خوف و وجل خشية اولئك الذين يراقبون شيعة الامام و يمنعونهم من مزاولة حقوقهم في تجديد العهد للامامين عليهماالسلام.



[ صفحه 177]



2- و تعمر البقعة المباركة بالدور المحيطة بالمرقد الشريف و تزداد أعداد الزائرين المرتادين للبقعة المباركة أيام الديالمة.

3- سنة 336 ه يجدد معز الدولة أحمد بن بويه عمارة ضريحي الامامين، و يأمر بتعيين الخدم و الجند لتأمين خدمات المرقد و ما تحتاجه جماهير الزائرين المحتشدة في البقعة المباركة.

4- سنة 369 ه يعمر عضد الدولة البويهي المشهد الطاهر بعمارة جديدة.

5- سنة 443 ه تقع الفتنة التي أدت الي حرق المرقد الشريف و محاولة الرعاع حفر القبر الطاهر و نقل الجثمانين الشريفين الي مقبره أحمد بن حنبل لكن شاء الله تعالي أن يحفظ هذا الصرح العظيم لقوله تعالي: (في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه) فلم يأذن في خرابها، بل أذن في أن تبقي خالدة بخلود الايمان، شامخة بشموخ المجد و الولاء.

6- في سنة 446 ه جدد المرقد الطاهر بعد الفتنة في بغداد.

7- في سنة 490 ه عمارة أبوالفضل الأسعد بن موسي القمي أحد الوزراء السلجوقين.

8- سنة 517 ه تعرض الغوغاء الي المرقد الطاهر محاولة منهم لهدمه و حرقه و ذلك أيام المسترشد بالله العباسي، فعاثوا في الأرض الفساد و عمدوا الي نهب المرقد و سرقة ما فيه من النفائس.

9- سنة 575 ه كانت عمارة الناصر العباسي فقام ببناء المرقد الشريف و تعميره و تزيين الصندوق و بناء المآذن و توسعة الصحن الشريف و بناء حجراته.

10- تعرض المرقد الطاهر الي حريق في أيام الظاهر بأمر الله العباسي



[ صفحه 178]



فاحترقت الأثاث و الكتب.

11- في سنة 966 ه كانت عمارة الشاه اسماعيل الصفوي فجدد المشهد الطاهر و بني القبتين الشريفتين.

12- في سنة 1047 ه نهب جنود العثمانية المرقد الطاهر بعد دخول السلطان العثماني مراد الرابع الي بغداد و سرقوا نفائس الحرم الشريف و نهب قناديل الذهب و الفضة.

13- سنة 1211 ه كانت عمارة الشاه القاجاري محمد شاه بتهذيب القبتين و المنائر و الايوان الصغير.

14- و في سنة 1287 ه عمارة السلطان ناصرالدين شاه و أمر بنصب الضريح الفضي علي الضريح الفولاذي.

15- و في سنة 1293 ه قام فرهاد ميرزا عم ناصرالدين شاه ببناء الصحن الشريف و تجديد عمارته.

16- و في سنة 1425 ه جدد الضريح الطاهر الذي أوعز ببنائه المرجع الديني الأعلي آية الله السيد أبوالقاسم الموسوي الخوئي و أشرف علي انجازه جمع من الفضلاء في الحوزة العلمية في قم و كان لجهد السيد جلال فقيه ايماني و ولده حجة الاسلام السيد محمد جلال فقيه ايماني الاثر البارز في انجاز هذا الضريح الرائع.

و قد كلفت بنظم قصيدة كتب بعضها علي الضريح الطاهر و هي:



يا جواد الآل يا نعم الجواد

يا سمي المصطفي خير العباد



يا ابن موسي الرضا ضاق الفؤاد

قد أنخت الركب في باب المراد



و سعيت اليوم أرجو حاجتي



[ صفحه 179]



حاجتي تقضي فما خاب الوفاد

مسني الضر فلا أملك زاد



و فزعت لائذا في خير واد

قد رجوت الفوز في يوم المعاد



ببني الزهرا ضمنت عدتي



عدتي في الحشر حب المرتضي

و لطهر و زكي و شهيد قد مضي



و أبي الباقر و ابنيه و موسي و الرضا

و تقي و نقيين و مهدي قضي



محكم الذكر فهاكم حجتي



حجتي في كل حين لائحه

لهوي الآل شجوني واضحه



و أتيت بذنوب فادحه

و سعيت بدموع سائحه



زائرا موسي لتجلي كربتي



كربتي تجلي بموسي الكاظم

قد تمسكت بحبل دائم



و توجهت بقول عاصم

ما رواه عالم عن عالم



قد خلفت الثقل فيكم عترتي



عترتي تنجي من نار الحريق

يوم يمتاز فريق عن فريق



و اعتصمت بحمي ركن وثيق

يوم لا يغني رفيق عن رفيق



بسلام ادخلوها جنتي

«قبر موسي و ابنه من جنتي»



السيد محمدعلي الحلو