بازگشت

دعاء الامام الجواد في قنوته


ذكر السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) قنوتات للأئمة



[ صفحه 226]



الطاهرين، من الامام الثاني الي الامام الثاني عشر عليهم السلام و كلها تدل علي مدي اضطهاد الأئمة عليهم السلام و استيائهم من تلك العصور، و من تلك الحكومات التي فسدت و أفسدت، و ضلت و أضلت..

و هذه القنوتات كانت ضمن تركة الشيخ محمد بن عثمان، النائب الثاني للامام المهدي عليه السلام و لها شرح مفصل، و نقتطف - هنا - قنوت الامام الجواد عليه السلام.

«منائحك متتابعة، و أياديك متوالية، و نعمك سابغة، و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطف علي من اعترف جدير.

اللهم و قد غص أهل الحق بالريق، و ارتبك أهل الصدق في المضيق، و أنت - اللهم - بعبادك و ذوي الرغبة اليك شفيق، و باجابة دعائهم و تعجيل الفرح عنهم حقيق.

اللهم فصل علي محمد و آل محمد، و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأده، و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا، يأمن فيه وليك، و يخيب فيه عدوك، و يقام فيه معالمك، و يظهر فيه أوامرك، و تنكشف فيه عوادي عدائك.

اللهم بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر أعدائك من بأسك بدار النقمة.

اللهم أعنا، و أغثنا، و ارفع نقمتك عنا، و أحلها بالقوم الظالمين».

و دعا عليه السلام في قنوته:

«اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، و الآخرة بلا آخرية



[ صفحه 227]



محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيدتنا بالآلآت، و منحتنا بالأدوات، و كلفتنا الطاقة، و جشمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خولت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرمت، فأنت رب العرة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الاحسان و النعماء و المن و الآلاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء.

و لا تحيط القلوب لك بكنة، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبهك شي ء من خلقك، و لا يمثل بك شي ء من صنعتك.

تباركت أن تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس، و أني يدرك مخلوق خالقه؟ تعاليت - يا الهي - عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

اللهم أول لأوليائك من أعدائك الظالمين، الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلوا عبادك، و حرفوا كتابك، و بدلوا أحكامك، و جحدوا حقك، و جلسوا مجالس أوليائك، جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيك (عليهم سلامك، و صلواتك و رحمتك و بركاتك) فضلوا و أضلوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتخذوا - اللهم - مالك دولا، و عبادك خولا؛

و تركوا - اللهم - عالم أرضك في بكماء عمياء، ظلماء، مدلهمة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عميئة، و لم تبق لهم - اللهم - عليك من حجة.

لقد حذرت - اللهم - عذابك، و بينت نكالك، و وعدت



[ صفحه 228]



المطيعين احسانك، و قدمت اليهم بالنذر، فآمنت طائفة.

فأيد - اللهم - الذين آمنوا علي عدوك و عدو أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و الي الحق داعين، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

وجدد - اللهم - علي عدوك و أعدائهم نارك و عذابك، الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، وقو ضعف المخلصين لك بالمحبة، المشايعين لنا بالموالاة، المتبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحيين ذكرنا عند اجتماعهم، و شد ركنهم، و سدد - اللهم - دينهم الذي ارتضيته لهم، و أتمم عليهم نعمتك، و خلصهم و استخلصهم.

و سد - اللهم فقرهم، و ألمم - اللهم - شعث فاقتهم، و اغفر - اللهم - ذنوبهم، و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هديتهم، و لا تخلهم - أي رب - بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، و البراءة من أعدائك، انك سميع مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين» [1] .

أيها القاري ء الكريم: بعد الانتباه الي هذه الجملات و المواضيع المذكورة في هذا الدعاء، يظهر لك - بكل وضوح - بعض ما كان الامام الجواد عليه السلام يعانيه من ذلك المجتمع.. فتراه يستنصر بالله عزوجل، و يستدفع به الأعداء و يذكر بعض جرائمهم بحق المجتمع الاسلامي، و كأنه يشعر بالخطر محيطا بالشيعة



[ صفحه 229]



فيسأل الله تعالي أن يحفظ الشيعة من شر الأعداء و الظالمين [2] .


پاورقي

[1] عن مهج الدعوات ص 60.

[2] الامام الجواد من المهد الي اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ص 380 - 377.