بازگشت

الامام و ظواهر عصر السلاطين


اثر سقوط الدولة الأموية الارستوقراطية، انتقل الحكم لبني العباس عام (132 ه) و تسلم الحكم متسلطون من نوع جديد، أنافوا علي الأمويين بالظلم و الارهاب الدموي، فابتدعوا من الأحكام و العقوبات والاجراءات ما لم ينزل الله به سلطانا، مما ارتفعوا به الي مستوي الفراعنة ان صح التعبير، فأبو العباس السفاح أول السلاطين من بني العباس، و قد سمي (سفاحا) لكثرة ما استحل من سفك الدماء للأمويين و أشياعهم و ولاتهم حتي استأصل شأفتهم، و ما اكتفي بذلك حتي تعقب المعارضين غيلة و مغامضة، و كان القتل جماعيا في الأمويين، و كيفيا في أتباعهم، و ارتجاليا فيمن تشم منه رائحة المعارضة قولا أو عملا، و ما طال به الحكم حتي تسلمه أخوه أبوجعفر المنصور، فكان جبارا في التسلط عاليا في الأرض معروفا بالغدر، متفننا في الانتقام، و لقد تحاشاه الناس، و تواري عنه المعارضون، و اختفي ابرز شخصيات العمل السياسي، و ذلك لشدة الاجراءات القمعية، فقد استحدث من العقاب الصارم المتنوع ما لم يسبقه اليه أحد، و ابتدع من أساليب الجزاء ما لم يخطر علي ذهن انسان، و اخترع في المعتقلات و السجون من أصناف التعذيب ما لم يجر علي يد أحد من الطغاة، حتي لا يعرف بها الليل من النهار لأنها في ظلمات بعضها فوق بعض، و كان أمرا طبيعيا في اجراءاته: سمل العيون، و قطع الاطراف، و خلع الأكتاف، و حز الرؤوس، و الصلب



[ صفحه 56]



من خلاف، و حرق الأعضاء، و جز الشعور، و التمثيل بقادة المعارضة، و استئصال الثائرين و قطع الأزراق عن عوائلهم و ذويهم، حتي كان الفقر شعارا، و الجوع دثارا، لمئات الآلاف من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، و قد استطال حكمه حتي ضج الناس الي الله فقصف عمره و هو في عنفوان نشاطه السياسي، و استولي من بعده علي الحكم ولده المهدي العباسي، و كان شابا طائشا نزقا فصب العذاب علي الأمة صبا، و ورث عن أبيه أقذر الشمائل و أخبث الصفات، فبذر أموال الدولة، و أسرف في الدماء، و تحكم بالأعراض، و سود الغلمان و الخصيان، مما تقدم ذكره فيما مضي من الحديث في كتبنا السالفة من هذه الموسوعة.

حتي اذا تسلم الحكم موسي الهادي عن المهدي العباسي سلفه، رانت علي الأفق سحابة سوداء من الظلم العنيف، فكان الطامة الكبري علي قصر عهده و اختطاف عمره، و قد فعل الأفاعيل و تصرف تصرف الطغاة، و أكثر من استئصال الثائرين تصفية، و أباد المعارضين جملة و حكم الناس حكما استبداديا مريعا، و لو لا أن يقصف الله ذلك العمر، و يطوي ذلك الذكر، لأعاد عصر الطواغيت من قوم عاد و ثمود، حتي اذا انقضت أيامه قام هارون الرشيد بالأمر السلطوي فكان أعتي ملوك الأرض و أشدهم فسادا، فلم تبق موبقة الا ارتكبها، و لا جريمة الا اقترفها، مندفعا بشهوة الملك وراء عواطفه و اولاعه، متظاهرا بالورع رياءا و بالتقوي نفاقا و هو ابعد الناس عن الورع و التقوي، فقد ولغ في دماء الشعب المسلم، و حدب علي قتل الأبرياء، و أقدم علي احتجان الذهب و الفضة، و برع في اجاعة الفقراء و ترويع المحرومين، و بسط الظلم



[ صفحه 57]



الهائل، و امتلأت السجون، و اصطفت الطوابير تنتظر القتل تارة، و الطوامير تارة أخري، و قطعت الأرزاق الا عن المغنين و المخنثين و شعراء البلاط و وعاظ السلاطين، فبلي الشعب المسلم بسيف قاطع، و نظام مشين صارم، و سطوة معتد أثيم، و قسوة حاكم غاشم، لا يقيل نادما، و لا يقبل توبة، و لا يلتمس غدرا، و قد شرع الغدر قانونا بأقرب الناس اليه، و أعلقهم بضميره و كيانه و مملكته، فكان للطالبيين السيف، و للبرامكة الاستئصال، و للمعارضين الاغتيال و التشريد و النفي، و للشعب الجوع و الحرمان و الفقر المدقع. أما زهو القصور، و شرب الخمور، و موائد القمار، فللحاكمين و الظالمين بركابهم. و استمرت الزوبعة في عصفها، و الكوارث في نفثها، و الانتكاسات في تلاحقها، فسأم الشعب الحياة، و بدأت التجمعات السياسية تنشط في سرية تامة، و التحركات الثورية تجد تنظيما و اعدادا، و القيادات المعارضة تنتشر في أرجاء الدولة الاسلامية.

