بازگشت

اضطراب النظام العباسي... من الامام المعجزة


و اضطرب النظام العباسي اضطرابا هائلا، حينما فوجئ بمقدرة الامام العلمية و التشريعية و الغيبية، و امتلاكه قلوب الناس، و التفاف الأمة حول قيادته المتبرعمة في سن الصبا و أول الشباب، و بدأت الجماهير تتساءل، و ما بعد الشك الا اليقين!!

ما هذه المميزات و الخصائص لهذا الانسان المعجزة؟؟

عن آية قوة غيبية يتحدي السلطان فيطأطئ من جبروته؟؟

فلماذا تقف السلطة بامكاناتها متصاغرة بين يديه؟؟

لماذا بهت العلماء و الفقهاء و المتكلمون أمام هذا الحدث الجديد؟

و ما بال شيوخ الشيعة و أساطينها و رجالها و تجارها و كسبتها و جمهورها و سوادها، تتلقي تعليماتها ممن لم يبلغ الحلم؟؟

فهل أصيب هذا الحشد الهائل باختلال التوازن العقلي؟ أم ماذا؟ و ما طبيعة هذه الوفود من البلدان و الأقاليم و القصبات تتجه بعد الحج و زيارة الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله و سلم) شطر بيت الامام محمد الجواد (عليه السلام)؟

تسأله فيجيب، و تستنقبه فلا ينبو، و يتستفهمه فلا يحيد!!

و تطلب اليه فلا يردها، و تتودد اليه فيبرها و يحنو عليها!! و تتقرب منه خطوة فخطوة، فلا تلمس الا علما و حزما، و لا تجد الا نبلا و شرفا،



[ صفحه 130]



و لا تري الا جودا و سخاء، و لا تنظر الا ادراكا و معرفة، و لا تكتشف الا أصالة و رفعة!!

أين هم اليوم في مثل هذا العالم الجديد؟ العالم الذي لا يخضع لمعيار الفطرة و لا نظام الكون!! و انما ينفجر - كما هو المتوقع لذوي الألباب - عن مفاهيم جديدة تطوي الزمن كلمح بالبصر عن مخزون حضاري عتيد ينبع من القرآن، و يصدر عن الشرع الحنيف، و يحكي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) تشريعه و تأصيله و تمويله لهذا الدين القيم!!

و كيف تأخذ هذه الجموع المتدافعة فقه عباداتها و معاملاتها، و أمر ثوابتها و أصولها و تعاليم معتقداتها و فروضها و ما يترتب علي ذلك من ادارة شؤونها و اصلاح معاشها، و تهذيب نفوسها و ترويض صعبها و تطبيع علاقاتها الاجتماعية و الدينية علي أرض صلبة؟ من هذا الصبي المعجزة الذي استولي علي المشاعر و الأحاسيس حبا و اكبارا.

و كيف استطاع صهر هذا الأفق الحاد المتناقض بين جمهرة المشككين و المستغربين و المتحيرين؟ فجذبهم الي حضرته انجذابا رفيعا، و استحوذ عليهم بالدليل و المنطق و العلم الهادر!! و هل من المتعارف عليه في نظام الأحكام السلطانية، و في حياة الفقه الدستوري أن يتصدر مذهب أهل البيت هذا اليافع الذي لم يبلغ الحلم؟

و ماذا تقول الأمة، و أبوه الامام علي بن موسي الرضا يكتب اليه و هو في هذه السن المبكرة؟ و من خراسان التي وردها عام مائتين من الهجرة بالرسائل الرقيقة معظما و مبجلا و ترده أجوبة ولده شافية



[ صفحه 131]



مستوعبة، فيشير منذ ذلك الحين الي امامته من بعده علما بأن مولده في عام خمسة و تسعين بعد المائة من الهجرة اجماعا؟!!

فعمره الشريف اذن خمس سنوات فحسب.

يقول محمد بن بي أبي عباد، و كان يكتب للرضا (عليه السلام): «ان الامام ما كان يذكر محمدا ابنه (عليه السلام) الا بكنيته، يقول: كتب الي أبوجعفر!! و كنت أكتب الي أبي جعفر و هو صبي في المدينة!! فيخاطب بالتعظيم!! و ترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة و الحسن!! فسمعته أي - الامام الرضا - يقول:

«أبو جعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي» [1] .

