بازگشت

مرويات الامام عن رسول الله و أميرالمؤمنين نموذجا


في هذا الجزء من البحث نضع أيدينا علي مئات المرويات التي ظفرنا بها مسندة في روايتها عن الامام محمد الجواد (عليه السلام) و هو يرويها عن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم)، و عن أميرالمؤمنين الامام علي (عليه السلام)، و هي عبارة عن شذرات في الحكمة و الأدب و الأخلاق و رياضة النفس، تلتقط من هنا و هناك في مصادرها الرئيسية، لتزين جيد الزمان و صدره بلآلئها الثمينة، فيتناولها العلماء و الباحثون و أهل الفضل بالدرس و التمحيص لاضاءة درب السائرين.

انها كنوز تربوية و تهذيبية و أخلاقية في سلسلة ذهبية، تراصفت عقودها اللامعة في التوجيه و النصح الكريم، حدب علي اختيارها الامام الجواد (عليه السلام) في كوكبة من الأحاديث الشريفة المسندة.

روي الامام محمد الجواد عن آبائه عن أميرالمؤمنين أنه قال:

بعثني النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) الي اليمن، فقال لي و هو يوصيني:

«يا علي ما حار (ما خاب) من استخار، و لا ندم من استشار.

يا علي عليك بالدلجة فان الأرض تطوي في الليل ما لا تطوي بالنهار.

يا علي اغد باسم الله، فأن الله بارك لأمتي في بكورها».



[ صفحه 156]



و قال (صلي الله عليه و آله و سلم):

«من استفاد أخا في الله، فقد استفاد بيتا في الجنة» [1] .

و روي الاما محمد الجواد بسنده أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «ان فاطمة أحصنت فرجها، فحرم ذريتها علي النار» [2] .

و قد سئل (عليه السلام) عن دلالة الحديث بالتحريم علي النار من الذرية، فقال: (خاص للحسن و الحسين) [3] .

و روي الامام محمد الجواد بسنده عن جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، أنه قال في حجة الوداع:

«قد كثرت علي الكذابة، و ستكثر من بعدي، فمن كذب علي متعمدا، فليتبؤ مقعده من النار» [4] .

«فاذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه علي كتاب الله عزوجل و سنتي، فما وافق كتاب الله و سنتي فخذوا به، و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به» [5] .

و هذا أصل من أصول نقد متن الحديث و تمحيصه في ضوء كتاب الله و سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

و روي الامام محمد الجواد بسنده أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال:



[ صفحه 157]



«المرء مخبوء تحت لسانه» [6] .

هذه الكوكبة من الأحاديث النبوية نموذج مما وضع البحث يده عليها، و للباحث أن يستدل بما ذكرنا علي ما لم نذكر.

و أما مرويات الامام محمد الجواد (عليه السلام)، عن جده أميرالمؤمنين الامام علي صلوات الله عليه، فقد تجاوزت حد الحصر و الاحصاء، و يكفي أن الحافظ الضابط عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي وحده «قد نقل أشياء رائعة و فوائد فائقة، و آدابا نافعة، و فقرا ناصعة من كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام) مما رواه الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا عن آبائه عنه (عليه السلام)» [7] .

و قد بلغ ما نقل عنه في ثلاثة و ثلاثين موضعا من المرويات عددا هائلا، يشتمل بعضها علي حدة فقرات و عبارات من حكم و عبر و أمثال.

و قد أثبتها الأربلي جميعها نقلا عن كتاب الجنابذي فحسب. [8] .

و فيها من النوادر التي لم يشتمل عليها نهج البلاغة.

فاذا كان راو واحد من الرواة ينفرد بهذا العدد الضخم من مرويات الامام محمد الجواد (عليه السلام) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فما بالك بمئات الرواة اذن!!

و سأختار لا علي التعيين بعض هذه المرويات مع التعقيب علي بعضها.



[ صفحه 158]



1- روي الامام محمد الجواد (عليه السلام) عن أميرالمؤمنين قائلا:

«في كتاب علي بن أبي طالب (عليه السلام): ان ابن آدم أشبه شي ء بالمعيار، اما راجع بعلم - و قال مرة - أو ناقص بجهل» [9] .

و في هذا تصريح أن الامام يروي هذا الحديث عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، و هو مدون في كتاب، و ذلك دليل وراثته هذا الكتاب، أو أنه بحوزته علي الأقل، و هو يروي عنه مباشرة دون واسطة، و عليه قول ابن طلحة الشافعي، (ت 652 ه):

«ان الأئمة من أولاد علي كانوا يعرفون الجفر رواية عن جدهم أميرالمؤمنين» [10] .