و مات الرشيد بما يشبه الفجأة بعد مرض التهمه في أيام معدودة، و دفن في شرق الدولة التي ملأها رعبا و رهبا و استطالة، مات وحيدا منبوذا في طوس، فما بكت عليه السماء و لا الأرض، و أسلم لعمله الشائن، و ذنوبه الكبري، و تسلم ولده محمد الأمين الحكم، و سرعان ما غدر بأخيه، و خلعه من ولاية العهد، فسير له المأمون الجيوش الجرارة، فقتل شر قتلة، بعد أن سالت الدماء كل مسيل، و انتكث عليه غروره و فجوره و انقلب فيه عبثه و مجونه، و انتهي أمره الي ما انتهي اليه، و جاء للحكم أخوه عبد الله المأمون عقب مجزرة بغداد بما تحدثنا عنه مفصلا في كتابنا السابق (الامام علي بن موسي الرضا / قيادة الأمة و ولاية العهد).



[ صفحه 58]



و كانت الدولة في اضطراب سياسي شديد، فالثورات في بقاع الأرض المختلفة، و المعارضة تشتد كفاحا مسلحا، و القلوب تنضح دما، و الأحاسيس تنطلق بعد صمت، و الشرارة تندلع بعد الاستتار، فاستطاع المأمون بحنكته السياسية و أساليبه الخاصة، أن يتظاهر بأمر، و ينطوي علي أمر آخر، فعجل بولاية العهد للامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام)، ريثما تطفأ الثائرة، و تخبو شعلة النضال المتأججة، و لو الي حين...

و نجح المأمون في مسعاه، و انطلت اللعبة علي كثيرين، و أظهر التشيع جدلا، و ولاية أميرالمؤمنين اسما، و أغضب بني العباس ظاهرا، و هو جاد في العمل المضني لصيانة الدولة العباسية من الانهيار، و ممسك بزمام الحكم بقبضة حديدية، حذرا من لهيب الانتفاضات الموغلة بالاشتعال هنا و هناك، و مغرق في المؤامرات السرية لتثبيت السلطان و احتواء الشرر المتطاير بالآفاق، و لما تم له ما أراد بهذا التخطيط الدقيق، انتهي به الأمر الي اغتيال الامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام)، فأظهر الحزن و الجزع عليه، و بانت علائم الأسي علي أساريره دجلا و مداراة، فلما استكان الوضع الداخلي و اطمأن الي السلامة، و ظن أنه قادر علي امتلاك العواطف و اكتساب مشاعر الشعب المسلم، تلألأ نجم الامام محمد الجواد في صباه، و غطي شعاعه مشارق الأرض و مغاربها، و اذا بالمأمون يفجأ بنازلة جديدة و هو في أخريات أيامه، فعاد الي أسلوبه القديم في المراوغة و سبق الأحداث فاستدعي الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و أنعم عليه بالأعطيات الضخمة، و لم يمتنع الامام الجواد من أخذها، و كان ذلك لسببين فيما يبدو للبحث:



[ صفحه 59]



الأول: ان الامتناع من أخذ هبات السلطان - و هي جائزة شرعا - يعني تصنيفه في خط المعارضة، و ذلك ما يجعل الامام ضحية بلا قضية.

الثاني: ان أخذ الامام لذلك المال و له حق فيه لأوليائه يكون من باب استنقاذه من أيدي الظلمة.

و فضلا عن هذه المبررات الظاهرية، زوجه المأمون بابنته أم الفضل، فعاد الامام (عليه السلام) صهر المأمون، و أظهر له من الحب و المودة و الاخلاص ما سبق أن منحه لأبيه الامام الرضا (عليه السلام) من ذي قبل، و لم تتح الفرصة للمأمون بالقضاء علي الامام اذ اخترم عمره و انتهي أجله، فتسلم أخوه المعتصم بن الرشيد الملك، فكان له مع الامام أكثر من حادث، و جرت له معه أكثر من واقعة، و هو ما يحاول البحث تسليط الضوء الكاشف عليه في عصر المعتصم الذي قضي علي الامام محمد الجواد بقسوة و اصرار و تعمد قتل، كما ستراه في موقعه باذن الله تعالي.

