بازگشت

القراءة (6)


ان التقدم الحاصل في مسيرة المدرسة العلوية سيوجج مشاعر العباسيين، و يثير توجسات اولئك السائرين في فلكهم السياسي من القضاة و الفقهاء، الذين شعروا بهزيمة واضحة و خسارة لا يمكن الاعتذار عنها أحبطت معها مشاريع هؤلاء؛ مما دعاهم الي التفكير بكل جدية في التخلص من الامام الجواد عليه السلام، كما كانت محاولات ابن أبي داود في التآمر عليه، و هو القاضي الذي هزم أمام المعتصم في مسألة فقهية أبدي اجتهاده فيها و خالفه محمد بن علي في الرأي، فكان المعتصم مذعنا لأدلة «محمد» و الأخذ بها و تجاهل آراء فقهاء البلاط، فكانت تلك الحزازة دافعة لهؤلاء في التخلص من «محمد بن علي»، الذي هيمنت مدرسته علي مدارس فقهاء البلاط، و غدت هذه المدارس تتراجع أمام تقدم مدرسة العلويين الفقهية، التي كانت يوما ما محظورة علي الصعيد الرسمي، و هو أمر أرق هؤلاء الفقهاء، حتي نفذوا في محمد بن علي مؤامراتهم التي حققها المعتصم بعد ذلك.



[ صفحه 85]