بازگشت

في خبر الشامي و ما رآه من الامام من طي الأرض


«محمد بن يعقوب»: عن أحمد بن ادريس، عن محمد بن حسان، عن علي بن خالد «قال: محمد كان زيديا» قال:

كنت بالعسكر، فبلغني أن هناك رجل محبوس، أتي به من ناحية الشام مكبولا [1] وقالوا أنه تنبأ [2] .

قال علي بن خالد: فأتيت الباب و داريت البوابين و الحجبة حتي وصلت اليه، فاذا رجل له فهم، فقلت: يا هذا ما قصتك و ما أمرك؟ قال: اني كنت رجلا بالشام أعبدالله في الموضع الذي يقال له: موضع رأس الحسين.

فبينا أنا في عبادتي، اذ أتاني شخص فقال لي: قم بنا، فقمت معه.

فبينا أنا معه، اذ أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟

فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة.

قال: فصلي و صليت معه، فبينا أنا معه، اذ أنا في مسجد الرسول بالمدينة.

فسلم علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سلمت، و صلي و صليت معه، و صلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فبينا أنا معه، اذ أنا بمكة، فلم أزل معه حتي قضي



[ صفحه 186]



مناسكه و قضيت مناسكي معه.

فبينا أنا معه، اذ أنا في الموضع الذي كنت أعبدالله فيه بالشام، و مضي الرجل.

فلما كان العام في القابل، اذ أنا به، ففعل مثل فعلته الأولي، فلما فرغنا من مناسكنا، وردني الي الشام و هم بمفارقتي، قلت له: سألتك بحق الذي أقدرك علي ما رأيت، الا اخبرتني من أنت؟

فقال عليه السلام: أنا محمد بن علي بن موسي.

قال: فتراقي الخبر حتي انتهي الي محمد بن عبدالملك الزيات.

فبعث الي فأخذني و كبلني في الحديد و حملني الي العراق فجلست كما تري، و ادعي علي المحال.

فقلت له: أرفع عنك قصة الي محمد بن عبدالملك، قال: افعل فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها، فرفعتها الي محمد بن عبدالملك. فوقع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة الي الكوفة، و من الكوفة الي المدينة، و من المدينة الي مكة، وردك من مكة الي الشام، أن يخرجك من حبسك هذا.

قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره و رققت له و أمرته بالعزاء و الصبر.

قال: ثم بكرت عليه، فاذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق الله.



[ صفحه 187]



فقلت: ما هذا؟

فقالوا: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة، فلا يدري أخسفت به الأرض أو اختطفته الطير.

«و رواه» محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات، عن محمد بن حسان، عن علي بن خالد، و كان زيديا، قال: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا، أتي به من ناحية الشام مكبولا، و ساق الحديث.

«و رواه» المفيد في كتاب الاختصاص، عن محمد بن حسان الرازي قال: حدثني علي بن خالد و كان زيديا، قال: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا، و ساق الحديث.

و في آخر الحديث: لا ندري خسفت به الأرض أو اختطفته الطير في الهواء؟

«و رواه» أبوجعفر محمد بن جرير الطبري قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسي قال: حدثني أبي رضي الله عنه، عن أبي، عن جعفر محمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، عن محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا علي بن خالد و كان زيديا، قال: كنت في عسكر هؤلاء، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا، و ساق الحديث.

«و رواه» ابن شهرآشوب في المناقب عن علي بن خالد.

«و رواه» صاحب ثاقب المناقب، عن علي بن خالد،



[ صفحه 188]



و الحديث متكرر في الكتب [3] .

الصورة التي رواها ابن شهرآشوب: أخبر علي بن خالد بالعسكر [4] : ان متنبيا أتي من الشام و حبس فيه، فأتاه و قال: ما قصتك؟ قال: كنت بالشام أعبدالله في الموضع الذي يقال أنه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام.

فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب أذكر الله، اذ رأيت شخصا يقول: قم، فقمت فمشي بي قليلا، و اذا أنا في مسجد الكوفة، فصلينا فيه، ثم انصرفنا و مشينا قليلا، فاذا نحن بمسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، فصلينا فيه، ثم خرجنا فمشينا قليلا، و اذا نحن بمكة، فطفنا بالبيت ثم خرجنا فمشينا، فاذا نحن بموضعي، ثم غاب الشخص عن عيني فبقيت متعجبا بذلك حولا بما رأيت.

فلما كان في العام المقبل، أتاني أيضا، ففعل كما فعل في العام الماضي. فلما أراد مفارقتي، قلت له: أسألك بالحق الذي أقدرك علي ما رأيت منك، الا أخبرتني من أنت؟

قال عليه السلام: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر.

فحدثت بذلك، فرفع الي محمد بن عبدالملك الزيات. [5] .

فأخذني و كبلني [6] كما تري، و ادعي علي المحال.



[ صفحه 189]



فكتب خالد عنه قصته، و رفعها الي ابن الزيات: فوقع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة الي الكوفة، و من الكوفة الي المدينة، و من المدينة الي مكة، و من مكة الي الشام، أن يخرجك من حبسك هذا.

فانصرف خالد محزونا، فلما كان من الغد باكر الحبس ليأمره بالصبر.

فوجد أصحاب الحرس، و غوغاء يهرجون [7] .

فسأل عن حالهم، فقيل: المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس.

و كان علي بن خالد زيديا، فقال بالامامة لما رأي ذلك و حسن اعتقاده. [8] .


پاورقي

[1] أي علي يده الكبل و هو: القيد.

[2] أي ادعي النبوة.

[3] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 520.

و ذكره كشف الغمة لأبي الحسن الاربلي ج 3 ص 152 - 151.

[4] اسم سامراء، و سمي الامامان علي الهادي و الحسن العسكري عليهماالسلام العسكريين لذلك.

[5] كان وزيرا للمعتصم، ثم لابنه الواثق.

[6] كبله كبلا: قيده. حبسه.

[7] أي يسرعون باضطراب.

[8] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج 4 ص 393.