بازگشت

التركيز علي قواعد ثلاث


و قد اتجهت هذه النهضة العلمية الشاملة نحو التركيز علي القواعد القرآنية الثلاث، التي أشارت اليها الآية الكريمة: (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و ان كانوا من قبل لفي ضلال مبين).. [1] .



[ صفحه 13]



و هذه القواعد الثلاث هي:

1- تعليم أحكام الدين، و نشر معارفه، عملا بقوله تعالي: (يعلمهم الكتاب)..

2- تعليم الحكمة، و هي معايير و ضوابط من شأنها تمكين الانسان من أن يأتي بالأمور وفق ما يريده الله تعالي، من حيث انسجام هذه الأمور مع سائر الحقائق التي لها مساس بما تؤديه من وظائف.

و هذا الأمر يستدعي: اثارة دفائن العقول، و الابتعاد عن الجمود، و اعطاء العقل و الفطرة دورهما، و أصالتهما، و هذه هي: (الحكمة).. التي أشير اليها في الآية المباركة آنفا..

3- التربية الروحية، و تصفية النفوس، و تهذيب الأخلاق، عملا بقوله تعالي: (و يزكيهم)..

يضاف الي ذلك كله: الاهتمام بتعميق روح التعبد و الخضوع لأوامر الله تعالي، بهدف حفظ الدين عن التحريف و التأويل غير المسؤول.

و كان الأئمة صلوات الله و سلامه عليهم يهدفون من وراء ذلك الي تهيئة الأجواء و الظروف المناسبة لاقامة حكم الله سبحانه علي الأرض.. فربوا «عليهم السلام» العلماء و الحكماء و الجيل الواعي و المسؤول.. حتي أصبحت تلك الطليعة المثقفة و الواعية، التي رباها الامامان الباقر و الصادق «عليهماالسلام» لها تأثير قوي و واضح في التيار الثقافي العام، و هيمنة فكرية علي مختلف الفئات تقريبا في الدولة العباسية، و قد استمر هذا المد الثقافي العارم حتي عهد الامام الرضا «عليه السلام»، و بعده...



[ صفحه 14]




پاورقي

[1] الآية 2 من سورة الجمعة.