بازگشت

اغتيال علم الامامة


ثم حاول اغتيال الامامة بافراغها من محتواها العلمي، فصار يجمع العلماء، و أهل الكلام، و لاسيما من المعتزلة، و هم أصحاب جدل و كلام، و تنبه للدقائق، ليحدقوا بالامام الرضا «عليه السلام»، و يكسروه في محاوراتهم و مجادلاتهم، في أعظم ما يدعيه هو و آباؤه من العلم الخاص بآثار



[ صفحه 85]



النبي «صلي الله عليه و آله» و علومه.. لكي ينهار المذهب الشيعي بانهيار فكرة الامامة فيه، و يكون بذلك قد قضي علي أعظم مصدر للمشاكل و الأخطار، التي يواجهها هو و غيره من الحكام الغاصبين و المتجبرين.. و النصوص التالية تدل علي ذلك:

1- قال الصدوق: «كان يجلب علي الامام «عليه السلام» من متكلمي الفرق، و أهل الأهواء المضلة كل من سمع به، حرصا علي انقطاع الرضا «عليه السلام» عن الحجة مع واحد منهم» [1] .

2- و قال أبوالصلت: «جلب عليه المتكلمين من البلدان، طمعا في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محله عند العلماء، و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود، و النصاري، و المجوس، و الصابئين، و البراهمة، و الملحدين، و الدهرية، و لا خصم من فرق المسلمين الا قطعه، و ألزمه الحجة»..

الي أن قال: «فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسم» [2] .

3- و قال ابراهيم بن العباس: «سمعت العباس يقول:.. و كان



[ صفحه 86]



المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شي ء فيجيبه الجواب الشافي» [3] .

4- و قال المأمون لحميد بن مهران، حينما طلب منه أن يوليه مجادلته، لينزله منزلته: «ما من شي ء أحب الي من هذا» [4] .

5- و قال لسليمان المروزي: «انما وجهت اليك لمعرفتي بقوتك، و ليس مرادي الا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط» [5] .

6- و حينما أخبر الامام «عليه السلام» المأمون بصفات حمل جاريته، قال المأمون: «فقلت في نفسي: هذه والله فرصة، ان لم يكن الأمر علي ما ذكر خلعته؛ فلم أزل أتوقع أمرها الخ..».

ثم تذكر الرواية مجي ء الولد علي الصفة التي ذكرها الامام «عليه السلام» له [6] .



[ صفحه 87]



7- كما أنه قد كان من جملة ما يهدف اليه، من جعل ولاية العهد له «عليه السلام» هو أن يري الناس أن الامام ليس زاهدا في الدنيا، حسبما أوضحناه في كتابنا الحياة السياسية للامام الرضا «عليه السلام».. فراجع..


پاورقي

[1] عيون اخبار الرضا ج 1 ص 191، و البحار ج 49 ص 179 و مسند الامام الرضا ج 2 ص 105، و الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام ص 377 عنهم.

[2] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 239 و مثير الأحزان ص 263 و البحار ج 49 ص 290، و مسند الامام الرضا ج 2 ص 128 و شرح ميمية أبي فراس ص 204 و الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام ص 378 - 377 عنهم.

[3] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 237 و اعلام الوري ص 314 و أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 107 و ليراجع أيضا: المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 350. و الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام عنهم ص 377.

[4] راجع: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام ص 378. و دلائل الامامة للطبري ص 198.

[5] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 179 و البحار ج 49 ص 178 و مسند الامام الرضا ج 1 ص 97 و الحياة السياسية للامام الرضا ص 378.

[6] الغيبة للشيخ الطوسي ص 49، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 224 و البحار ج 49 ص 307 و مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 333 عن الجلاء و الشفاء.