بازگشت

في أجوبة الامام الجواد عن مسائل يحيي ورده علي الأحاديث الكاذبة


روي أن يحيي بن أكثم سأل أباجعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام فقال:

1- ما تقول يابن رسول الله في الخبر الذي روي أن جبرائيل نزل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال: يا محمد ان الله يقرؤك السلام و يقول لك، سل أبابكر هل هو راض عني، فاني راض عنه.

فقال عليه السلام: لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب علي صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حجة الوداع: قد كثرت علي الكذابة و ستكثر، فمن كذب علي معتمدا، فليتبوأ مقعده من النار، فاذا أتاكم الحديث فأعرضوه علي كتاب الله و سنتي، فما وافق كتاب الله و سنتي فخذوا به. و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به، و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالي: (و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد [1] فالله عز



[ صفحه 114]



و جل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه، حتي سأل عن مكنون سره. هذا مستحيل في العقول.

2- ثم قال يحيي بن أكثم: و قد روي أن مثل أبي بكر و عمر في الأرض كمثل جبرائيل و ميكائيل في السماء.

فقال عليه السلام: و هذا أيضا يجب أن ينظر فيه، لأن جبرائيل و ميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا الله قط. و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة، و هما قد أشركا بالله عزوجل و ان أسلما بعد الشرك، و كان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبههما بهما.

3- و قال يحيي: و قد روي أنهما سيدا كهول أهل الجنة.

فقال عليه السلام: و هذا محال أيضا؟، لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبابا، و لا يكون فيهم كهل، و هذا الخبر وضعه بنوأمية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الحسن و الحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة.

4- و قال يحيي: و روي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.

فقال عليه السلام: و هذا أيضا محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، و آدم و محمدا و جميع الأنبياء و المرسلين لا تضي ء بأنواره حتي تضي ء بنور عمر.

5- قال يحيي: و روي أن السكينة تنطق علي لسان عمر.

فقال عليه السلام: لست بمنكر فضائل علي، لكن أبابكر أفضل من عمر. قال علي رأس المنبر: ان لي شيطانا يعتريني، فاذا ملت فسد دوني.



[ صفحه 115]



6- فقال يحيي: قد روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: لو لم أبعث لبعث عمر.

فقال عليه السلام: كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: (و اذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح) [2] .

فقد أخذالله ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يستبدل ميثاقه، و كان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك، و كان أكثر أيامه مع الشرك بالله، و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نبئت و آدم بين الروح و الجسد.

7- قال يحيي: و قد روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: ما احتبس الوحي عني قط الا ظننته قد نزل علي آل الخطاب.

فقال عليه السلام: و هذا محال أيضا، لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلي الله عليه و آله و سلم في نبوته قال الله تعالي: (يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس) [3] .

فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله الي من أشرك به.

8- قال يحيي: روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: لو نزل العذاب لما نجي منه الا عمر.

فقال عليه السلام: و هذا محال أيضا، ان الله تعالي يقول: (و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم



[ صفحه 116]



يستغفرون) [4] .

فأخبر سبحانه أنه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ما داموا يستغفرون الله تعالي.

(و مما جاء) في سعة علم الجواد عليه السلام ما رواه الكليني أنه سأله قوم من أهل النواحي عن ثلاثين ألف مسألة، فأجاب عنها عليه السلام:



هم أبحر العلم التي ما شانها

كدر و مجراها من الرحمن



فضل أقر به الحسود و سؤدد

صدعت به آي من القرآن [5] .



[ صفحه 119]




پاورقي

[1] سورة ق، آية: «16».

[2] سورة الأحزاب، آية: «7».

[3] سورة الحج، آية: «75».

[4] سورة الأنفال، آية: «33».

[5] المجالس السنية للسيد محسن الأمين ج 2 ص 448.