بازگشت

هل الامام في بغداد، أم عند المأمون؟


ان البعض يعتقد: أنه «عليه السلام» كان بالمدينة الي أن أشخصه المأمون الي بغداد.. [1] فهو قد كان عند المأمون، فكيف يخرج ليكون مع الصبيان، أو مع غيرهم؟.

و أين هم الرجال الذين يفترض أن يكون المأمون قد وضعهم عليه لحفظه و حراسته؟!

و نقول:

ان حمل المأمون له الي بغداد، لا يعني: أنه قد التقي به من أول يوم وصوله.

و قد نري: أن البعض يستقدمهم الخليفة، ثم تمر الأيام و الليالي الكثيرة، و ربما الأشهر و السنوات، قبل أن يتهيأ له أو قبل أن يرغب باللقاء بهم، حيث قد يكون تأخير اللقاء بهم متعمدا [2] .



[ صفحه 104]



هذا بالاضافة: الي أن النص المتقدم يصرح بأن المأمون قد خرج الي الصيد قبل أن يلتقي به «عليه السلام».

و يتأكد ما نقول هنا:

اذا عرفنا: أن من جملة الأهداف الهامة التي كان يرمي اليها المأمون من استقدامه له «عليه السلام» هو أن يكون علي مقربة منه، ليتهيأ له الاشراف [3] بواسطة عيونه و رقبائه علي مجمل تحركاته، و اتصالاته، التي يكون للمأمون حساسية خاصة تجاهها..

و المأمون.. هو ذلك الرجل العجيب، الذي يهتهم برصد كل تحركات خصومه، أو من يري فيهم مشروع خصوم له في وقت ما، بكل دقة، كما ألمحنا اليه فيما سبق..


پاورقي

[1] راجع: هامش البحار ج 50 ص 92.

[2] و قد بقي موسي المبرقع ابن الامام الجواد عليه السلام، ثلاث سنين يبكر كل يوم الي باب المتوكل فيقال له قد تشاغل اليوم، فيروح فيبكر فيقال له قد سكر، فيبكر، حتي قتل المتوكل، البحار ج 50 ص 4 عن ارشاد المفيد.

[3] و يري المحقق البحاثة الشيخ علي الأحمدي: أنه قد يكون التأخير في اللقاء يهدف الي ضبط تحركاته، و لقاءاته مع الناس و من أجل أن التأخير في اللقاء، و التسويف فيه، يتضمن استخفافا و اهانة، و ذلك هو أحد أهدافهم في كثير من مواقفهم من الأئمة عليهم السلام كما فعله المتوكل مع الامام الهادي عليه السلام حينما أشخصه الي سامراء، حيث أنزله في دار الصعاليك.. و يكون نتيجة كلا الأمرين أيضا شعور الانسان في قرارة نفسه بالضعة و المهانة، الأمر الذي يضعفه في أهدافه و أغراضه.