شغف أهل بغداد بالامام الرضا
و علي كل حال.. فلقد كان «عليه السلام» مورد تقدير و عناية الخاص و العام، و بلغ من حب الناس له، و شغفهم به، و تشويقهم الي رؤية طلعته البهية، و أنواره القدسية، أنه كان اذا خرج الي شوارع العاصمة - عاصمة الخلافة - بغداد، يتراكض الناس من هنا و هناك، و يتشرفون، و يقفون لرؤيته..
[ صفحه 139]
الأمر الذي يعطي: أن رؤيته «عليه السلام» كانت تعتبر حدثا هاما بالنسبة اليهم...
قال قاسم بن عبدالرحمن - و كان زيديا - «خرجت الي بغداد، فبينا أنا بها، اذ رأيت الناس يتعادون، و يتشرفون، و يقفون. فقلت: ما هذا؟!
فقالوا: ابن الرضا. ابن الرضا.
فقلت: والله، لأنظرن. فطلع علي بغل أو بغلة.
فقلت: لعن الله أصحاب الامامة، حيث يقولون، ان الله افترض طاعة هذا.
فعدل الي، و قال: يا قاسم بن عبدالرحمن، (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) [1] .
فقلت في نفسي: ساحر والله..
فعدل الي فقال: (أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر) [2] .
قال فانصرفت، و قلت بالامامة، و شهدت أنه حجة الله علي خلقه واعتقدت الخ..» [3] .
[ صفحه 143]
پاورقي
[1] الآية 24 من سورة القلم.
[2] الآية 25 من سورة القلم.
[3] البحار ج 50 ص 64 و كشف الغمة ج 3 ص 153.