بازگشت

اتق الله يا ذا العثنون


فمن مظاهر محاولات المأمون اغتيال شخصيته «عليه السلام»، ما تظهره القضية التالية:

قال محمد بن الريان: «احتال المأمون علي أبي جعفر «عليه السلام» بكل حيلة، فلم يمكنه فيه شي ء، فلما اعتل، و أراد أن يبني عليه ابنته دفع اليه مائة وصيفة، من أجمل ما يكون، الي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر، يستقبلون أباجعفر، اذ قعد في موضع الاختان.. فلم يلتفت اليهن..

و كان رجل يقال له: مخارق، صاحب عود، و صوت، و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون..

فقال: يا أميرالمؤمنين، ان كان في شي ء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر «عليه السلام»، فشهق شهقة اجتمع اليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده، و يغني.. فلما فعل ساعة، و اذ أبوجعفر «عليه السلام»، لا يلتفت اليه، و لا يمينا، و لا شمالا، ثم رفع رأسه اليه، و قال: اتق الله يا ذا العثنون!

قال: فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيده الي أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله.

قال: لما صاح بي أبوجعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا [1] .



[ صفحه 83]



نعم.. و هذا هو جلال الايمان، و عظمة و رهبة، و وقار الاسلام..


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 495 - 494 و المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 396 و البحار ج 50 ص 62 - 61.