بازگشت

الامام السجاد في مواجهة الردة


و قد استطاع الامام السجاد عليه الصلاة و السلام، الذي واجه الردة عن الخط الاسلامي الصحيح علي أوسع نطاق، حيث لم يكن يعترف بامامته في وقت ما سوي ثلاثة أشخاص، حسبما روي [1] - استطاع - أن



[ صفحه 12]



يبعث النور، و يزرع بذرة الخير من جديد، و أن يتابع المسيرة، من خلال تركيز خط الامامة في الأمة، حتي تمكن أخيرا من تهيئة الظروف و المناخات الملائكة لقيام نهضة دينية، علمية، ثقافية، و تربوية علي نطاق واسع، من شأنها: أن تعرف الناس، كل الناس علي الاسلام الحق، و علي التعاليم الالهية الصحيحة، التي أريد لها أن تبقي رهن الأبهام و الغموض، و لكن الله يأبي الا أن يتم نوره، و لو كره الكافرون..

ثم جاءت مدرسة الامامين: الباقر و الصادق عليهما الصلاة و السلام، لتكون الثمار الجنية، و النتيجة المرضية و الرضية للجهود الجبارة، التي كان الامام السجاد عليه الصلاة و السلام قد بذلها في هذا السبيل، و روتها و غذتها دماء أبي الشهداء و صحبه الأبرار في كربلاء [2] .


پاورقي

[1] هم: أبوخالد الكابلي، و يحيي ابن أم الطويل، و جبير بن مطعم (و لعل الصحيح: حكيم بن جبير) ثم ان الناس لحقوا و كثروا. راجع: ترجمة هؤلاء في كتب الرجال و التراجم.

[2] راجع فيما تقدم، من أجل التعرف علي جانب من الدور الذي قام به الامام السجاد عليه الصلاة و السلام... مقالا لنا بعنوان: «الامام السجاد باعث الاسلام من جديد» في كتابنا: «دراسات و بحوث في التاريخ و الاسلام» ج 1.