بازگشت

قصيدة ثالثة


و للعلامة البحاثة المرحوم الشيخ جعفر النقدي قصيدة في



[ صفحه 258]



مدح الامام الجواد عليه السلام و رثائه:



نفت عن مقلتي طيب الرقاد

أحاديث الصبابة في سعاد



الي أن يقول:



لكم غزلي و مدحي في امامي

أبي الهادي (محمد الجواد)



هو البر التقي، حمي البرايا

و غيث المجتدي، غوث المنادي



امام، أوجب الباري ولاه

و طاعته علي كل العباد



دليل بني الهداية، خير داع

الي رب السماء، و خير هادي



امام هدي، مقام علاه أضحت

به الأملاك رائحة غوادي



تقبل منه أرضا، قد أنافت

برفعتها علي السبع الشداد



من الغر الأولي فيهم تجلت

لرواد الهدي سنن الرشاد



و من في فضلهم طوعا و كرها

قد اعترف الموالي و المعادي



بهم كتب السما نطقت، و كم من

حديث جاء من أهل السداد



و قبل وجودهم قد كان يدعو

بهم قس بن ساعدة الأيادي



اتخذت ولاءهم دينا لأني

رأيت ولاءهم خير العتاد



و هم حصني اذا ما ناب خطب

و هم مغني انتجاعي و ارتيادي



و منهم نعمتي، و هم رجائي

و هم ذخري الطريف مع التلاد



اذا ما سدت الأبواب فاقصد

(جواد) بني الهدي، باب المراد



تري بابا، به الحاجات تقضي

و منتجعا، خصيب المستراد



و مولي فيه تلتجي ء البرايا

لدي الجلي و في السنة الجماد



لطلاب الحوائج من نداه

تزاحمت العوائد و البوادي



علي وفاده كالغيث تهمي

يداه، مدي الزمان بلا نفاد



بحار علومه، علم البرايا

لدي زخارها شبه الثماد



رأي دين المهيمن منه شهما

كريم الذب عنه و الذياد



فكان بظله في خير أمن

به لم يخش غائلة الأعادي



[ صفحه 259]



و كم ظهرت له من معجزات

رآهن الحواضر و البوادي



و ما ارتدعوا بنو العباس عما

قلوبهم حوته من عناد



فساموه الأذي حسدا ببغي

لهم قد فاق شرا بغي عاد



ودس لقتله سما ذعافا

زنيم، ليس يؤمن بالمعاد



فأغضب ربه فيما جناه

و أرضي (أحمد بن أبي دؤاد)



و بات الطهر، و الأحشاء منه

بها نار الأسي ذات اتقاد



كأن فؤاده، و السم فيه

تقطعه ظبي بيض حداد



تقلبه الشجون علي بساط

من الأسقام، دامي القلب صادي



ءام الفضل، لا قدست روحا

و لا وفقت يا بنت الفساد



حكيت (جعيدة) في سوء فعل

فخصمك أحمد يوم التناد



أمثل (ابن الرضا) يبقي ثلاثا

رهين الدار، في كرب شداد



و يقضي فوق سطح الدار فردا

و أنت من الغواية في تمادي



أفتيان العلي من آل فهر

و أبطال الوغي، يوم الجلاد



و أبناء المواضي و العوالي

و فرسان المطهمة الجياد



هلموا بالمسومة المذاكي

لدرك الثار، ضابحة عوادي



عليها كل مغوار جسور

يزين حسامه طول النجاد



فان دماءكم ضاعت جبارا

لدي الطلقاء من باغ و عادي



و فعل (بني نثيلة) فاق شرا

فعال أمية و بني زياد



سقي الزوراء غيث مستمر

و عاهد أرضها صوب العهاد



ربا أرجائها أعلي مقاما

و أزهي من ربا ذات العماد



بقبر ابن الرضا و أبيه حق

لها، لو فاخرت كل البلاد



[ صفحه 260]



هما كهف النجاة لمن رمته

لياليه بداهية تآد



كريما محتد من كان مثلي

يودهما فمن كرم الولاد



فما زالت قبورهما قصورا

مشيدة، رفيعات العماد



و ما برحت وجوه بني البغايا

بأقلامي يسودها مدادي [1] .




پاورقي

[1] الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ص 410 - 390.