بازگشت

الدور الريادي لتلامذة الامام في نشر تراثه الخالد


و كان تلامذة الامام محمد الجواد (عليه السلام) مزيجا ثقافيا في التلقي المعرفي بينه و بين أبيه في طائفة كثيرة، و وليدا حضاريا في الافادة منه و من ولده الامام الهادي (عليه السلام) في جمهرة منهم، و قد عكفوا - بجد و اخلاص - علي رواية حديثه، و تدوين مروياته بما أبقي لنا ثروة تراثية لا نظير لها في الأصالة و العمق و الابداع.

و كان نصيب هؤلاء الأفذاذ من وراء هذا الجهد الخلاق:

التواري عن السلطة و الحذر من الطواغيت، و الحرب التي لا هوادة فيها علي جبهتين من النضال: منع الأرزاق و قطع الأعناق، و كفي فيهما حاجزا عن التقرب لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، و لكنها التضحية المرة في سبيل المبدأ و العقيدة.

و في هذا الضوء لم يكن طريق هؤلاء البررة معبدا بالورود، اذن بل هو شائك و مخيف حقا، فلا يأمل أصحاب الأئمة من الحاكمين الا الذل و المطاردة، و لم يحصدوا جراء ذلك الا الارهاب الدموي، و الألم النفسي، فالرقابة الظالمة و الارصاد الأمني، و الملاحقة الطائشة، و التشريد و الابعاد و التغريب، مفردات اعتيادية في معجم الاضطهاد السياسي لأولياء أهل البيت (عليهم السلام) و مبادئهم الانسانية.



[ صفحه 170]



يقول الأستاذ باقر شريف القرشي دام عزه:

«و الشي ء الذي يدعو الي الاعتزاز بأصحاب الأئمة (عليهم السلام) هو أنهم قد جهدوا في ملازمة الأئمة و تدوين حديثهم في وقت كان من أعسر الأوقات و أشدها حراجة، و أعظمها ضيقا، فقد ضربت الحكومات العباسية الحصار الشديد علي الأئمة، و منعت من الاتصال بهم، لئلا تتبعهم الجماهير الاسلامية، و قد بلغ من الضيق علي العلماء الرواة أنهم كانوا لا يستطيعون أن يجهروا باسم أحد الأئمة الذين أخذوا الحديث عنه، و انما كانوا يلمحون اليه ببعض أوصافه و سماته من دون التصريح باسمه خوفا من القتل و السجن» [1] .

و الظاهرة الجديرة بالذكر أن الأئمة السابقين من آباء الامام محمد الجواد (عليهم السلام) و من عهد الامام محمدالباقر (عليه السلام) حتي عهده الزاهر، قد مهدوا لمبادئ أهل البيت تركيزا مكثفا في بلورة الفكر الامامي من خلال تلامذتهم و أصحابهم و رواة حديثهم، حيث افترشوا مساحة كبري في آفاق الدنيا دعاة و وكلاء و مبشرين، و لما آلت الامامة الي الامام محمد الجواد تضاعف هذا الزخم المتصاعد من التلامذة و الوكلاء في مغرب الدولة الاسلامية و وسطها و مشرقها، اذ كانت امامته حدثا عالميا جديدا قد اقترن في أبعاده بظاهرة الصبا، و هي ظاهرة غريبة علي العالم الاسلامي، و قد اقترنت ظاهرة الصبا هذه بظاهرة التحدي، و كان هذا التحدي صامدا أمام تلك الاشاعات و الأراجيف، و حينما أثبتت الامامة المبكرة في تجاربها المذهلة صدق الدعوي، و أظهر الاختبار المتعدد صحة



[ صفحه 171]



المنصب الالهي، كان ذلك دعما لمبدأ أهل البيت في اناطة الامامة، فقد يعهد بها للصغير في عمره كما هي للكبير في منظور واحد، لكونها منحة ربانية غير خاضعة لمقاييس الحكم البشري، انطلاقا من قوله تعالي: (و آتيناه الحكم صبيا) [2] .

و لما كانت النبوة هي التي شرعت منصب الامامة، كانت الامامة امتدادا شرعيا للنبوة، و كان الاحتجاج في الاثبات و المثبت هو عين الاحتجاج للنبوة من باب اولي باعتبار النبوة منصبا أعلي من الامامة.

