بازگشت

العباسيون في الواجهة لماذا؟


و هكذا.. فقد خاض المأمون التجربة، ولكنه خاضها بحنكة ظاهرة، حيث رمي الكرة في ملعب العباسيين، ربما لأنه خاف أن يعلن نواياه، حتي لا يفاجئوه بما لم يكن قد حسب له حسابا، و لذلك فانه في حين يطلب من العباسيين: أن يمتحنوا أباجعفر «عليه السلام».. فانه يظهر نفسه بمظهر الواثق من أنه «عليه السلام» قادر علي الاجابة علي أسئلتهم رغم صغر سنه..

و تظاهره هذا من شأنه: أن يستفز بني العباس، و يغريهم بالمزيد من الاصرار علي اسقاط الامام «عليه السلام»، و تحطيم شخصيته.. كما أنه يجعل المأمون غير مسؤول مباشرة عن هذا الأمر، لو حدث فعلا، مهما كانت نتائجه..

كما أنه اذا جاءت النتائج علي خلاف ما يرغب، فان ذلك يمنحه الفرصة و المبرر للاستمرار في خطته المرسومة القاضية بتكرار التجربة، و باحتواء الامام، و رصد كل حركاته و سكناته.. الي أن تحين فرصة أخري لتسديد الضربة الغادرة الأخيرة، في عملية التخلص منه جسديا، والتي يعد لها لينفذها - ان اقتضي الأمر ذلك - في الوقت المناسب..

هذا كله.. عدا عن أن الفرصة تكون متاحة له للنيل من شخصية الامام، و اسقاطه بأساليب أخري، سنلمح اليها فيما يأتي ان شاء الله تعالي..



[ صفحه 122]