بازگشت

نعم القادر الله


و غني عن البيان: أن الحركة السياسية للأئمة «عليهم السلام»، لا تقتصر علي بعض المواقف القوية التي تختزن الكثير من التصميم علي مواجهة أخطار التحدي للسلطة، و لركائزها السياسية العقائدية..



[ صفحه 149]



بل يتعدي ذلك ليطبع حياتهم كلها بطابع الجهاد، و لتكون كل كلماتهم و مواقفهم، و كل أسلوب حياتهم زاخرا بالمعاني، غنيا بالمعطيات، حتي أكلهم و شربهم، و مشيهم، و ركوبهم، و لبسهم، في ألوانه، و في تكوينه، و حتي ألقابهم، و حتي في نقش خواتيمهم.

و قد كتبنا عن نقش خاتم الامام الجواد «عليه السلام»، ما يلي:

«بعد أن تمكن المأمون من تغيير مجريات الأمور لصالحه، و لصالح تثبيت دعائم الحكم العباسي، عن طريق اجبار الامام الرضا «عليه السلام» علي قبول ولاية العهد، و بيعة الناس له «عليه السلام» بها.. ثم تمكنه من تصفية الامام «عليه السلام» جسديا بدس السم اليه..

و بعد أن أخمدت الثورات، و خنقت جميع الأصوات، و عادت المياه الي مجاريها بين المأمون و بني أبيه العباسيين، فان من الطبيعي أن يشعروا (المأمون، و العباسيون، و أعوانهم): أنهم قد حققوا غاية آمالهم، و حصلوا علي أعز و أغلي أمنياتم، ألا و هي تثبيت دعائم ملكهم، و ترسيخ أركان سلطانهم، و أنه لم يعد ثمة أية قوة تستطيع أن تقف في وجه جبروتهم، و مقابل فاحش طغيانهم...

بعد كل ذلك نلاحظ: أن نقش خاتم الامام الجواد «عليه السلام»، يتحدي كل تصوراتهم تلك، و يدين جميع مظاهر بغيهم و ظلمهم، فيكون هو: «نعم القادر لله»..

و هذا هو نفس نقش أحد الخواتيم التي كانت لأميرالمؤمنين «عليه السلام»، من قبل، في ظروف لا تبتعد عن ظروف حفيده صلوات الله



[ صفحه 150]



و سلامه عليهم أجمعين..