القصيدة للعلامة الشيخ جعفر النقدي
لكم غزلي و مدحي في امامي
أبي الهادي (محمد الجواد)
هو البر التقي، حمي البرايا
و غيث المجتدي، غوث المنادي
امام أوجب الباري ولاه
و طاعته علي كل العباد
دليل بني الهداية خير داع
الي رب السماء و خير هادي
[ صفحه 164]
امام هدي مقام علاه أضحت
به الأملاك رائحة غوادي
تقبل منه أرضا قد أنافت
برفعتها علي السبع الشداد
من الغر الاولي فيهم تجلت
لرواد الهدي سنن الرشاد
و من في فضلهم طوعا و كرها
فد اعترف الموالي و المعادي
بهم كتب السما نطقت و كم من
حديث جاء من أهل السداد
و قبل وجودهم قد كان يدعو
بهم قس بن ساعدة الأيادي
تخدت ولاءهم دينا لأني
رأيت ولاءهم خير العتاد
و هم حصني اذا ما ناب خطب
و هم مغني انتجاعي و ارتيادي
و منهم نعمتي و هم رجائي
و هم ذخري الطريف مع التلاد
اذا ما سدت الأبواب فاقصد
(جواد) بني الهدي باب المراد
تري بابا به الحاجات تقضي
و منتجعا خصيب المستراد
و مولي فيه تلتجئ البرايا
لدي الجلي و في السنة الجماد
لطلاب الحوائج من نداه
تزاحمت العوائد و البوادي
علي وفاده كالغيث تهمي
يداه مدي الزمان بلا نفاد
بحار علومه علم البرايا
لدي زخارها شبه الثماد
رأي دين المهيمن منه شهما
كريم الذب عنه و الذياد
فكان بظله في خير أمن
به لم يخش غائلة الأعادي
و كم ظهرت له من معجزات
رآهن الحواضر و البوادي
و ما ارتدعوا بنوالعباس عما
قلوبهم حوته من عناد
فساموه الأذي حسدا ببغي
لهم قد فاق شرا بغي عاد
[ صفحه 165]
و دس لقتله سما ذعافا
زنيم ليس يؤمن بالمعاد
فأغضب ربه فيما جناه
و أرضي (أحمد بن أبي دؤاد)
و بات الطهر و الأحشاء منه
بها نار الأسي ذات اتقاد
كأن فؤاده و السم فيه
تقطعه ظبي بيض حداد
تقلبه الشجون علي بساط
من الأسقام دامي القلب صادي
ءام الفضل لا قدست روحا
و لا وفقت يا بنت الفساد
حكيت (جعيدة) في سوء فعل
فخصمك أحمد يوم التناد
أمثل (ابن الرضا) يبقي ثلاثا
رهين الدار في كرب الشداد
و يقضي فوق سطح الدار فردا
و أنت من الغواية في تمادي
أفتيان العلي من آل فهر
و أبطال الوغي يوم الجلاد
و أبناء المواضي و العوالي
و فرسان المطهمة الجياد
هلموا بالمسومة المذاكي
لدرك الثأر ضابحة عوادي
عليها كل مغوار جسور
يزين حسامه طول النجاد
فان دماءكم ضاعت جبارا
لدي الطلقاء من باغ و عادي
و فعل (بني نثيلة) فاق شرا
فعال امية و بني زياد
سقي الزوراء غيث مستمر
و عاهد أرضها صوب العهاد
ربا أرجائها أعلي مقاما
و أزهي من ربا ذات العماد
بقبر ابن الرضا و أبيه حق
لها لو فاخرت كل البلاد
هما كهف النجاة لمن رمته
لياليه بداهية تآد
كريما محتد من كان مثلي
يؤدهما فمن كرم الولاد
[ صفحه 166]
فما زالت قبورهما قصورا
مشيدة رفيعات العماد
و ما برحت وجوه بني البغايا
بأقلامي يسودها مدادي [1] .
پاورقي
[1] الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد للسيد محمدكاظم القزويني: 410 - 390.