بازگشت

عرض يحيي بن أكثم مسألته علي الامام في محرم قتل صيدا


قال يحيي: ما تقول - جلعت فداك - في محرم قتل صيدا؟

فقال أبوجعفر - الجواد عليه السلام: قتله في حل أو حرم؟

عالما كان المحرم أو جاهلا؟

قتله عمدا أو خطأ؟



[ صفحه 105]



حرا كان المحرم أم عبدا؟

صغيرا كان أو كبيرا؟

مبتدءا بالقتل أو معيدا؟.

من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟

من صغار الصيد أم من كبارها؟

مصرا علي ما فعل أو نادما؟

في الليل كان قتله للصيد أم في النهار؟

محرما كان بالعمرة - اذ قتله - أو بالحج كان محرما؟

فتحير يحيي بن أكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج حتي عرف جماعة أهل المجلس عجزه!!

فقال المأمون: الحمدلله علي هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي! ثم نظر - المأمون - الي أهل بيته فقال لهم: أعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه؟! ثم أقبل علي أبي جعفر عليه السلام فقال له: أتخطب يا أباجعفر؟ فقال عليه السلام: نعم.. فقال له المأمون: اخطب لنفسك - جعلت فداك - قد رضيتك لنفسي، و أنا مزوجك «أم الفضل» ابنتي، و ان رغم قوم لذلك.

فقال أبوجعفر عليه السلام: الحمدلله اقرارا بنعمته، و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته، و صلي الله علي محمد سيد بريته، و الأصفياء من عترته.

أما بعد: فقد كان من فضل الله علي الأنام، أن أغناهم بالحلال عن الحرام، و قال سبحانه: (و أنكحوا الأيامي منكم



[ صفحه 106]



و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) [1] .

ثم ان محمد بن علي بن موسي عليه السلام يخطب أم الفضل بنت عبدالله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و هو خمسمائة درهم جيادا [2] فهل زوجته بها علي هذا الصداق المذكور؟

فقال المأمون: نعم، قد زوجتك - يا أباجعفر - أم الفضل علي الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟.

قال أبوجعفر عليه السلام: قد قبلت ذلك و رضيت به.

فأمر المأمون أن يقعد الناس علي مراتبهم في الخاصة و العامة.

(قال الريان): فلم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم فاذا الخدم يجدون سفينة مصنوعة من فضة، مشدودة بالحبال من الابريسم علي عجلة، مملوءة من الغالية.

ثم أمر المأمون أن تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية [3] ثم مدت الي دار العامة، فتطيبوا منها، و وضعت الموائد فأكل الناس، و خرجت الجوائز الي كل قوم علي قدرهم.

فلما تفرق الناس، و بقي من الخاصة من بقي.



[ صفحه 107]



قال المأمون - لأبي جعفر عليه السلام -: ان رأيت - جعلت فداك - أن تذكر الفقه الذي فصلته من وجوه قتل المحرم لنعلمه و نستفيده؟


پاورقي

[1] سورة النور، آية: «32».

[2] الجياد - جمع جيد: - ضد الردي ء.

[3] لحاء: جمع لحية.