بازگشت

الأسلوب الجبان


قلنا: ان السلطة قد أدركت: أن اغتيال الامامة عن طريق افراغها من محتواها العلمي، باعتماد أسلوب الحجاج و الخصام، قد أفاد في تعزيز دعوة أهل البيت «عليهم السلام»، و خطهم، بدل أن يكون الأمر علي عكس ذلك..

و قد ظهر لهم: أن السلطة، باعدادها أجواء الحجاج هذه، انما كانت تبحث عن حتفها بظلفها، و تهي ء أسباب انتشار الدعوة و رسوخها، و تعريف الناس بها و بخصائصها..



[ صفحه 151]



الأمر الذي ينذر بالخطر الداهم، و يبشر بالخسران المبين و العظيم لها، ليس فقط في مجال الحجاج، القائم علي العقل و الفكر، و المنطق، و البرهان، بل هو سوف يؤثر علي قدرتها علي مواجهة هذا الاتجاه فيما سوي ذلك من مجالات، و لاسيما في المجال السياسي..

و أدركت كذلك.. أن اعتماد أسلوب اغتيال شخصية الامام «عليه السلام»، و قدسيته من النفوس، و هدر كرامته بالشائعات، و الاتهامات، لا يجدي كثيرا..بل هو ربما يكون قد ساعد في اظهار الكثير من الخصائص و المزايا، التي يهتم الحكام بطمسها، و التعتيم عليها بكل ما يقدرون عليه..

و هي أيضا: قد فشلت في عملية التزوير و الافتراء علي الامام «عليه السلام»، بهدف ايجاد المبرر للتخلص منه بشكل علني و سافر، علي النحو الذي يسمح بملاحقته بعد ذلك بحملة اعلامية مركزة، لتشويه سمعته، و النيل من قداسته في نفوس الناس..

بعد كل هذا و سواه: اتجهت السلطة المتمثلة بشخص المعتصم العباسي لعنةالله - بعد أن رأي كيف أن كيدهم، و مكرهم، قد عاد اليهم، و أن ما دبروه قد انقلب عليهم - اتجهت الي التفكير و التخطيط للتخلص منه عليه الصلاة والسلام، بتلك الطريقة الجبانة، التي انتهجها الأسلاف الجبارون مع سلفه الصالح.. ألا و هي دس السم اليه صلوات الله و سلامه عليه.. حيث انها هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم الاعتماد عليها، من دون أن تعرضهم لمشاكل و لأخطار ربما لا يتمكن الحكم من الصمود أمامها، أو من تجاوزها بيسر و سهولة..



[ صفحه 152]