و كان لهذا الحدث تأثيره المباشر في التفاف الشعب المسلم الرسالي حول الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و مع أن عمره الشريف لم يمتد به زمنا طويلا بل اخترم في أول الشباب، فان الاندفاع الواعي وراء الامام قد بلغ ذروته في التفاعل، مما خلق طبقة من التلامذة و الأصحاب الأقربين قد امتازوا بالضبط و الجد في نشر تراثه في الآفاق، فكان لهم السبق المجلي في هذا المضمار.

يقول الأستاذ محمد حسن آل ياسين دام علاه:

«و قد رجع اليه - يعني الامام محمد الجواد - و أفاد منه الطلاب الدارسون، و الفقهاء الراغبون في الوقوف علي اللباب الديني الأصيل، قرنا بعد قرن، و جيلا بعد جيل. و كلمة حق يجب أن تقال:

«ان الفضل الأكبر في وقوف الأجيال التالية لعصر الامام علي تراثه العظيم، و ما حمل من فكر و عطاء، انما يعود الي أولئك الرواة عنه،



[ صفحه 172]



و المشافهين له الذين سمعوا منه ذلك، فحدثوا به، و أبلغوه الي من جاء بعدهم، فأنعموا علينا بالافادة منه و الاطلاع عليه، و الاهتداء بأنواره الدالة علي سواء السبيل، و نخص منهم بالذكر أولئك الواعين الذين بادروا الي تدوين تلك أمالي و الأحاديث في كتب و مؤلفات تحفظها من الضياع، و تحميها من النسيان، و كان فيهم من بوب تلك الروايات بحسب مطالبها و موضوعاتها، و فيهم من جمع ما سمع في مجموعات أطلق عليها في فهارس ذلك العصر اسم (النوادر) أو (كتاب المسائل)» [3] .

و لك أن تقف مبهورا أو مغتبطا بوقت أوحد عند هؤلاء الباحثين الموضوعيين في جهودهم العلمية بعامة، و الفقهية بخاصة، اذ حدبوا علي التقاط الشوارد و الأوابد من آراء الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و دونوا أمهات المسائل و النوادر من فتاواه و أقواله، فأبقووا لنا تراثا ضخما ما كان ليتسني معرفته لولا حفظهم له في التدوين، و انكبابهم عليه في التأليف، و لئن فجعتنا حوادث الزمن بأغلب هذه الكتب، و نكبتنا ظروف الفتن الطائفية خاصة في العصر السلجوقي ببغداد في القرن الخامس الهجري، فذهب أعز تلك الآثار بين النهب و السلب، و تشتت القسم الأوفر منها بين التلف و الاحراق و الاغراق المعتمد، فان الله عزوجل قد عوضنا عن بعض أعيانها بالنقول عنها في كتب أخري قدرت لهاالسلامة من تلك النوازل، و خلص لنا من هذا و ذاك ما قوم به الأود و الخلل، فشملنا نصيب و ان لم يكن الأوفي من هذا التراث، و كان عليه المعول في الاستنباط و الفتوي.



[ صفحه 173]



و لم تكن عدة هؤلاء المؤلفين - من ذوي الفضل الكبير و الأيادي المشكورة - قليلة، بل هي كثيرة في الاحصاء بما وقع لنا، اذا تجاوز عددهم العشرة بعد المائة من المصنفين.

و قد أفرد لهم الأستاذ الشيخ محمد حسن آل ياسين مبحثا خاصا، اشتمل علي جريدة بأسمائهم و أسماء مؤلفاتهم، و كانت عدتهم لديه (107) من أصحاب الكتب و المؤلفات، مع ذكره لأسماء كتبهم و مدوناتهم و المصنفات، معتمدا علي ما حققه الرجالي المتخصص الشيخ عناية الله القهبائي في القرن الحادي عشر الهجري، من جمعه لرجال الكشي و ابن الغضائري و النجاشي و الشيخ الطوسي بما أسماه (مجمع الرجال) في سبعة أجزاء.

كما رجع الي ما ذكره ابن النديم في الفهرست. [4] .

و قد بلغ مجموع هذه المصنفات المروية عن الامام محمد الجواد (عليه السلام) أو المتضمنة لرأيه و رأي آبائه، مئات الكتب الفريدة في دقتها و تخصصها، و للتدليل علي مدي هذه الكثرة، و استيعاب المعارف الانسانية، نضرب أنموذجا مثاليا بما حققه و أنجزه مؤلف واحد، و هو أبوجعفر، أحمد بن محمد خالد عبدالرحمن البرقي الكوفي (ت 280 - 274 ه)، و قد عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الامام محمد الجواد و من أصحاب الامام علي الهادي (عليه السلام) و قد امتد به العمر الي عصر الغيبة الصغري، و معني هذا أنه أدرك أربعة من أئمة أهل البيت هم الجواد و الهادي و العسكري و الحجة المنتظر (عليهم السلام).



