بازگشت

في ذكر النصوص الدالة علي امامته


و الدليل علي امامته: اعتبار القطع علي العصمة و وجوب كونه أعلم الخلق بالشريعة، و اعتبار القول بامامة الاثني عشر و تواتر الشيعة.

و أما قول الكيسانية و الفطحية و غيرهم، فكلهم قد انقرضوا ولو كانوا محقين لما جاز انقراضهم لأن الحق لا يجوز أن يخرج عن أمة محمد.

و قد ثبت بقول الثقات اشارة أبيه اليه، منهم:

عمه علي بن جعفر الصادق، و صفوان بن يحيي، و معمر بن خلاد، و ابن أبي نصر البزنطي؛ و الحسين بن يسار، و الحسن بن جهم؛ و أبويحيي الصنعاني، و يحيي بن حبيب الزيات.

(و روي محمد بن يعقوب): عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد القاساني جميعا، عن زكريا بن يحيي قال:

سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين قال في حديثه: لقد نصر الله أباالحسن الرضا عليه السلام



[ صفحه 78]



لما بغي عليه اخوته و عمومته. وذكر حديثا طويلا [1] حتي انتهي الي قوله: فقمت و قبضت علي يد [2] أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهماالسلام، و قلت: أشهد أنك امامي عندالله.

فبكي الرضا عليه السلام، ثم قال: يا عم ألم تسمع أبي و هو يقول: فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: بأبي ابن خيرة الاماء النوبية الطيبة، يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه و جده [3] صاحب الغيبة، يقال: مات أو هلك أو أي واد سلك، فقلت: صدقت جعلت فداك.

(و عن محمد بن يعقوب): عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيي قال: قلت للرضا عليه السلام: كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أباجعفر عليه السلام، فكنت تقول: يهب الله لي غلاما.

فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك، فان كان



[ صفحه 79]



كون فالي من؟ فأشار بيده عليه السلام الي أبي جعفر عليه السلام و هو قائم بين يديه.

فقلت له: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟!.

قال عليه السلام: و ما يضره من ذلك، قد قام عيسي عليه السلام بالحجة و هو ابن أقل من ثلاث سنين.

(و عنه): عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول - و ذكر شيئا - فقال: ما حاجتكم الي ذلك؟ هذا أبوجعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته مكاني.

و قال: انا أهل بيت يتوارثون أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة [4] .

(و عنه): عن بعض أصحابه، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم عن أبن أبي نصر البزنطي قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام من بعد صاحبك؟ - و لم يكن رزق أباجعفر - فدخلت علي الرضا عليه السلام فأخبرته بما سألني به ابن النجاشي، فقال عليه السلام: الامام بعدي ابني، قال: و هل يجتري ء أحد أن يقول: ابني و ليس له ولد؟!.

(و عنه): عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بأسناده، عن الحسين بن بشار قال: كتب ابن قياما الي أبي الحسن الرضا عليه السلام



[ صفحه 80]



كتابا يقول فيه: كيف تكون اماما و ليس لك ولد؟.

فأجابه أبوالحسن عليه السلام: و ما علمك أنه لا يكون لي ولد، والله لا تمضي الأيام و الليالي حتي يرزقني الله ذكرا يفرق بين الحق و الباطل.

(و عن محمد بن يعقوب أيضا): عن الحسين بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه السلام بخراسان، فقال له قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟ قال عليه السلام: الي أبي جعفر ابني. فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر، فقال أبوالحسن عليه السلام: ان الله بعث عيسي بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي هو فيه.

(و عنه): عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يحيي بن حبيب الزيات، قال: أخبرني من كان عند الرضا عليه السلام جالسا. فلما نضوا قال لهم أبوالحسن الرضا عليه السلام: ألقوا أباجعفر فسلموا عليه و أحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت الي فقال: رحم الله المفضل انه كان ليقنع بدون هذا.



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] راجع الكافي ج 1 ص 322 باب الاشارة و النص علي أبي جعفر الثاني، الحديث الرابع عشر.

[2] عن الكافي: «فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام». أي قبلت فاه شفقة و ذوقا بحيث دخل بعض ريقه فمي.

[3] المراد به صاحب الزمان (عج) لا محمد بن علي الجواد، لأن ضمير هو في قوله: «هو الطريد». راجع الي الابن و هو بيان لحال الصاحب قطعا. و في الكافي: «ابن خيرة الاماء ابن النوبية الطيبة الفم». و النوبة - بالضم -: بلاد واسعة للسودان و أيضا جبل من السودان، و النسبة اليها نوبي و نوبية. و قوله «الطيبة» أما لخلوصه من كلمة اللغو و الشرك أو لنظافته أو لطيب رائحته.

قاله المولي صالح المازندراني شارح الكافي)، و الشريد بمعني الطريد و الطرد الابعاد، و الموتور من قتل حميمه.

[4] القذذ - بضم القاف و فتح الذال -: ريش السهم واحدتها قذة - بضم القاف - يقال: حذو القذة بالقذة اذا تساويا في المقدار حيث يقدر كل منها علي قدر صاحبتها و تقطع ثم يضرب مثلا لشيئين يستويان و لا يتفاوتان أصلا كما في النهاية.