و يؤكد صحة هذا الخبر «ما هو ثابت تأريخيا من التزام علي (عليه السلام) بتسجيل أخبار الغيب التي سمعها من النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) خلال امتداد عصر النبوة، و تدوين ذلك كله في (جفر) احتفظ به عنده.

و الجفر جلد ولد الماعز، اذ لم يكن لديهم يومذاك ما يكتبون فيه غير الجلود» [11] .

بل هو و الرق - جلد الغزال، أفضل ما يكتبون فيه.

2- و روي الامام محمد الجواد (عليه السلام) قائلا:

«قال علي (عليه السلام) لأبي ذر (رضي الله عنه):



[ صفحه 159]



انما غضبت لله عزوجل، فارج من غضبت له، ان القوم خافوك علي دنياهم، و خفتهم علي دينك.

و الله لو كانت السماوات و الأرضون رتقا علي عبد، ثم اتقي الله، لجعل الله له منها مخرجا، و لا يؤنسنك الا الحق، و لا يوحشنك الا الباطل» [12] .

3- روي الامام محمد الجواد (عليه السلام) عن جده أميرالمؤمنين (عليه السلام) قائلا:

«قال الي أميرالمؤمنين رجل بالبصرة، فقال أخبرنا عن الاخوان!!

فقال الاخوان: صنفان: اخوان الثقة، و اخوان المكاشرة.

فأما اخوان الثقة فهم كالكف و الجناح، و الأهل، و المال. فاذا كنت من أخيك علي ثقة فابذل مالك و يدك، و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سره و أعنه، و أظهر منه الحسن، و اعلم أيها السائل انهم أعز من الكبريت الأحمر.

و أما اخوان المكاشرة، فانك تصيب منهم لذتك، فلا تقطعن ذلك منهم، و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، و ابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان» [13] .

و في اجابة الامام تقييم موضوعي دقيق لطرفي أصناف الناس في اخائهم و صداقتهم و تحليل فريد لتراجيدية الأحوال، و دراسة تصحيحية لأولاع البشر و مكنونات الضمائر و السلوك بين القسمين.



[ صفحه 160]



فالاخوان بحسب تصنيف أميرالمؤمنين نوعان: اخوان الثقة و الصدق، و اخوان تطيب الخواطر و هز المشاعر دون صفاء النفس و صدق النية، و هم هكذا دائما و أبدا.

فلا يطلبن الانسان أكثر من هذا. و الاندماج معهم بقدره مما يظهر علي الوجه من طلاقه، و علي اللسان من حلاوة.

أما أولئك النوادر من أصدقاء الشدة فعليهم المعول في الأزمات فهم بمنزلة الكف من اليد، و الجناح من الطائر، و هم بمقام الأهل في الشفقة، و هم كحساب المال في تلبية الاحتياج، و لهم الود الخالص في المصافاة و معاداة الأعداء و كتم الأسرار، و اظهار شمائل الحسن، علي عزتهم و ندرتهم.

4- روي الامام محمد الجواد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) كوكبة من الحكم و الشوارد و الأمثال لانارة درب السالكين، و استصلاح نوازع الخلق الانساني و دفعه الي الخير المطلق. قال أميرالمؤمنين (عليه السلام):

و من وثق بالله أراه السرور، و من توكل عليه كفاه الأمر. و الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه الا مؤمن أمين.

و التوكل علي الله نجاة من كل سوء، و حرز من كل عدو.

و الدين عز، و العلم كنز، و الصمت نور.

و غاية الزهد الورع.

و لا هدم للدين مثل البدع، و لا أفسد للرجال مثل الطمع. و بالراعي تصلح الرعية، و بالدعاء تصرف البلية. و من ركب مركب الصبر اهتدي الي مضمار النصر.



[ صفحه 161]



و من عاب عيب، و من شتم أجيب.

و من غرس أشجار التقي اجتني ثمار المني. [14] .

5- و في استطالة النعم و قرارها و فرارها، و في عظمتها لدي احتياج الناس، و في زوالها لعدم احتمال مؤنة الآخرين، و في اصطناع المعروف حين يكون أهله أحوج اليه من أهل حاجته، نضع أيدينا علي ثلاثة أحاديث يرويها الامام عن جده أمير المؤمنين:

الأول، قوله (عليه السلام): ان لله عبادا يخصهم بالنعم، و يقرها فيهم ما بذلوها، فاذا منعوها نزعها عنهم و حولها الي غيرهم.

