بازگشت

مصادر علم الامام الجواد


و بعد ذلك.. فان الشيعة الذين اعتقدوا بامامة الجواد عليه الصلاة والسلام، قد اختلفوا في مصدر علمه..

فقال بعضهم: انه يتلقي علومه من كتب أبيه، و ما رسم له فيها من الأصول و الفروع.

و قال آخرون: انه لم يتعلم من أبيه؛ لأنه حمل الي خراسان، و هو ابن أربع سنين و أشهر.

نعم.. عند بلوغه يهي ء الله له أسباب العلم، كالالهام، و النكت بالقلب، و الرؤيا الصادقة، و غير ذلك.

و قالت فرقة: يمكن أن يعلم بكلا الطريقتين [1] .

و ذلك ان دل علي شي ء فانما يدل علي أن هذا الحدث - و ان لم يكن قد أثر علي اعتقاد جمهور الشيعة في أصل الامامة، لأنهم كانوا علي درجة عالية



[ صفحه 46]



من المعرفة والوعي، و علي بينة من أمرهم، فيها، الا أنه قد اتخذ ذريعة لتأكيد الشبهة لدي تلك القلة التي كانت قد وقفت علي الامام الكاظم «عليه السلام»، أو قالت بامامة أحمد بن موسي كما أشرنا اليه، فراحوا بسبب ضعفهم يتخبطون خبط عشواء، في الليلة المطيرة الظلماء.

و مهما يكن من أمر.. فان كلام الريان بن الصلت و غيره، يعطي: أن جمهور الشيعة كانوا يعتقدون: بأن صغر سنه عليه التحية والسلام لا يؤثر علي قدرته علي تلقي العلوم و المعارف، ما دام أن علمه وراثي الهي الهامي..

هذا بالاضافة الي تصريح بعض الروايات: بأنه «عليه السلام» قد تلقي قسطا من علومه من أبيه مباشرة رغم صغر سنه [2] .

و ما يمنعه من ذلك.. ما دام أن الله سبحانه هو الذي اصطفاه، و هو الذي يؤهله لهذا المقام السامي، و كما استطاع عيسي أن يكون نبيا، و هو في المهد، و قد آتاه الله الكتاب، و جعله نبيا، و آتي الله يحيي بن زكريا الحكم صبيا.. فلماذا لا يؤتي هذا الامام العظيم القدرة علي التعلم من أبيه جميع علوم الامامة في خلال وقت يسير جدا، فضلا عن أربع سنوات؟ و في حال صغر سنه؟!


پاورقي

[1] راجع: فرق الشيعة ص 99 - 98، و المقالات و الفرق ص 98 - 97 و نظرية الامامة ص 392 - 391.

[2] اثبات الوصية ص 210.