بازگشت

لابد من سياسات جديدة


والذي يظهر من سير الاحداث هو: أن الائمة «عليهم السلام» بعد



[ صفحه 18]



الامام الكاظم صلوات الله و سلامه عليه، قد بلغ من عظمتهم في نفوس الناس: أن وجد الخلفاء أنفسهم بين نارين، فهم من جهة أصبحوا غير قادرين علي ايصال الأذي اليهم بصورة علنية و سافرة، تثير عواطف الناس، و تجرح مشاعرهم، كما أنهم من الجهة الأخري لا يمكنهم أن يتركوهم و شأنهم، يتصرفون بحرية تامة، و كما يشاؤون، و حسبما يريدون.

فاضطرهم ذلك لانتهاج سياسة جديدة، تجاههم «عليهم السلام».. ظهرت مفرداتها، في كثير من أنماط السلوك و المواقف، فكانت قضية لعبة ولاية العهد للامام الرضا «عليه السلام».. من قبل المأمون.. ثم موقفه من الامام الجواد «عليه السلام».. و بعد ذلك موقف المتوكل العباسي، الرجل الطاغية و القوي جدا و الذي كان من أشد الناس بغضا، و نصبا لأهل البيت «عليهم السلام»، من الامام الهادي صلوات الله و سلامه عليه، حيث استقدمه الي سامراء، ليجعله علي مقربة منه؛ فكان يكرمه في ظاهر الحال، و يبغي له الغوائل في باطن الأمر، فلم يقدره الله عليه [1] .

و كل ذلك.. و سواه يدخل في هذا السياق، و هو شاهد صدق، و دليل حق علي ما نقول...


پاورقي

[1] الفصول المهمة، لابن الصباغ المالكي ص 226، و الارشاد للمفيد ص 314، و البحار ج 50 ص 203.