بازگشت

الوسيلة.. والأداة


و كانت الوسيلة و الأداة التي استخدمها المعتصم العباسي في ذلك هي: بنت المأمون بالذات، [1] والتي كانت زوجة الامام «عليه السلام»، و الرقيب لهم عليه، كما يظهر.. و كانت العدة التي ادخروها للقيام بمثل هذه المهمة و تنفيذها بدقة، و بأمانة، و في الوقت المناسب..

و اذا كانوا قد نجحوا في التكتم علي جريمتهم الي حد جعل الشيخ المفيد رضوان الله تعالي عليه، و هو الرجل العظيم و الدقيق النظر، يشك في اقدامهم علي هذه الجريمة النكراء.. حيث قال: «و قيل انه مضي مسموما، و لم يثبت عندي بذلك خبر فأشهد به».. [2] .

فاننا نجد:

أن الكثيرين أعلنوا بالفعل: أن أولئك الحكام قد اقترفوا هذه الجريمة. تصريحا تارة، و تلويحا أخري [3] .



[ صفحه 154]



بل لقد كان ذلك متوقعا منذ اللحظات الأولي للزواج، حسبما أسلفناه..

و قد بلغ وضوح هذا الأمر حدا أصبح الامام الجواد التقي عليه أفضل الصلاة والسلام يعد من جملة الثمانية أعداء، الذين قتلهم المعتصم - و قد سمي المثمن، لكثرة الثمانيات التي اتفقت له في حياته حسبما يقولون، و كانت هذه احداها..

يقول الصفدي، و ابن شاكر الكتبي: «و قتل ثمانية أعداء: بابك، و باطيش، و مازيار، و الأفشين، و عجيف، و قاروت، و قائد الرافضة، و رئيس الزنادقة» [4] .

و قال ابن طاووس عليه الرحمة في دعاء كل يوم من شهر رمضان:

«اللهم صل علي محمد بن علي، امام المسلمين، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ضاعف العذاب علي من شرك في دمه. و هو المعتصم» [5] .



[ صفحه 155]




پاورقي

[1] راجع البحار ج 50 ص 13 و 17 و المصادر الآتية في الهامش ما بعد الآتي.

[2] راجع: الارشاد ص 368. و البحار ج 50 ص 3 عنه.

[3] راجع: المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 380 عن ابن بابويه، و ص 384 و اثبات الوصية ص 220 - 219 و عيون المعجزات ص 129 و تاريخ الشيعة ص 55 و 57 و نور الأبصار ص 163 و جلاء العيون ج 3 ص 112 عن المناقب و عيون المعجزات، و العياشي و سر السلسلة العلوية ص 38 و تفسير العياشي ج 1 ص 320 - 319 و تذكرة الخواص ص 359 و نسبه الي الامامية و البحار ج 50 ص 17 و 2 و 9 و 8 و 7 عن بعض من تقدم، و عن الروضة، و مروج الذهب ج 3 ص 464 و أعيان الشيعة ج 2 ص 35 و روضة الواعظين ص 243 و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 262.

[4] الوافي بالوفيات ج 5 ص 139 و فوات الوفيات ج 4 ص 48.

[5] اقبال الأعمال ص 97 و البحار ج 50 ص 15.