[ صفحه 174]



و يبدو أن الرجل كان موسوعيا، فصنف في شتي العلوم كتبا كثيرة، نؤكد منها ما ذكره الشيخ القهبائي [5] و أورده ابن النديم [6] و فهرسه محمد حسن آل ياسين. [7] .

و قد بلغ مجموع ذلك عشرة و مائة من المؤلفات هي:

كتاب الابلاغ / كتاب الأجناس و الحيوان / كتاب الاحتجاج / كتاب أحكام الأنبياء و الرسل / كتاب أخبار الأمم / كتاب اختلاف الحديث / كتاب أخص الأعمال / كتاب الاخوان / كتاب آداب المعاشرة / كتاب آداب النفس / كتاب الأركان / كتاب الأزاهير / كتاب الأشكال و القرائن / كتاب أفاضل الأعمال / كتاب الأفانين / كتاب الامتحان / كتاب الأمثال / كتاب الأمم / كتاب الأوائل / كتاب الأوامر و الزواجر / كتاب بدء خلق ابليس و الجن / كتاب البلدان و المساحة / كتاب بنات النبي و أزواجه / كتاب التأريخ / كتاب التأويل / كتاب التبصرة / كتاب التبيان / كتاب التجمل / كتاب التخدير / كتاب التخويف / كتاب التراحم و التعاطف / كتاب الترغيب / كتاب التسلية / كتاب التعازي / كتاب التعويض / كتاب التفسير / كتاب تفسير الأحاديث و أحكامها / كتاب التهاني / كتاب التهذيب / كتاب الثواب / كتاب ثواب القرآن / كتاب جداول الحكمة / كتاب الجمل / كتاب الحبوة / كتاب الحقائق / كتاب الحياة - و هو كتاب النور و الرحمة / كتاب الحيل / كتاب خلق السماء و الأرض / كتاب الدعاء / كتاب الدعابة و المزاح / كتاب الدواجن و الرواجن / كتاب ذكر



[ صفحه 175]



الكعبة / كتاب الرؤيا / كتاب الرياضة / كتاب الزجر و الفأل / كتاب الزهد و المواعظ / كتاب الزي / كتاب الزينة / كتاب السفر / كتاب الشعر و الشعراء / كتاب الشواهد من كتاب الله عزوجل / كتاب الشوم، كتاب الصفوة، كتاب صوم الأيام / كتاب الصيانة / كتاب الطب / كتاب طبقات الرجال / كتاب الطيب / كتاب الطيرة / كتاب العجائب / كتاب العقاب / كتاب العقل / كتاب العقوبات / كتاب العيافة و القيافة / كتاب العين / كتاب الغرائب / كتاب الفراسة / كتاب الفروق / كتاب فضل القرآن / كتاب الفهم / كتاب القريب / كتاب ما خاطب الله به خلقه / كتاب المآثر و الأنساب / كتاب المأكل / كتاب الماء / كتاب المحاسن / كتاب المحبوبات و المكروهات / كتاب مذام الأخلاق / كتاب مذام الأفعال / كتاب المراشد / كتاب المرافق / كتاب المساجد الأربعة / كتاب المستحبات / كتاب مصابيح الظلم / كتاب المصالح / كتاب المعاريض / كتاب المعاني و التحريف / كتاب المعيشة / كتاب مغازي النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) / كتاب مكارم الأخلاق / كتاب المكاسب / كتاب المنافع / كتاب المواهب، و الحظوظ / كتاب النجابة / كتاب النجوم / كتاب النحو / كتاب النساء / كتاب النوادر / كتاب الهداية.

و يبدو أن البر في هذا المختار من مؤلفاته الهائلة، ليس موسوعيا فحسب بل من المغرقين في الموسوعية بحيث اشتملت قائمة مصنفاته علي مفردات أغلب العلوم الانسانية و الصرفة، يضاف اليهما العلوم التكميلية لشتي المعارف.