الثاني، قوله (عليه السلام): ما عظمت نعمة الله علي عبد الا عظمت عليه مؤنة الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض النعمة للزوال.

الثالث، قوله (عليه السلام): «أهل المعروف الي اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه، لأن لهم أجره و فخره و ذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف، فانما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبن شكر ما صنع الي نفسه من غيره» [15] .

6- و يزف البحث الي المتعظين و المعتبرين و ذوي الحجي، طائفة من شوارد و أوابد كلام امام البلغاء أميرالمؤمنين الامام علي (عليه السلام) فيما رواه عنه الامام محمد الجواد (عليه السلام):

قال أميرالمؤمنين: «العفاف زينة الفقر، و الشكر زينة الغني،



[ صفحه 162]



و الصبر زينة البلاء، و التواضع زينة الحسب، و الفصاحة زينة الكلام و العدل زينة الايمان، و السكينة زينة العبادة، و الحفظ زينة الرواية، و خفض الجناح زينة العلم، و حسن الأدب زينة العقل، و بسط الوجه زينة الخلق، و الايثار زينة الزهد، و بذل المجهود زينة النفس، و كثرة البكاء زينة الخوف، و التقلل زينة القناعة، و ترك المن زينة المعروف، و الخشوع زينة الصلاة، و ترك ما لا يعني زينة الورع» [16] .

7- و للامام علي (عليه السلام) في توجيه النفس الانسانية، و رفع مستواها التفكيري و العقلي، و استلهام عوالم التربية المثلي، و اعداد الفرد المسلم اعدادا يتناسب مع ثقل المسؤولية، و ذلك مما رواه الامام محمد الجواد (عليه السلام) قاصدا اليه، و مؤكدا عليه، عسي أن يهتدي به الناس في السلوك، و أن يجعلوه معيارا دقيقا في رصد مظاهر العفة و الكمال.

قال الامام أميرالمؤمنين (عليه السلام):

«حسب المرء من كمال المروءة، تركه ما لا يجمل به، و من حيائه: أن لا يلقي أحدا بما يكره، و من عقله حسن رفقه، و من أدبه أن لا يترك ما لابد له منه، و من عرفانه علمه بزمانه، و من ورعه غض بصره و عفة بطنة، و من حسن خلقه كفه أذاه، و من سخائه بره بمن يجب حقه عليه، و اخراجه حق الله من ماله، و من اسلامه تركه ما لا يعنيه، و تجنبه الجدال و المراء في دينه، و من كرمه ايثاره علي نفسه، و من صبره قلة شكواه، و من عقله انصافه من نفسه، و من حلمه تركه الغضب عند مخالفته، و من انصافه قبوله الحق اذا بان له، و من نصحه



[ صفحه 163]



نهيه عما لا يرضاه لنفسه، و من حفظه جوارك تركه توبيخك عند اسائتك مع علمه بعيوبك، و من رفقه تركه عذلك عند غضبك بحضرة من تكره، و من حسن صحبته لك اسقاطه عنك مؤنة أذاك، و من صداقته كثرة موافقته و قلة مخالفته، و من صلاحه شدة خوفه من ذنوبه، و من شكره معرفة احسان من أحسن اليه، و من تواضعه معرفته بقدره، و من حكمته عمله بنفسه، و من سلامته قلة حفظه لعيوب غيره، و عنايته باصلاح عيوبه»... [17] .

8- و في لغة بلاغية بارعة، يضع أميرالمؤمنين طائفة من الاشارات الموحية و الدلائل اللائحة للالتزام بمصارد الشرع المقدس، و استقراء تعليمات الاسلام، في نوادر منا لحكم و الأمثال السائرة، يرويها حفيده الامام محمد الجواد عنه:

أ- العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به: شركاء!!

ب - يوم العدل علي الظالم أشد من يوم الجور علي المظلوم.

ج - لن يستكمل العبد حقيقة الايمان حتي يؤثر دينه علي شهوته، و لن يهلك حتي يؤثر شهوته علي دينه.

د- الصبر علي المصيبة مصيبة علي الشامت بها.

ه - لو سكت الجاهل ما اختلف الناس.

و - مقتل الرجل بين لحييه، و الرأي مع الأناة، و بئس الظهير الرأي الفطير.



[ صفحه 164]



ز- كفر النعمة داعية للمقت، و من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك.

ح - من أمل فاجرا كان أدني عقوبته الحرمان. [18] .

