بازگشت

فتي الرضا


أما القصيدة الثانية للمؤلف في الامام محمد الجواد (عليه السلام)، فعنوانها:



فتي الرضا... لاحرمنا منك مكتسبا

و أنت في الله ما أعطي و ما وهبا



تستلهم النعمة الكبري... فتمنحها

قلبا جريحا... و فكرا و اجما و صبا



تشيع فيه حياة الخير فارهة

و تسترد عليه كل ما سلبا



تهدي الي الحق في عليائه غدقا

و تحمل الصدق... اما حالفوا الكذبا



سيرتها حكما في الكون غامرة

من شئت مهتديا أو شئت محتسبا



تلود فيك الليالي من جرائرها

و تستجير بك الأيام منقلبا



أنت الامام الذي ترجي شفاعته

يوم القيامة... أما برة و أبا



زورا (الجواد) و أموا قدس ساحته

فكل فخر الي أمجاده انتسبا



تجاوز الدهر تاريخا و فلسفة

و راح ينشد هذا العالم الرحبا



كالفجر تستقطب الدنيا أشعته

و البحر يرسل في أمواجه السحبا



فكر (الأئمة) نور يستضاء به

يضم متقريا منا و مقتربا



محلقا في الذري... لم يلف شائبة

و لا ثقلت في الميزان و اضطربا



و فيضه كشعاع الشمس في فلك

علي سرادق (أهل البيت) قد ضربا



في الأرض منه ترانيم و هيمنة

و في السماء دوي يخرق الحجبا





[ صفحه 274]





و في (الجواد) تراءي الغيب ملحمة

تستمطر الغيث أو تستنزل الشهبا



فتي من (الخمس و العشرين) في لجب

طوي بخبرته الأجيال و الحقبا



قديس مجتمع... عملاق فلسفة

ربان عائمة تجري بها خببا



الحلم و العلم و الأعداد طائفة

من الخصائص... لاعيا و لا نصبا



و قبة الوحي في أسمي مدارجها

تغذو العقول و تزجي المرتع الخصبا



القائد الفذ... لم تفتر عزائمه

و الرائد الأمر... رأسا يسحق الذنبا



شبيه (يحيي) و (عيسي) في امامته

من يقرؤ الذكر يبصر آية عجبا



رد الألوف علي الأعقاب، يحشدها

(المأمون)... لا منطقا تبدي و لا ذربا



ما كان غير (أبي الهادي) بحجته

ليستطيل عليها منعة و ابا



تلك الأراجيف قد نآءت فما وجدت

غير (الجواد) اماما يكشف الريبا



ترخي الامامة أثقالا... فيحملها

رسالة... و يعيها مشفقا حدبا



يا من رأي الشاطي الميمون طائره

يهدي السلامة من أسري و من ركبا



و يا نزيلا علي بغداد محتضنا

في (الكاظمية) جدا خاشعا رهبا



(موسي بن جعفر) من جلت مواقفه

و من تحدي من الطغيان مؤتشبا



حلف السجون... بحيث الدهر ذو غير

و الملك يهتز في أعطافه طربا



حسب الطواغيت أياما مزلزلة

أما (الأئمة)... فالناجون منقلبا



ها... بعد لم تنقض الدنيا... و مجدهم

يعلو النياشين و الألقاب و الرتبا



أما (علي) فقد أبقت فضائله

في الخافقين سجلا حافلا رحبا





[ صفحه 275]





و قد سما (الحسن الزاكي) بحكمته

ظلا و حاز (الحسين) السبق و القصبا



حسب (الصحيفة) زين العابدين هدي

و (باقر العلم) أبقي منهلا عذبا



و (صادق القول). عملاق بأودية

من العلوم تريك الدر مخشلبا



و (كاظم الغيظ) في بر و في دعة

يهدي الرضا حكمه و الحلم و الغضبا



حتي اذا زخر الوادي بمائجة

من (الجواد) رأيت الخصب و العشبا



غذي المعارف أجيالا بما وهبا

و قد أفاض عليها النوز منسكبا



رسالة بفم التوحيد هادفة

توحد الفكر و الاسلام و العربا



يا سيدي ان بعض الشعر منطلق

من الضمير نداء صارخا لجبا



شربت حبكم طفلا... و خامرني

فتي... و ذا الشيب في رأسي قد التهبا



أرجوا الممات عليه في ولايتكم

من يأمن البدء فيكم... يأمن العقبا



ما كنت اسأل اذ أبدي ولايتكم

أجرا... سوي آية القربي لمن نسبا



فأنتم الآية العظمي التي نطقت

بالمعجزات... و كل الكائنات هبا



و أنتم الحجة الكبري... و عندكم

علم الكتاب... و ما قد خط أو كتبا



الواقفون علي (الأعراف) تكرمة

و الحاملون لواء الحمد منتصبا



غدا شفاعتكم ترجي... و رحمتكم

تجري... لتنقذ هذا المذنب الثربا



فكم له وقفة في الدهر فجرها

مجاهدا في سبيل الله محتسبا



و اليوم يأمل أن يشفي علي يدكم

و من أتي البحر حاز اللؤلؤ الرطبا



تنازعته من الأمراض جمهرة

فعاش ما عاش منهوكا و محتربا





[ صفحه 276]





باب (السلاطين) لم يعرف أزقتها

و (باب حطة) يسعي منه مقتربا



يأبي له الفكر خطا طائشا نزقا

و رب ثورة فكر أعقبت لعبا



صبرا علي الحق... لا يبغي به بدلا

فما تنكب يوما نهجه الصعبا



25 / 12 / 1999 - 27 / شعبان / 1420 ه.



[ صفحه 277]