بازگشت

تشييع جثمان الامام و دفنه


جهز بدن الامام، و غسل طبقا للموازين الشرعية واجبها و مستحبها، و أدرج في أكفانه الطاهرة، و قد تناهي خبر استشهاده الي أحياء بغداد و القصبات المجاورة، فخف لتشييعه الناس علماء و فقهاء و جماهير، و حمل الي مثواه الأخير - و الجثمان علي أعناق الرجال - الي مقابر قريش في الكاظمية المقدسة، و دفن في جوار جده الامام موسي جعفر (عليهماالسلام)، و هي مسألة اجماعية نص عليها جميع من ترجم للامام محمد الجواد فكانا جنبا الي جنب في مضجع طاهر تجللهما السكينة، و تباركهما الطمأنينة بعناية الهية «حيث مثواهما الزاهر و مرقدهما المقدس الذي أصبح محجة لزيارة الناس من كل حدب و صوب، و معلما يزهي حتي اليوم بصرحه الشامخ و قبتيه الذهبيتين، [و منائره الأربع] و بنائه الحاوي لبدائع الفن و الريازة و الزركشة، و روائع ضروب التطعيم الفضي و الزجاجي البالغ أسمي مراتب الجمال المدهش و الحسن الأخاذ» [1] .

يقول الامام الشيخ راضي آل ياسين قدس سره: «اذا وقفت داخل حرمه المقدس صرت في روضة كبيرة، طولها من القبلة الي الجوف أربعة و عشرون مترا، و عرضها من شرق الي غرب عشرة أمتار، و في وسط هذه الروضة الضريح الفضي يغشي العيون و ميضا و نورا، و هو



[ صفحه 260]



يشغل من هذه الساحة سبعة أمتار من القبلة الي الجوف طولا، و خمسة أمتار عرضا، و يرتفع عن الأرض أربعة أمتار تقريبا، و بابه في وسط جهته الشرقية... و داخله صندوقان مفروش عليهما الفضة... و الصندوق الذي في جهة القبلة منهما هو مرقد الامام موسي بن جعفر و الآخر مرقد الامام محمد الجواد عليهم السلام» [2] .

و في المبحث الآتي عرض تفصيلي مكثف عن المشهد.



[ صفحه 261]




پاورقي

[1] محمد حسن آل ياسين / الامام محمد الجواد / 54.

[2] راضي آل ياسين / تاريخ الكاظمية / 154.