في فرحة الولادة و كيفيتها و ما ظهر من العجائب بعد ولادته منه
يعلم الله تعالي مدي الفرحة التي غمرت قلب الامام الرضا عليه السلام في تلك الليلة، التي كان ينتظر ولادة ولده الأعز الأكرم.
و يعلم الله عزوجل مدي شوق الامام الي رؤية محيا شبله الذي تقرر أن يطأ الأرض، فتشرق الأرض بنوره.
و اتخذ الامام الرضا عليه السلام التدابير اللازمة لهذا الضيف العزيز الذي له شأن عظيم، فخصص حجرة من حجرات داره، و أمر عمته السيدة حكيمة بأن ترافق «السيدة خيزران» مع القابلة الي
[ صفحه 41]
تلك الحجرة استعدادا لاستقبال المولود المقدس.
(روي ابن شهرآشوب): عن «حكيمة بنت أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام» قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر عليه السلام، دعاني الرضا عليه السلام، فقال: يا حكيمة أحضري ولادتها، و أدخلني و اياها و القابلة بيتا، و وضع لنا مصباحا، و أغلق الباب علينا، فلما أخذها الطلق طفي ء المصباح و بين يديها طست، و اغتمت بطف ء المصباح.
فبينا نحن كذلك اذ بدر أبوجعفر عليه السلام في الطست، و اذا عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتي أضاء البيت، فأبصرناه.
فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء.
فجاء الرضا عليه السلام و فتح الباب و قد فرغنا من أمره، فأخذه و وضعه في المهد و قال لي: يا حكيمة الزمي مهده.
قالت: فلما كان في اليوم الثالث، رفع بصره الي السماء، ثم نظر يمينه و يساره ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله.
فقمت ذعرة [1] فزعة، فأتيت أباالحسن عليه السلام، فقلت: سمعت من هذا الصبي عجبا.
فقال عليه السلام: و ما ذاك؟ فأخبرته الخبر، فقال عليه السلام: يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر.
(و في الدر النظيم): بالاسناد عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: كتبت لما علقت أم أبي جعفر عليه السلام به الي أبي الحسن الرضا عليه السلام:
[ صفحه 42]
خادمتك قد علقت. فكتب الي عليه السلام: علقت يوم كذا، من شهر كذا، فاذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام.
قالت: فلما ولدته قال عليه السلام: أشهد أن لا اله الا الله.
فلما كان يوم الثالث عطس، فقال: الحمدلله و صلي الله علي سيدنا محمد و علي الأئمة الراشدين.
(و روي عن عيون المعجزات): عن «كليم بن عمران» قال:
قلت للرضا عليه السلام: أدع الله أن يرزقك ولدا.
فقال عليه السلام: انما ارزق ولدا واحدا و هو يرثني.
فلما ولد أبوجعفر عليه السلام، قال الرضا عليه السلام لأصحابه:
قد ولد لي شبيه موسي بن عمران، فالق البحار.
و شبيه عيسي بن مريم، قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة.
ثم قال الرضا عليه السلام: يقتل غصبا فيبكي له [2] ، و عليه أهل السماء، و يغضب الله علي عدوه و ظالمه، فلا يلبث الا يسيرا حتي يعجل الله به الي عذابه الأليم و عقابه الشديد.
و كان طول ليلته يناغيه [3] في مهده. [4] .
[ صفحه 43]
پاورقي
[1] أي خائفة متفرقة الحواس.
[2] أي يرثيه و يبكي عليه أهل السماء (منه).
[3] أي يكلمه بما يعجبه و يسره.
[4] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج 4 ص 379 - 378. و أعلام الوري للشيخ أبوعلي الطبرسي ص 386 - 385. و كشف الغمة لأبي الحسن الأربلي ج 3 ص 135 - 134. و الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 208 - 207 و الامام الجواد من المهد الي اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ص 36.