و الأكثر من هذا بعد أن يسأل الامام الرضا (عليه السلام):

«فان كان كون فالي أين؟ فيشير بيده الي أبي جعفر (عليه السلام)، و هو قائم بين يديه».!!

فقلت له: (و القائل صفوان بن يحيي) جعلت فداك و هو ابن الثلاث سنين؟ قال الامام الرضا (عليه السلام)؟

«و ما يضره من ذلك؟ قد قام عيسي بالحجة و هو ابن أقل من ثلاث سنين» [2] .

و يكرر الرضا (عليه السلام) هذا المعني مؤكدا عليه، فقد روي الحسن بن محمد عن الخيراني عن أبيه، قال:



[ صفحه 132]



«كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخراسان، فقال قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟

قال: الي أبي جعفر ابني!!

فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر!!

فقال أبو الحسن (الرضا) (عليه السلام):

«ان الله سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولا نبيا، صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام)» [3] .

و كان من دقة الامام الرضا (عليه السلام)، و تفكيره الموضوعي أن لم يصطحب معه ولده الامام الرضا الي مرو، بل أبقاه في المدينة المنورة حفاظا عليه من النظام الطائش الذي قد يقدم علي تصفيته جسديا، لو حصل لأبيه الأمر كما هو المتوقع، و كان هذا الملحظ الدقيق مؤشرا سياسيا رفيعا في تمرس الامام الرضا (عليه السلام)، في الأحداث، و معرفته النوعية بمؤامرات البلاط العباسي الذي لا يتورع عن شي ء.

هذا من وجه احترازي خالص، و من وجه آخر ايجابي كان بقاء الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و هو في عمر الورود، يشكل منعطفا تأريخيا في حياة الامامة، فهو لم يتجاوز الخامسة من عمره الشريف، الا أن التفاف الشيعة - بعد تصريحات أبيه السابقة - كان مكثفا حوله، باعتباره ظاهرة جديدة في حياة الامامة نظرا لصغره، و مع هذا فان الاقبال عليه كان منقطع النظير من أوليائه، و أهل بيته و الهاشميين.



[ صفحه 133]



فقد أورد المجلسي عن أمية بن علي قوله:

«كنت بالمدينة، و كنت أختلف الي أبي جعفر (عليه السلام)، و أبوالحسن - الرضا - بخراسان، و كان أهل بيته و عمومة أبيه يأتونه و يسلمون عليه» [4] .

بل ذهب المسعودي الي أكثر من هذا فقال:

«انه كان يدبر أمر الرضا (عليه السلام) بالمدينة» [5] .

و كذلك كان أوليائه يتحينون الفرص بالاجتماع به، انبهارا بقابلياته الفذة و هو صغير، فعن ابن أبي النضر و محمد بن سنان قالا:

«كنا بمكة و أبوالحسن الرضا (عليه السلام) بها، فقلنا له:

جعلناالله فداك، نحن خارجون و أنت مقيم، فان رأيت أن تكتب لأبي جعفر (عليه السلام)، كتابا نلم به، قالا:

فكتب اليه فقدمنا، و اجتمعوا بالامام الجواد (عليه السلام)، و قرأ كتاب أبيه و هو يبتسم. [6] .

و ما اكتفي الامام الرضا (عليه السلام) بهذا حتي أمر أصحابه و أولياءه باحداث العهد به و التسليم له في حياته.

و مما يروي في هذا الصدد، أن الامام كان في جماعة فلما نهضوا قال لهم أبوالحسن الرضا (عليه السلام):



[ صفحه 134]



القوا أبا جعفر فسلموا له، و أحدثوا به عهدا. [7] .