لقد ألف البرقي في علوم القرآن و التفسير و الحديث و الرواية و الرجال و الفقه و الأحكام و الكلام و الاحتجاج و العقائد و الفلك



[ صفحه 176]



و النجوم و الجغرافيا و الهندسة و الموازين، و الخلق و النشأة و البلدان و الخطط، و التأريخ و التراجم و السيرة، و علم النفس و علم الاجتماع و حياة الكائنات، و التهاني و التعازي، و التراحم التعاطف، و الترغيب و الترهيب، و التسلية و التهذيب، و الأرض و السماء و العالم، و الحكمة و الرياضة و الفلسفة، و الزهد و القناعة، و الموعظة، و الأدب و الشعر و الشواهد، و الطب و الصيدلة و الصيانة و العيافة و القيافة و الزجر و الفأل، و الفراسة و الفروق، و الأنساب و الطبقات و المآثر، و المحاسن و المساوئ و الأضداد، و الأكل و الشرب و المستحبات، و التعريض و الكناية و الرمز و المعاني و المغازي، و المكاسب و المنافع، و المواهب و الحظوظ، النساء و النوادر و غير ذلك.

هذا أنموذج رفيع لعالم موسوعي كتب و ألف و ناظر و حاور و نقب وحدث، و حاول و طاول، و أراد أن يلم بأشتات عوالم الفنون الشائعة بعصره، و أن يتمحض لها جميعا، ليقدم فيها دراسات تخصصية، قل، نظيرها، و عز أن تجتمع افاضاتها في رجل واحد من تلامذة الامامين الجواد والهادي (عليهماالسلام)، و كان سوق الوراقين رائجا في بغداد، و مهمته استنساخ الكتب، فهو يقوم بدور الطباعة اليوم، و طبيعي أن هذه المؤلفات قد تناولها الوراقون بالنسخ و التجليد، و قدموها بحفاوة الي القارئ المسلم، و من هنا ينطلق انتشارها، و هنا تكمن افادتها، فلله در البرقي و أمره.

فاذا تركنا جانب الموسوعية المترامية الأطراف، و وقفنا عند التخصص الدقيق عند تلامذة الامام محمدالجواد (عليه السلام)، لرأينا الحسين بن



[ صفحه 177]



سعيد بن حماد الكوفي الأهوازي، و هو ثقة، قد وقع في اسناد كثير من الروايات تبلغ خمسة آلاف و عشرين موردا، كما ذكر ذلك سيدنا الأستاذ الخوئي. [8] .

و قد روي عن الامام موسي بن جعفر، و أبي الحسن الامام علي بن موسي الرضا، و أبي جعفر الامام محمد الجواد (عليهم السلام).

و قد ترك لنا كنزا علميا أصيلا، كان أغلبه في علم الفقه و فروعه، و مفرداته تسجل الأحكام في العبادات و المعاملات و كبريات مسائل الشريعة الغراء، مما شكل مدرسة تخصصية لا غني الأساطين العلم من مراجعتها و مدارستها، و استنباط الأحكام من خلال الرجوع الي رواياتها في شتي مسائل الفقه في أبرز موضوعاتها المتسلسلة ابتداءا بالعبادات و مرورا بالعقود و الحدود و الديات، و انتهاء بالمواريث.

و اليك بعض نماذجها مرتبة علي طريقة (الألفباء) كما سبق ذلك في كتب أحمد بن محمد البرقي:

كتاب الأيمان و النذور و الكفارات / كتاب التجارات و الاجارات / كتاب الحج / كتاب الحدود / كتاب الخمس / كتاب الديات / كتاب الزكاة / كتاب الشهادات / كتاب الصلاة / كتاب الصوم / كتاب الصيد والذبائح / كتاب الطلاق / كتاب العتق و التدبر و المكاتبة / كتاب الفرائض / كتاب المكاسب / كتاب النكاح / كتاب الوصايا / كتاب الوضوء. و أمثالها. [9] .



[ صفحه 178]



فهذه ثمانية عشر أثرا علميا في موضوع الفقه وحده.

و لم يكن ليهمل جوانب أخري من الموضوعات الدائرة في فلك التفسير و العقائد و حقوق المؤمن، و الرد علي الغلاة، و الزهد، و المزار و المروءة و التجمل، و المثالب، و المناقب، و الملاحم، و كان أهمها:

كتاب تفسير القرآن / كتاب التقية / كتاب حقوق المؤمنين / كتاب الدعاء / كتاب الرد علي الغلاة / كتاب الزهد / كتاب المؤمن / كتاب المثالب / كتاب المروءة و التجمل / كتاب المزار / كتاب الملاحم / كتاب المناقب / و سوي ذلك. [10] .

