بازگشت

هل يلعب الامام؟:


قد يقال:

ان هذه الرواية توحي بأن الامام الجواد عليه الصلاة والسلام قد كان يلعب مع الصبيان حينئذ، حيث ذكرت: أنهم كانوا يلعبون، و هو واقف معهم، الي أن مر عليهم المأمون..

و ذلك مما لا يمكن قبوله.. فان الامام لم يكن ليلعب أو يلهو.

و نقول:

ان وقوفه «عليه السلام» في مكان يتفق وجود بعض الصبيان فيه، لا يعني: أنه «عليه السلام» كان يلعب معهم. ولو كان يلعب معهم حقا لصرحت الرواية بذلك، و لم تكتف بالقول: انه كان واقفا معهم، خصوصا، و أن لعب الامام في مثل هذا الظرف بالذات، و بعد اضطلاعه بمهمات الامامة بعد وفاة أبيه لهو أمر يلفت نظر الأعداء ليشهروا به، و نظر الأصدقاء ليعترضوا عليه و يشكوا بامامته.. و هذا يدل علي: أن وجود الامام «عليه السلام» في ذلك الموضع كان



[ صفحه 102]



اتفاقيا صنعه الله تعالي له لتظهر معجزته. أو أنه تعمد منه «عليه السلام»، ليواجه المأمون بالموقف القوي و الحكيم..

والخلاصة: انه لا دليل علي أنه كان «عليه السلام» يلعب مع الصبيان، بل ليس في الرواية: أنه «عليه السلام» قد تعمد أن يكون معهم، و في جملتهم. فلعله كان واقفا أمام داره، و اتفق وجود صبيان في ذلك المكان، بل ليس في الرواية حتي ما يدل علي أن نفس الصبيان كانوا يلعبون أيضا..

بل قد يكون «عليه السلام» قد وقف معهم ليعلمهم و يرشدهم، و يوحي اليهم بالمفاهيم الانسانية، بحسب ما يملكونه من استعداد للفهم و التعقل. و قد نجد الكثير من الحالات التي من هذا القبيل في حياتنا الحاضرة أيضا.

و علي كل حال.. فان وقوفه «عليه السلام» معهم لم يكن للعب قطعا.. كيف و قد حمل اليه علي بن حسان الواسطي الي المدينة بعض الآلة التي للصبيان ليتحفه بها، قال علي:

«فدخلت، و سلمت. فرد علي السلام، و في وجهه الكراهة. و لم يأمرني بالجلوس. فدنوت منه، و فرغت ما كان في كمي بين يديه. فنظر الي نظرة مغضب، ثم رمي يمينا و شمالا، ثم قال:

ما لهذا خلقني الله، ما أنا و اللعب؟!

فاستعفيته، فعفا عني، فخرجت» [1] .



[ صفحه 103]



كما أن صفوان الجمال، قد سأل أباعبدالله عليه الصلاة والسلام عن صاحب هذا الأمر.

فقال: «صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب» [2] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة ص 213 - 212 و البحار ج 50 ص 59، و اثبات الوصية ص 215.

[2] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 317.