و الطريف أن يحتج الامام محمد الجواد بلغة العصر اعلاميا في اثبات امامته بما رواه الشيخ المفيد قائلا:

«أخبرني أبوالقاسم، جعفر بن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد، قال:

خرج علي أبو جعفر (عليه السلام) حدثان موت أبيه، فنظرت الي قده لأصف قامته لأصحابنا، فقعد ثم قال:

يا معلي ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة فقال: (و آتيناه الحكم صبيا) [8] [9] .

و قد كرر الامام محمد الجواد (عليه السلام) جوهر هذا الاحتجاج مع علي بن أسباط بروايته، قال:

«رأيت أبا جعفر (عليه السلام) قد خرج علي، فأحددت النظر اليه و الي رأسه، و الي رجله، لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فخر (الامام محمد الجواد) ساجدا، و قال:

ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة.

قال تعالي (و آتيناه الحكم صبيا) [10] .



[ صفحه 135]



و قال الله: (حتي اذا بلغ أشده...) [11] .

(و بلغ أربعين سنة...) [12] .

فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتي و هو ابن أربعين سنة» [13] .

و مهما يكن من أمر، فقد تسنم الامام محمد الجواد منصب الامامة الشرعي، و قد أقام مع أبيه سبع سنين و أربعة أشهر و يومين، و نهض من بعده بالأمر اماما ثماني عشرة سنة الا عشرين يوما... [14] .

و كان منذ صباه حتي أول شبابه، و في جميع أدوار حياته، مضرب المثل في العفة و الزهد و العلم و الاستقامة.

و اشتهر ذكر الامام في الآفاق و ذاع صيته في العواصم، و تطلعت الي أخباره الأقاليم، فلمس النظام فيه خطرا عتيدا حاضرا، و وجد فيه ظاهرة لا قبل لها بها فأرجف عليه من هنا و هناك، و ابتغي له الغوائل، و بدأ يبحث عن الوسائل التي تصد هذا التأييد الحافل به، سيما بعد وفاة المأمون و تسلم المعتصم للحكم في شعبان من سنة ثماني عشرة و مائتين.

فقد روي عن ابن أرومه أنه قال:

«ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا علي محمد بن علي بن موسي زورا، و اكتبوا أنه أراد أن يخرج.



[ صفحه 136]



ثم دعاه المعتصم فقال له: انك أردت أن تخرج علي!!

فقال: و الله ما فعلت شيئا من ذلك.

قال: ان فلانا و فلانا شهدوا عليك!! فأحضروا، فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك، قال: و كان جالسا في بهو فرفع أبو جعفر يده، و قال:

اللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم!!

قال: فنظرنا الي ذلك البهو و كيف يرجف و يذهب و يجي ء!! و كلما قام واحد وقع!!

فقال المعتصم: يا ابن رسول الله: اني تائب مما قلت، فادع ربك أن يسكنه فقال الامام:

اللهم سكنه انك تعلم أنهم أعداؤك و أعدائي، فسكن» [15] .

و لم يكن الامام مع هذه الضغوط و المفارقات لينفي عن نفسه امامة الأمة، بل ثبتها لنفسه جهارا و بكل وثوق و اطمئنان، يصاحبه فيها التأييد الغيبي بما يعتبر معجزة، فقد قال له يحيي بن أكثم، قاضي القضاة:

«و الله اني أريد أن أسألك مسألة واحدة، و اني لأستحي مكن ذلك!! قال الامام محمد الجواد: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الامام!!

فقلت: هو و الله هذا.

فقال الامام (عليه السلام): أنا هو.



[ صفحه 137]



فقلت: علامة، فكان في يده عصا فنطقت و قالت: انه مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة» [16] .

و مع هذا فقد، كان النظام يحاول الاستخفاف بالامام، و يحاول الاغراء جزافا، و هو يتصور خائبا الاستهانة بمقام الامامة من وجه، و استغفال الآخرين من وجه، وكلن الله يأبي الا أن يتم نوره، و يظهر حجته و يكبت عدوه، فقد جمع المأمون للامام (عليه السلام) المغنين!! و أهل الطرب!! و ضربوا بالعود في حضرته!! و الامام لا يلتفت يمينا و شمالا، بل قال لمن تولي كبر ذلك، و هو مخارق المغني: اتق الله ياذا العثنون!!

فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيده الي أن مات.

فسأله المأمون عن حاله! فقال:

لما صاح بي أبوجعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا [17] .

و مع هذا فقد كان التشكيك المتعمد في امامة الجواد قائما لدي بعضهم عنادا أو جهلا أو اصرارا أو حقدا، بل و يلعنون القائل بامامتهم من أتباع أهل البيت!!

فقد اطلع قاسم بن عبدالرحمن في بغداد، و الناس يستشرفون لرؤية الامام محمدالجواد (عليه السلام)، فقال:

و الله لأنظرن اليه، فطلع الامام علي بغل، فقلت:

لعن الله أصحاب الامامة حيث يقولون: ان الله افترض طاعة هذا!!



[ صفحه 138]



فعدل الامام الجواد الي و قال: يا قاسم بن عبدالرحمن: (فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) [18] .

فقلت في نفسي: ساحر و الله.

فعدل الي، فقال:

(أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر) [19] .

قال فانصرفت و قلت بالامامة و شهدت أنه حجة الله علي خلقه و اعتقدت) [20] .

و قد شاءت السلطة الغاشمة أن تستطيل بقضائها، لمقام الامام بالتوهين و ابتداع الأباطيل، ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا فقد روي محمد بن مسعود عن المحمودي، قال: حدثني أبي؛ أنه دخل علي ابن أبي دؤاد، و هو في مجلسه و حوله أصحابه، فقال لهم ابن أبي دؤاد: يا هؤلاء؛ ما تقولون في شي ء قاله الخليفة البارحة؟

فقالوا: و ما ذاك؟ قال:

قال الخليفة: ما تري الفلانية «الرافضة» تصنع ان أخرجنا اليهم أباجعفر «يعني الامام الجواد» سكران، يمضي مضمخا بالخلوق؟

قالوا: اذن تبطل حجتهم و تبطل مقالتهم!!

قلت: ان الفلانية «الرافضة» يخالطوني كثيرا و يفضون الي بسر مقالتهم و ليس يلزمهم هذا الذي يجري!!



[ صفحه 139]



قال: و من أني قلت؟

قلت: انهم يقولون: لابد في كل زمان و علي كل حال، لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه و بين خلقه. قلت: فان كان في زمان الحجة من هو مثله أو فوقه في الشرف و النسب كان أدل الدلائل علي الحجة قصد السلطان له من بين أهله و نوعه.

قال: فعرض بي أبي دؤاد هذا الكلام علي الخليفة.

فقال: ليس في هؤلاء اليوم حيلة.

لا تؤذوا أبا جعفر (يعني الامام الجواد) [21] .

و هذا النحو من التوجه في افتعال الأكاذيب و تجربة الافتراضات المختلفة، له خطورته الاعلامية بين أعداء الامامية و أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فلا يعيرون لذلك أهمية، و لا يلقون اليه السمع لأنهم كما في جواب أبي المحمودي [22] فانهم يذهبون الي القول أن لابد من حجة في كل زمان، و حينما يعرض السلطان لمن هو في هذا الوصف كان ذلك لهم دليلا أنه الحجة دونه سواه، لأنه لا يعرض الا له، لعلم السلطان أنه صاحب مرتبة الامامة عند أولياء أهل البيت (عليهم السلام)، و لو لم يكن كذلك لما عرض له.



[ صفحه 140]



كما أشار الي نحو من هذا الشيخ المجلسي أعلي الله مقامه. [23] .

و لم يكن هذا المقام الذي عليه الامام محمد الجواد (عليه السلام)، ليخفي علي السلطان، أو أولياء السلطان، و هم يعلمون جيدا أن ذلك من المناصب الالهية التي لا أمر معها للبشر، ولكنه البغي و العدوان و شهوة الحكم و الاستطالة علي أولياء الله.

و لم يكن الامام (عليه السلام) ليقابل السلطة الا باللطف و النصح الكريم، شأنه بهذا شأن آبائه الطاهرين، حفاظا منهم علي النظام و رعاية للصالح العام.

