بازگشت

المأمون نموذجا


و لعل أقرب مثال يمكن أن نسوقه هنا، و له ارتباط وثيق في موضوع بحثنا هذا، هو تلك الطريقة التي تعامل بها المأمون مع الامام الرضا «عليه السلام» أولا، ثم مع الامام الجواد «عليه السلام» ثانيا، حيث حاول أولا



[ صفحه 81]



الكيد للامام الرضا «عليه السلام» بالبيعة بولاية العهد بعده [1] .

ثم حاول اغتيال الامامة - علميا - بأسلوبه الخاص، و الفريد من نوعه [2] .

حتي اذ فشل هذا الأسلوب و ذاك، كان له، و لأخيه المعتصم من بعده موقف آخر، و من نوع آخر، من هذين الامامين العظيمين صلوات الله و سلامه عليهما، و علي آبائهما الطيبين الطاهرين. و هو اغتيالهما جسديا، و هكذا كان..

و المأمون هو أعظم خلفاء بني العباس خطرا، و أكثرهم علما، و أبعدهم نظرا، و أشدهم مكرا، و أخفاهم مكيدة، كما صرحت به النصوص التاريخية العديدة [3] .

و هذا الرجل بالذات هو الذي قام بأكثر من محاولة في سبيل تحقيق النصر النهائي و الحاسم علي الفكر الامامي الشيعي.

و قد أدرك هذا الرجل خطأ أسلافه في تعاملهم مع أئمة أهل البيت «عليهم السلام».. فحاول أن يعتمد أسلوبا جديدا و فريدا من نوعه، يخفي وراءه مكرا أشد، و كيدا أعظم..



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] راجع حول هذا الموضوع كتابنا: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام.

[2] سيأتي بعض ما يرتبط بالامام الجواد عليه السلام.. أما ما يخص الامام الرضا عليه السلام،فقد تحدثنا عنه في كتابنا: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام.

[3] راجع: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام فصل: من هو المأمون.