9- و هناك ملحمة روائية عظمي يرويها الامام محمد الجواد (عليه السلام)، عن آبائه متسلسلا عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فيها مدخرات الحياة العقلية في توجيه الانسانية تلقائيا الي ارتقاء مدارج الخلود، و بها من بناء الهيئة الاجتماعية ترسيخ أصول الحضارة، و عليها من نفح النبوة أرج العبير، و من شذا الامامة مسك التعبير، ملئت بالحقائق الجمة، و ازدهرت بالعظات البليغة، و اشتملت علي المثل العليا، و استوعب آداب الاسلام، و استقطبت كثيرا من شؤون الدين و الدنيا، فهي مرويات عن امام البلغاء علي أميرالمؤمنين (عليه السلام)، و كفي بذلك شاهدا ميدانيا علي ما نقول؛ فقد أورد الشيخ الصدوق «قدس سره»، بسنده عن الامام العالم الأجل الموقر الثقة الثبت السيد عبدالعظيم بن عبدالله الحسني؛ قال:

«قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام):

يا ابن رسول الله، حدثني بحديث عن آبائك (عليهم السلام).

فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام):

لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فاذا استووا هلكوا.



[ صفحه 165]



قال: فقلت له زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): لو تكاشفتم ما تدافنتم.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه، قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): انكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه و حسن اللقاء، فأني سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول: انكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): من عتب علي الزمان طالت معتبته.

فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد الي المعاد العدوان علي العباد.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): قيمة كل امرئ ما يحسنه.



[ صفحه 166]



قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): المرء مخبوء تحت لسانه.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): ما هلك امرء عرف قدره.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم.

قال: فقلت زدني يا ابن رسول الله، قال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) فقال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): من وثق بالزمان صرع.

قال: فقلت زدني يا ابن رسول الله، فقال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): خاطر بنفسه من استغني.

قال: فقلت زدني يا ابن رسول الله، فقال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قلة العيال أحد اليسارين.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال:



[ صفحه 167]



حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمين: من دخله العجب هلك.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين: من أيقن بالخلف جاد بالعطية.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال:

حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): من رضي بالعافية ممن دونه، رزق السلامة ممن فوقه.

قال فقلت له حسبي. [19] .

و أنت تري هذا التسلسل في الرواية من الجواد عن أبيه عن جده عن آبائه عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، و هو أرقي درجة اسناد في علم الرواية، و أرقي درجة مضمون في علم الدراية، و هو بعد كغيره مما سبقه من المرويات النابضة بالحركة و الحياة الحرة الكريمة، سيل متدافع الأمواج يغترف من ذلك البحر المحيط لأميرالمؤمنين، و ما أورده الامام محمد الجواد (عليه السلام)، في هذه المرويات بسلسلتها الذهبية في الاسناد، و قوة مداليلها في الأداء و البيان، ليعد في أعلي مراتب الصدور، و أبهي حلل المتن في الحديث، مضامين و مفاهيم و توجيها.



[ صفحه 168]



و في ظل مرويات الامام محمد الجواد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، يؤخذ بعين الاعتبار ما رواه عن أبيه الامام الرضا و جده الامام الكاظم، و ما روي عن الامامين الصادق و الباقر (عليه السلام) أجمعين، و كذلك ما رواه عن بقية الأئمة الطاهرين، و كل أولئك مما يشكل ثروة حضارية متجددة، و ثورة انسانية متطورة.

و هكذا تراث أئمة أهل البيت (عليهم السلام): كنز من المعارف لا يفني، و معين من الثقافة لا ينضب، و جدة من العلوم لاتبلي.



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 137.

[2] الصفدي / الوافي بالوفيات / 4 / 106، ابن طولون / الائمة الاثنا عشر / 103.

[3] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 138.

[4] الطبرسي / الاحتجاج / 2 / 477.

[5] المصدر نفسه و الصفحة / و ينظر هذا الحديف في: البخاري / الصحيح / 1 / 37.

[6] ظ: باقر شريف القرشي / حياة الامام محمد الجواد / 84 و انظر مصدره.

[7] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 142.

[8] المصدر نفسه / 3 / 142 - 137.

[9] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 138.

[10] حاجي خليفة / كشف الظنون / 1 / 591.

[11] محمد حسن آل ياسين / الامام محمد بن علي الجواد / 61.

[12] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 138.

[13] الحر العاملي / وسائل الشيعة / 8 / 58.

[14] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 138.

[15] المصدر نفسه / 3 / 139 - 138.

[16] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 139.

[17] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 140.

[18] المصدر نفسه / 142 - 140.

[19] الصدوق / عيون أخبار الرضا / 2 / 54 - 53.