فقد جاء في بعض المرويات أن الامام محمد الجواد قال للمأمون:

لك عندي نصيحة فاقبلها.

قال المأمون بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول الله؟؟

قال الامام محمد الجواد (عليه السلام): أحب أن لا تخرج بالليل، فأني لا آمن عليك هذا الخلق المنكوس، و عندي عقد تحصن به نفسك، و تحترز به عن الشرور و البلايا و المكاره... و ان أحببت بعثت به اليك لتتحرز من جميع ما ذكرت لك. قال: نعم؟ فاكتب ذلك بخطك و ابعثه الي.

قال (عليه السلام): نعم و أنفذ له ذلك مع تعليمات في آداب استعماله. [24] .

هذه الروح الرائدة للخير و حب النظام و الألفة و معالي الأمور، بوادر انسانية تتفجر بها فطرة الامام محمد الجواد (عليه السلام)، و تضطم عليها جوانحه.



[ صفحه 141]



و لعل لهذا التوجه هدفا أكبر مما يبدو لأول وهلة، فهو يريد أن لا يغلق الباب بينه و بين السلطان، و يريد أيضا أن يجعل الخطوط التفاهمية بينه و بين السلطان مفتوحة، و ان كان ذلك بحدود معينة، لينفذ من خلال ذلك الي أداء تكليفه الشرعي في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

فقد كان مما اشتهر به المأمون شرب الخمرة، و أراد الامام أن يحد من هذه الظاهرة لدي المأمون فقال له:

«لك عندي نصيحة فاسمعها مني!!

قال المأمون: هاتها.

قال الامام: أشير عليك بترك الشراب المسكر!!

قال المأمون: فداك ابن عمك، قد قبلت نصيحتك» [25] .

و لك أن تقدر مدي معاناة الامام من هؤلاء المستهترين بشريعة سيد المرسلين و لك أن نتصور مدي تحمله للمصاعب و المتاعب، و هو يحمل هموم أمته و دينه و عقيدته.



[ صفحه 145]




پاورقي

[1] الصدوق / عيون أخبار الرضا / 2 / 240.

[2] الكليني / الكافي / 1 / 321، المفيد / الارشاد / 357.

[3] المفيد الارشاد / 359 - 358.

[4] المجلسي / بحارالأنوار 50 / 63.

[5] المسعودي / اثبات الوصية / 183.

[6] ظ: المجلسي / بحارالأنوار / 50 / 67.

[7] المفيد / الارشاد / 359.

[8] سورة مريم، 12.

[9] المفيد / الارشاد 3 - 27، الكليني / الكافي بسند آخر / 1 / 322.

[10] سورة مريم، 12.

[11] سورة يوسف، 22.

[12] سورة الأحقاف، 15.

[13] الصفار / بصائر الدرجات / 238.

[14] ظ: المجلسي / البحار / 50 / 7 / و انظر مصادره.

[15] المجلسي / بحارالأنوار / 50 / 46 - 45.

[16] الكليني / الكافي / 1 / 353.

[17] ظ: الكليني / الكافي / 1 / 494، المجلسي / البحار / 50 / 62 ز.

[18] سورة القمر، 24.

[19] سورة القمر، 25.

[20] الأربلي / كشف الغمة / 3 / 216.

[21] الكشي / رجال الكشي / 469.

[22] المحمودي: هو محمد بن أحمد بن حماد المروزي المتوفي أبوه في عصر الامام علي بن محمد الهادي (ع)، فكتب الامام الي ولده: قد مضي أبوك رضي الله عنه و عنك، و هو عندنا علي حال محمود، و لن تبعد عن تلك الحال، فلقب بالمحمودي، و هو من أصحاب الامام الجواد و الهادي و العسكري (ع)، فهنيئا لك علي هذه الكرامة.

ظ: المجلسي / البحار / 50 / 94 / هامش المحقق.

[23] ظ: المجلسي / بحارالأنوار / 50 / 90.

[24] ظ: المصدر السابق / 50 / 98 عن منهج الدعوات / 48 - 44.

[25] ظ: المجلسي / بحارالأنوار / 50 / 71 و انظر مصدره.