بازگشت

و موسي يبشر أيضا


كان موسي بن جعفر قد ورث غيب آبائه في قراءة المحنة.. انها محنة القديس، و قد غيبته طوامير السياسة في سجونها الحالكة، و مهمة موسي الآن في صد عادية اولئك المنكرين لامامة ولده «علي» و حفيده «محمد» و الآخرين من عترته المعصومين..

أجل: (المنكرين القادمين) قريبا علي ظهر الأهواء، و الممتطين صهوة الطمع و حب المال الواقفة... خطر يهدد جهود النبي الذي بشر باثني عشر نقيبا من أئمة الهدي، هو اليوم تواجههم دعوة الواقفة الذين وقفوا علي امامة موسي دون ولده الآخرين...

و موسي يقرأ غيب الأحداث، فهذا أبوحمزة البطائني و أمثاله يطمعون في حفنة مال مودعة لديهم، فيخافون محاسبة القادم بعد موسي ليطالبهم بالمال، فأنكروا امامته و ألبوا عليه، و لعل «عليا عليه السلام» سيهب هذه الأموال المودعة اذا ما علم أن أصحابها بحاجة اليها، لكنه الطمع و حب المال أهوي بهم الي مزالق النكران



[ صفحه 64]



و مهاوي الجحود.

و لم يأل موسي بن جعفر جهدا في بذل جهود الوصية لولده و ولد ولده، فهذا «علي بن موسي» يحظي بالعشرات من وصايا أبيه يحتج بها «علي» علي منكري امامته، و هذا «محمد» ولده مثله؛ فزحف دعوة الواقفة و مثلهم من أهل الأهواء ستصل اليه، و لا يهم «محمدا» الحفيد؛ بعد ما سمع الناس من فم موسي الامام و وعوه و سلم له بعضهم و جحده آخرون... و لا يضر «محمد» جحد الجاحدين من شراذمة الواقفة و قطاع الطرق من أهل الأهواء المنحرفة.

بعد ما يقرأ أصحابه وصية جده لأحدهم كان محمد بن سنان يستمع لوصية الامام موسي بن جعفر في ولده و حفيده القادمين في زحمة الأهواء الهائجة، قال محمد بن سنان: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة، و علي ابنه جالس بين يديه، فنظر الي و قال: يا محمد، ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك، قال: قلت و ما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني؟

قال: أصير الي هذا الطاغية، أما انه لا يبدأني منه سوء و من الذي يكون بعده. قال: قلت: و ما يكون جعلني الله فداك؟ قال: (يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء) [1] ، قال: قلت: و ما ذلك جعلني الله فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه و جحده امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام امامته و جحده حقه بعد رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: قلت: و الله لئن مد الله لي في العمر لاسلمن له حقه، و لأقرن بامامته و امامة من يكون بعده، قال: قلت: و من ذاك؟ قال: ابنه محمد، قال: قلت: له الرضا



[ صفحه 65]



و التسليم. [2] .


پاورقي

[1] ابراهيم: 27.

[2] الغيبة للشيخ الطوسي: 25 - 24، و البحار: 50 / 19، ح 4.