و لما كانت بداية الامام في تسلمه للمنصب الشرعي الالهي في عصر المأمون، كان لزاما علينا رصد ذلك العصر رصدا متوازنا و استقراء أبعاده فيما عرض للامام من مشكلات و أحداث له و لأتباع أهل البيت.

و كانت سياسة القهر و الاذلال و الاغتصاب و خنق الأصوات منهجا لا محيص عنه في الاطار السياسي العام، و عليه من الشواهد كثرة القتل و سفك الدماء و عنصر الارهاب و مصادرة الحرية الفردية و العامة، و الغاء أبسط حقوق الانسان في المواطنة و الحياة الكريمة، و فوق هذا كله



[ صفحه 60]



تطاول غول الفقر و شبح المجاعة في جانب، و التضخم المالي و الاسراف اللامسؤول في جانب آخر، و كان شيعة أهل البيت في بؤس و شقاء و ملاحقة و استرقاق، و كانت واردات الدولة الضخمة تسد اندفاع السلاطين و الولاة في الشهوات و اجتراح المآثم و الموبقات و المسلمون في حال غريب يرثي له من الجوع و الحرمان.

و كان العباسيون ممن أسس أساس الظلم و العدوان علي العباد، و كان السلطان الغاشم منهم يبتز حقوق المسلمين التي بذلوا فيها دماءهم و ضحوا من أجلها في البعوث العسكرية و الفتوح الاسلامية و ذهبوا شهداء تلك المناورات في الحروب الداخلية التي لا أول لها و لا آخر، فالمسلم - لا سيما أتباع أهل البيت - يدفع ضريبة الدم و لا يحصل علي قوت اليوم أو الشهر، و يختطف منه أبناؤه و شباب أسرته، و لا يوفر له أدني العيش الكفاف، ذلك كله في ظل نفقات الخلفاء من خلفاء بني العباس علي الملذات و السهرات و الجواري و موائد الخمر و الليالي الحمراء، و ما جري علي هذا النسق من الاسراف.

و قد بلغ هذا الاسفاف المريع ذروته في العصر الذي عاش به الامام محمد الجواد (عليه السلام) حياته القصيرة، و ليس له حول أو طول في تغيير الواقع المتهافت، و هو يري الشعب المسلم في ضائقة خانقة، و يري تلك الأموال المتراكمة و قد بذرت فيما لا يرضي الله، و لو أردنا نموذجا واحدا من الأكداس لذلك المال، و ليكن الخراج وحده، لرأينا ابن خلدون قد أحصاه فيما يتجاوز أربعين مليون درهم في عهد المأمون. [1] .



[ صفحه 61]



فما بالك في الايرادات الأخري و الضرائب و المصادرات و ما شرعوا من جباية الأموال من مشتبهاتها، و ما فرضوه من الغرامات و انتزاع الملكية، و ما وصل اليهم من الجزية و في ء الأقاليم، حتي أن المال لو فرته كان لا يعد عدا بل يوزن وزنا، فكانوا يصفون واردات الدولة العباسية في عصر المأمون، كما يذهب الي هذا ابن خلدون نفسه: بأنها بلغت ستة أو سبعة آلاف قنطار من الذهب الخالص. [2] .

حتي اذا جاء المعتصم عام (218 ه) بعد وفاة أخيه المأمون، رأينا البذخ و العبث المالي علي أشده، و في ضراوة تطوره التصاعدي في التضخم و العائدات، فقد حسب المعتصم نفسه خراج عامله علي الروم فكان أقل من ثلاثة ألاف ألف، فغاظه ذلك، و كتب الي عامله يعاتبه:

«ان أخس ناحية عليها أخس عبيدي، خراجها أكثر من خراج أرضك» [3] .

هكذا كانت حياة الجانب المالي المغتصب من الأمة و الامام.

و نحن حينما نريد أن نؤرخ لهذه الحقبة الحرجة من أيام الامام المعدودة، فعلينا شرح معاناته العظمي من المأمون و المعتصم، و هما يتقمصان رداء الخلافة، و يدعيان لنفسيهما منصب الامامة الشرعية، و يحاولان تضليل السواد الأعظم باثبات صحة هذه الدعوي الكاذبة، و تلك احدي الكوارث الكبري التي مني بها الاسلام، اذ تصدر زعامة المسلمين في العصر الأموي أمثال معاوية و يزيد و مروان، و تزعم في



[ صفحه 62]



العصر العباسي أمثال المأمون و المعتصم، و هما يضفيان علي حكمهما الهزيل صفة الشرعية، بل و يصطبغان ذلك بألوان من القداسة الموهومة؛ فهل كانا أهلا لذلك الادعاء العريض الذي أحاطا شخصيتهما به؟؟

و هل تجسم فيهما - عملا و سلوكا - ما قرر فقهاء الأحكام السلطانية وجوب احرازه في القائم بهذه المهمة الخطيرة المقدسة من صفات و ملكات و الترامات؟» [4] .

