بازگشت

الخطيب الأستاذ الشيخ أحمد الوائلي




حدث فانك في الأجيال نشاء

و قل فمنا الي ما ضيك أصفاء



مرت بمسرحك الأحقاب عابرة

و عندها صور بيض و سوداء



فعامرات من الايمان يملأها

و فارغات من الوجدان جوفاء



و عاطرات كأن الورد و شحها

و منتنات فأقذار و أقذاء



و مائرات من الأخلاق طابعها

و فاجرات من الأجرام عوراء



يا فد فد الدهر كم جازتك قافلة

حدا بها للذي تبغيه حداء



شتان بين مناحيها فواحدة

هزيلة العقل في التفكير عجفاء



مستامة ترتعي أقصي مطامحها

عود ودن و ماخور و هيفاء



أما النهار فعند الباز يا ربها

دراية فهو عند الصيد عداء



و الليل ان جن سل اسحاق قصته

فعنده من حديث الليل أشياء



و معشر حلقت بالروح صافية

مما يدنس قدس النفس غبراء



ما أترعت جامها خزيا و لارتعت

في مرتع و خم عقباه شوهاء



يلف منهم ظلام الليل كل فتي

تنجاب عن صفحتي حذيه ظلماء



يعاقر الليل كاسا من مدامعه

و تسكر الفجر من نجواه أصداء



و تعبق الأرض طيبا من مساجده

و ترتوي من صبيب الدمع حصباء



مراوحا بين كفيه و جبهته

ما مسهن لعظم الشوق أعياء



حتي اذا الصبح أرخي من غلائله

و ما زجت سبحات النور أنداء



[ صفحه 272]



شعت له من سماء الفكر صافية

بالعلم و الحلم و التوجيه أضواء



هيا بنا لربي (الزوراء) نسألها

عن ثلتين هما موتي و أحياء



فقد مشت و بني العباس سامرة

في ألف ليلة حيث العيش سراء



تجبك أن ديار الظلم خاوية

و ان للمتقين الخلد ما شاؤا



و مل الي (الكرخ) و أنظر قبة شمخت

تجاذبتها الثريا فهي شماء



و حي فيها (جوادا) من أنامله

سحابة الفضل و الانعام و كفاء



يا ابن البتول و حسبي من مآثرها

بانها في مجالي المجد (زهراء)



كم رام منك بنوالعباس ما عجزوا

عنه و في فشل من غدرهم باؤا



جاؤا (ويحي) بحشد من مسائلهم

فرحت توسعهم شرحا لما جاؤا



حتي اذا وهنو ألقيت مسألة

كل المفوه عنها فهو فأفاء



و عند قطع يمين السارق اختلفوا

فكان منك برغم القوم افتاء



هو الصواب و وحي الله مدركه

و كيف لا و به جبرائيل غداء



و في أحاديث طي الأرض مكرمة

لدي أبي الصلت منها ثم أنباء



يا نفحة الروض في ريا شمائله

و طلعة البدر حيث البدر و ضاء



و عبقة من أريج المجد أنجبها

(محمد و علي) فهي أشذاء



و خفقة النور من اشعاع (فاطمة)

تحدرت فهي اشعاع و لألاء



يا ليت كفا سقتك السم و اهتصرت

نامي شبيبتك الفينان أشلاء



تحش منك نياط القلب ناقعة

من السموم و يبري جسمك الداء



ملقي علي السطح لم يحضرك من أحد

تصارع الموت لا ظل و لا ماء



حتي قضيت برغم المجد منفردا

لم يكتنفك أحباء و أبناء