بازگشت

انحسار ظاهرة المناظرات


و نلاحظ أخيرا: أننا لم نجد لتلك المناظرات العلمية، التي كان المأمون يهتم بها في عهد الرضا عليه الصلاة والسلام بما لا مزيد عليه، لا نجد لها أثرا في عهد الامام الجواد «عليه السلام»، سوي هذه الأحداث الثلاثة التي أشرنا اليها آنفا، و أنها قد جرت بين يحيي بن أكثم و الامام الجواد عليه الصلاة والسلام، باغراء من المأمون نفسه، علنا تارة، و في الخلفاء أخري. و ربما يكون التاريخ - بسبب قدم العهد - قد أخفي عنا شيئا من ذلك، ولكنه لابد أن يكون يسيرا جدا، لا يمكن أن يقاس بالسنوات الكثيرة التي عايش فيها الامام المأمون..

فلماذا اختفت رغبة المأمون بجمع العلماء، و اقامة مجالس المناظرة مع الأئمة «عليهم السلام»؟!، واختفي معها ما كان يتظاهر به من حب العلم و العلماء، فجأة، و بفعل ساحر، و بصورة تامة و نهائية، فسبحان الله، مقلب القلوب و الأفئدة، و المطلع علي السرائر، و ما تكنه الضمائر!!

نعم سبحان الله، علام الغيوب!!



[ صفحه 133]



و ستار العيوب!!

و كاشف الكروب!!