ان التجربة التي خاضها الامام محمد الجواد (عليه السلام) مع المأمون و المعتصم أثبتت بما لا يقبل الشك أنهما ليسا أهلا لأي منصب الهي علي الاطلاق، و ذلك لما اقترفاه من مخالفات صريحة لكل فرضيات الاسلام الشرعية و العقائدية و العملية، فضلا عن الأسس التي يقوم عليها الدين الاسلامي في الورع و التقوي و أداء الواجبات و الامتناع عن المحرمات، و التورع عند الشبهات، فهما ليسا هناك، لانهما ليسا بالمستوي الأدني الذي يصدهما عن الجرائر و الاثام و الموبقات، و هما بما فيه الانحراف عن الخط المستقيم للهدي، لم يستطيعا أن يحققا جزءا ضئيلا من تلك الشروط التي ينبغي توافرها فيمن يدعي المنصب الالهي، و كانت أعمالهم الفاضحة لمسيرتهما في ارتكاب المعاصي، و الاصرار علي الكبائر تشكل حاجزا عن انطباق أي صفة شرعية تؤهلهما لقيادة الأمة، كما أن الغرائز المتأصلة في حياة اللهو و المجون من جهة، و متابعة بطش الجبارين من جهة أخري يمنعان من ادارة دولة اسلامية تشترط بها مظاهر التقوي من جانب، و تتمثل سياسة العطف و اللين و الرأفة من



[ صفحه 63]



جانب آخر، يضاف الي هذا كله: الجهل المطبق بأحكام الشريعة الغراء مما يتنافي مع تلبية احتياج السائلين الي معرفة الفروع علي أقل تقدير، كما هو الجاري لدي الفقهاء.

و من هنا كان التماع ذكر الامام الجواد (عليه السلام) يتراءي في الأفق الرحيب نيرا آخذا بالقلوب و المسامع و الأبصار، و كان هدية شعلة وقادة يهتدي بضوئها السائرون.

لقد شكل هذا الملحظ زاوية حرجة بالنسبة للخلافة الدنيوية، اذ أظهر المخبأ من سيرة المأمون و المعتصم، كما أظهر الواقع المشرف من سيرة الامام محمد الجواد علما و ورعا و كفاية و مقدرة، و عبر عن التصاق متصل بالدين و عوالمه غير قابل للانفصال.

و مما لا ريب فيه لدي البحث أن الامام محمد الجواد (عليه السلام) كان المحور الذي تدور عليه رحي الاسلام في التزامه و مواصفاته و أنماط سلوكه فقد عرف بالرشد و الصلاح و التقوي و العلم الذي بلا يجاريه به أحد في عصره علي الاطلاق، كما ستجد هذا في موقعه من البحث، و الذي كسب به شهرة ذائعة الصيت، و اكتسب سيرورة فاقت حد القصور الأولي باعتباره في مقتبل العمر، مما قطع به حتي أعداؤه، و أجمعوا علي: «التسليم بكونه الأوحد الذي لم يشاركه غيره من معاصريه فيما كان يتمتع به من مؤهلات الولاية الشرعية و ملكاتها الفذة، و ما كان يتجمع فيه من وراثة علم النبوة و هدي الرسالة، و عطاء الوحي و التنزيل» [5] .



[ صفحه 64]



هذا المنظور الأصيل في التقرير و التقدير هو الذي يدفعنا الي الامعان في تصوير معاناة الامام مع سلاطين عصره و البحث عن كيفية تعامله مع المأمون و المعتصم، و مدي تلك العلاقات العامة و الخاصة التي أحبكت فصولها بكثير من الغموض حتي انتهت باستشهاده سميما.

و لابد لنا من تسجيل أسمي آيات الاكبار لهذا الامام الصامد في وجه المؤامرات الكبري التي عرضت له في حياته القصيرة، كما نسجل مدي الحزن و الأسي الذي يخامرنا لما تعرض له الامام من المآسي و الآلام في تلك الفترة المظلمة من حكام عصره، و ما حفل به تأريخه من هموم و مفاجئات و أحداث، و هو يخوض تلك التطورات الهائلة في زوابعها و أراجيفها في حين يشق غمراتها طلق المحيا أنف الجبين، رغم الأمواج الطاغية في خضم ذلك البحر اللجي من الأعاصير.

تحية للامام الشاب من الأعماق، و صلوات علي تلك النفس المطمئنة في حياة الغضب و الاضطراب، و السلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا، و العاقبة للمتقين.



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] ظ: ابن خلدون / المقدمة / 180 - 179.

[2] ظ: المصدر نفسه / 180.

[3] البشاري المقدسي أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم / 64.

[4] محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 33.

[5] محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 37.