بازگشت

القراءة (3)


تظهر الرواية وجود تجاذبات فكرية بين الخطين العباسيين المتنازعين: الخط العباسي التقليدي، و الخط العباسي المأموني، فالأول يحاول ثني المأمون عن قراره بأن محمد بن علي عليه السلام لم يزل غير مؤهل للمسؤولية الخطيرة التي يتطلع اليها المأمون؛ لصغر سن «محمد» هذا، و هو بحاجة الي أن يتلقي العلم و الفقه علي يد مؤدبين يخصصهم المأمون له، في حين يحاول المأمون اثبات خلاف هذه النظرة الساذجة التي تنم عن معرفة سطحية بأحوال محمد بن علي عليه السلام، في حين تكشف توجهات المأمون عن معرفة جديرة بمقام الامام و مقتضيات الامامة، و أن أهل هذا البيت لا يقاسون بأحد، فهم أهل العلم، و خزنة الأسرار الالهية «فقد اخترته لابرازه علي كافة أهل الفضل في العلم و الفضل، مع صغر سنه و الاعجوبة فيه بذلك». [1] .

و هذه النظرة المتفائلة لذي المأمون في امكانية «محمد عليه السلام» و أهليته لمهمة أبيه



[ صفحه 82]



تنبع عن قناعات المأمون في حيثيات هذا البيت العلوي، و تقدمه في كل الامور، و صلاحيته للخلافة دون غيرهم، و هذه النظرة التفاؤلية في توجهات المأمون لأهل هذا البيت العلوي تجيب عن تساؤلات عدة في سبب تعاطيه مع آل علي عليهم السلام، متجاوزا تقليدية العداء بين العباسيين و العلويين.


پاورقي

[1] كشف الغمة: 2 / 867.