الظلم و الظالمون
ولكنه رغم كل مضايقاتهم، فان الامام «عليه السلام» لا يتزحزح قيد أنملة عن موقفه الذي يرفض الخضوع لحكام الجور، و يرفض مختلف أشكال التعامل معهم:
و قد روي عن خيران الخادم القراطيسي أنه قال: «و كان الريان بن شبيب قال لي: ان وصلت الي أبي جعفر «عليه السلام»، قلت له: مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، و يسألك الدعاء له و لولده..
[فذكرت له ذلك]: فدعا له، و لم يدع لولده..
فأعدت عليه، فدعا له، و لم يدع لولده..
فأعدت عليه ثالثا، فدعا له، و لم يدع لولده..
فودعته و قمت..
فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه، و لم أفهم ما قال، و خرج الخادم في أثري، فقلت له: ما قال سيدي لما قمت؟
فقال لي: قال: من هذا الذي يري أن يهدي نفسه؟
[ صفحه 148]
هذا ولد في بلاد الشرك، فلما أخرج منها سار الي من هو شر منهم، فلما أراد الله أن يهديه هداه..» [1] .
فهو يرفض الدعاء لهذا الشخص، لمجرد أنه مع الظالمين، و هو يري أن هؤلاء الظالمين أشر من أهل الشرك في بلاد الشرك!!
فكم كان يعاني صلوات الله و سلامه عليه، من أذي في تلك الأجواء التي كان يسعي أولئك الظالمون لاثارتها من حوله..
هذا.. و يلاحظ: أنه «عليه السلام» لا يزال يلمح و يصرح بادانة الظلم، والظالمين، و المعينين لهم، و الراضين بظلمهم، فقد روي «عليه السلام» عنه أنه قال:
«العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به، شركاء» [2] .
و قال: «يوم العدل علي الظالم أشد من يوم الجور علي المظلوم» [3] .
پاورقي
[1] رجال الكشي ص 609 و 610 و البحار ج 50 ص 107.
[2] كشف الغمة ج 3 ص 138.
[3] المصدر السابق و كذا الأحاديث التالية.