و علي هذين الباحثين يقاس جملة من المؤلفين من تلامذة الامام محمد الجواد و أصحابه: أمثال علي بن مهزيار الذي ذكر له النجاشي و حده أربعة و ثلاثين كتابا في شتي الفنون و العلوم. [11] .

أما رواة حديث الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و خريجوا مدرسته العلمية فهم جمع كثير و جمهور غفير.

و قد أحصي الأستاذ باقر شريف القرشي منهم مائة و اثنين و ثلاثين نفرا، ضمت تراجمهم كتب الرجال و فهارس التحقيق من أعلام الرواية و الجرح و التعديل. [12] .

و قد أحصي الشيخ العطاردي صاحب مسند الامام محمد الجواد (عليه السلام) مائة و واحدا و عشرين راويا من رواة أحاديث الامام (عليه السلام)،



[ صفحه 179]



بما فيهم أصحابه و وكلاءه و خواصه الذي يمثلون طائفة من كبار الفقهاء، و وجوه الطالبيين و الطالبيات، و شعراء الامام، و من حضي بخدمة الامام في عصر أبيه الرضا (عليه السلام).

بينما أحصي السيد محمد كاظم القزويني في كتابه (الامام الجواد من المهد الي اللحد) مائتين و خمسة و سبعين راويا من الرجال و النساء و الأصحاب بعنوان: أصحاب الامام الجواد [13] .

و هكذا نجد تلامذة و رواة الامام محمد الجواد الخاصين به في هذا الكم الجيد من الأعداد، و في ذلك الكيف المقبول لدي علماء الرواية، ذلك مع ملاحقة السلطات لهم و مطاردة أجهزة الأمن والرصد لأشخاصهم، و مراقبة نشاطهم حتي العلمي منه، و مع ذلك كله، فقد ظهر لهؤلاء من الآثار ما بقي خالدا مع الزمن.

و لم يكن هؤلاء الرجال من المناكير و لا المجاهيل ولا سواد الناس، بل كانوا في أغلبيتهم المطلقة من أهل العلم و رجال الصناعة، و لم يكونوا مغمورين بل هم الي الشهرة و المعرفة أقرب فأقرب، و قد عرض لترجمة كل منهم الأعلام من الرواة و المؤلفين و أصحاب الفهارس و رجال المعاجم، و جمهور المحدثين من الامامية، و علماء التصنيف و الببلو غرافيا، و لم يبخسوا كل ذي حق حقه، و كان أبرزهم في ذكرهم من نذكره:

البرقي في الرجال / الكشي في الرجال / النجاشي في الرجال / الطوسي في الفهرست / ابن الغضائري في الضعفاء / الصفدي في الوافي



[ صفحه 180]



بالوفيات / ابن النديم في الفهرست / الأربلي في كشف الغمة / ابن خلكان في وفيات الأعيان / ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة / سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / الذهبي في سير أعلام النبلاء / اليافعي في مرآة الجنان / و الصباغ في الفصول المهمة / و المامقاني في تنقيح المقال / و المجلسي في بحارالأنوار / و القهبائي في مجمع الرجال / و اغا بزرگ في الذريعة / و الأستاذ الخوئي في معجم رجال الحديث و سوي هؤلاء.

و من رغب في الاطلاع علي أحوالهم و طبقاتهم في الحديث الوثاقة أو التعديل فلديه المتسع من الموارد هناك.



[ صفحه 181]




پاورقي

[1] باقر شريف القرشي / حياة الامام الجواد / 133.

[2] سورة مريم، 12.

[3] محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 73.

[4] ظ: محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 90 - 74.

[5] ظ: القهبائي / معجم الرجال 1 / 143 - 139 / طبعة طهران / 1384 ه.

[6] ظ: ابن النديم / الفهرست / 277 / طبعة طهران / 1391 ه.

[7] ظ: محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 81 - 75.

[8] الخوئي / معجم رجال الحديث / 5 / 248.

[9] ظ: ابن النديم / الفهرست / 277، القهبائي / معجم الرجال / 2 / 179، محمد حسن آل ياسين ألكاظمي / الامام علي بن موسي الرضا / 142 - 140.

[10] ظ: المصادر السابقة / نفسها و الصفحات.

[11] ظ: النجاشي / رجال النجاشي / 253.

[12] ظ: باقر القرشي / حياة الامام الجواد / 186 - 134.

[13] ظ: المجمع العالمي لأهل البيت / الامام محمد بن علي الجواد / 209.