بازگشت

قد يخدع السراب


و بعد كل ما تقدم.. فاننا نشير الي أن البعض قال:

«قصد المأمون من عقد مجالس المناظرة مع الامام الرضا «عليه السلام» لزعزعة مركزه، ليهبط به، بينما كان قصده من المناظرة مع الامام أبي جعفر «عليه السلام»: أن يظهر للملأ فضله..» [1] .

و هو قول لا يستند الي أساس قوي، و لا يعتمد علي ركن وثيق، فان المأمون كان هو المأمون، لم يتغير، و لم يتبدل، فلم يكن يوما شيطانا، و يوما انسانا.. بل كان أحدهما فقط في يوميه معا، و الوقائع و الأحداث التي سبقت و تلت، هي التي تثبت أيهما كان!!

و مهما يكن من أمر: فقد غر ظاهر المأمون كثيرين من أرباب العلم و الفضل، فتوهموا: أنه انما كان يكرم الامام التقي الجواد «عليه السلام» علي الحقيقة، و أنه كان يعتقد بفضله، و علمه، و أنه كان يوده و يحبه، حتي أحله محل مهجته الخ.. علي حد تعبير بعضهم [2] .



[ صفحه 134]



مع أنه قد مر التصريح منه أكثر من مرة بما ينم عن دخيلة نفسه، و يؤكد سوء نيته، كما في قصة البازي الأشهب، و حديث طلبه من ابن أكثم أن يقطع الامام ولو في مسألة واحدة، و أنه احتال عليه بكل حيلة، و غير ذلك..


پاورقي

[1] الامام الجواد، لمحمد علي دخيل ص 65.

[2] راجع الارشاد للمفيد، و اعلام الوري، و غير ذلك من المصادر التي تقدمت لقضية الزواج - و راجع أيضا أعيان الشيعة ج 2 ص 36 - 33. و سيأتي ما يشير الي ذلك في العنوان التالي، بعد الفقرات التي نقلناها من زيارته عليه السلام مباشرة.