بازگشت

الناس يدركون سوء النوايا


واللافت هنا: أننا نلاحظ: أن الناس، حتي من غير الشيعة، كانوا يدركون سوء نوايا السلطة في قصة تزويج الامام ببنت المأمون، و يعلمون أنها انما تدبر للقضاء علي الامام «عليه السلام»، و التخلص منه، فيحدثنا الحسين بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن حمزة الهاشمي، عن علي بن محمد، أو محمد بن علي الهاشمي، قال:

«دخلت علي أبي جعفر «عليه السلام» صبيحة عرسه، حيث بني بابنة المأمون، و كنت تناولت من الليل دواء، فأول ما دخل عليه في صبيحته أنا، و قد أصابني العطش، و كرهت أن أدعوا بالماء، فنظر أبوجعفر «عليه السلام» في وجهي و قال: أظنك عطشانا.

فقلت: أجل.

فقال: يا غلام، أو جارية، أسقنا ماء.



[ صفحه 126]



فقلت في نفسي: الساعة يأتونه بماء يسمونه به، فاغتممت لذلك، فأقبل الغلام و معه الماء..

فتبسم في وجهي، ثم قال: يا غلام ناولني الماء.

فشرب، ثم ناولني فشربت و أطلت عنده، فعطشت، و كرهت أن أدعوا بالماء، ففعل ما فعل بالأولي.

فلما جاء الغلام و معه القدح، قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولي، فتناول القدح، ثم شرب، فناولني و تبسم..

قال محمد بن حمزة: فقال لي محمد بن علي الهاشمي: والله، اني أظن أن أباجعفر يعلم ما في النفوس، كما يقول الرافضة» [1] .


پاورقي

[1] راجع الكافي ج 1 ص 414 و 415 و الارشاد للمفيد ص 366 و البحار ج 50 ص 50 و 54.