بازگشت

اخطر مؤامرة


و اذا عجز هذا الامام الصغير السن علي مسألة من مسائل يحيي بن أكثم الصعبة، بمحضر من الأعيان، و القواد، و الحجاب و غيرهم، فلسوف يظهر للناس جميعا: أن امام الشيعة، و قائدهم طفل صغير، لا يعقل، و لا يعلم شيئا، و أن ما يدعونه في أئمتهم، انما هو زخرف باطل، و ظل زائل، لا حقيقة له، و لا واقع وراءه..

نعم.. و قد جاءت صياغة هذا الحدث بنحو طريف و لافت، يعطي المأمون الفرصة و المبرر للامتناع عن تسليم الامام الجواد «عليه السلام» زوجته، التي كان قد عقد له عليها منذ سنوات، أو لا أقل كان قد سماها له في احتفال عام، و في حدث نادر لم يبق أحد في الدولة الاسلامية المترامية الأطراف الا و قد عرف به، و تعجب منه، و تتبع أخباره بدقة و حساسية متناهية..

و اذا استطاع أن يجد المبرر الآن للامتناع عن تسليم ابنته الي هذه الرجل - الذي يدين شطر هذه الأمة بامامته - فان ذلك لسوف يشيع بين الناس، و في جميع الأقطار، و لاسيما بملاحظة نوع الحضور في ذلك الاجتماع، و أهميتهم، و سعة نفوذهم، و سيصبح حديث كل الندوات و المحافل: أن امام الشيعة قد حرم من زوجته، و هي ابنة أعظم رجل في العالم الاسلامي،



[ صفحه 125]



و يهتم الناس كلهم بكل ما يتفق له، أو معه، و يصدر عنه، و بيده كل أجهزة الاعلام و التشهير..

و لسوف يبررون لهم هذا الحرمان، بأن سببه هو عي، و جهل هذا الامام في أعظم ما يدعيه لنفسه، و يدعيه له كل أتباعه و محبيه.

ولكن أجوبة الامام «عليه السلام» الجامعة والدقيقة، و القاطعة، قد قطعت الطريق علي المأمون، و علي بني أبيه، و جعلت الأمور تسير في غير صالحه، و علي خلاف ما يريد، و بالذات في الاتجاه المضاد لرغباته و ميوله.