بازگشت

روايته عن آبائه


جاء في المصدر الحديثية أن الامام الجواد عليه السلام روي عن أبيه الامام الرضا عليه السلام و أسند عن آبائه الكرام الي أميرالمؤمنين عليه السلام، و الي النبي صلي الله عليه و اله و سلم، كما نقلوا عنه عليه السلام مرويات في آبائه الأئمة الطاهرين عليهم صلوات الله أجمعين، و نحن في هذه العجالة لم نستطع استقصاء كل ما جاء عن امامنا الجواد عليه السلام حتي في بقية فصول الكتاب الأخري، فعملنا بالميسور من الجهد و الوقت، فكانت لنا هذه الحصيلة:

قال أبوجعفر محمد بن الحسن الصفار القمي في بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن اسحاق بن سعد، عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

«قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: «ان أرواحنا و أرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة، فتصبح الأوصياء و قد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم» [1] .

و روي الشيخ ابن بابويه الصدوق (عليه الرحمة) في كمال الدين قوله:

حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن سهل ابن زياد و احمد بن محمد بن عيسي قالا: حدثنا الحسن بن العباس بن حريش الرازي، عن أبي جعفر الثاني، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام ان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال: «سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يقول لأصحابه: آمنوا بليلة القدر انها



[ صفحه 348]



تكون لعلي بن أبي طالب و ولده الأحد عشر من بعده» [2] .

و عنه عليه السلام عن علي عليه السلام قال: في كتاب علي بن أبي طالب عليه السلام أن ابن آدم أشبه شي ء بالمعيار اما راجح بعلم - و قال مرة بعقل - أو ناقص بجهل».

و عنه عليه السلام قال: «قال علي عليه السلام لأبي ذر رضي الله عنه: يا أباذر انك غضبت لله عزوجل فارج من غضبت له، ان القوم خافوك علي دنياهم و خفتهم علي دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، و اهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم الي ما منعتهم، و أغناك عما منعوك!

و ستعلم من الرابح غدا، و الأكثر حسدا، و الله لو كانت السموات و الأرضون رتقا علي عبد، ثم اتقي الله لجعل الله له منها مخرجا. يا أباذر، لا يؤنسنك الا الحق، و لا يوحشنك الا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبوك، و لو قرضت منها لآمنوك».

و عنه عن علي عليهماالسلام أنه قال لقيس بن سعد و قد قدم عليه من مصر: «يا قيس ان للمحن غايات لابد أن ينتهي اليها، فيجب علي العاقل أن ينام لها الي أدبارها فان مكابدتها بالحيلة عند اقبالها زيادة فيها.»

روي الشيخ الصدوق عن السيد عبدالعظيم بن عبدالله الحسني رحمه الله أنه قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهماالسلام: يابن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك عليهم السلام، فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فاذا استووا هلكوا».

قال: قلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «لو تكاشفتم ما تدافنتم».



[ صفحه 349]



قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «انكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بطلاقة الوجه و حسن اللقاء، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «من عتب علي الزمان طالت معتبته».

قال فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

قال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «بئس الزاد الي المعاد العدوان علي العباد».

قلت: و من كلماته عليه السلام أيضا: «البغي آخر مدة الملوك».

قال فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «قيمة كل امرئ ما يحسنه».

قلت: فان كان يحسن فنا من الفنون أو علما من العلوم فان شخصيته و قدره بذلك المقدار، و الغرض من ذلك الترغيب في كسب الكمالات النفسية و الصناعات الجيدة.

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: بأن أفضل كلمة ترغب الانسان لطلب العلم و المعرفة هي قول أميرالمؤمنين عليه السلام: «قيمة كل امرئ ما يحسنه».



[ صفحه 350]



قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

قال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «المرء مخبوء تحت لسانه».

و قال أيضا في حديث آخر بهذا المعني: «تكلموا تعرفوا».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «ما هلك امرؤ عرف قدره».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «و من وثق بالزمان صرع».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «خاطر بنفسه من استغني برأيه».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «قلة العيال أحد اليسارين».

قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «من دخله العجب هلك».



[ صفحه 351]



قال: فقل له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «من أيقن بالخلف جاد بالعطية».

قلت: و الي هذا المعني نظر أحد الشعراء في مدحه لأمير المؤمنين عليه السلام فقال:



جاد بالقرص و الطوي مل ء جنبيه

و عاف الطعام و هو سغوب



فأعاد القرص المنير عليه

القرص و المقرص الكرام كسوب



فقد روي أن أميرالمؤمنين عليه السلام سقي نخلا بمد شعير، فعجن له ذلك الشعير و خبز، فجاء سائل فأعطاه عليه السلام قرص الخبز و بقي سغوبا، فيقول الشاعر: ان أميرالمؤمنين عليه السلام أعطي قرص الخبز و هو سغوب فأعاد الله له قرص الشمس في السماء.

قال عبدالعظيم، فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: «حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «من رضي بالعافية ممن دونه رزق السلامة ممن فوقه» قال: فقلت له: حسبي. [3] .

و روي الامام الجواد عليه السلام كلمات و حكم كثيرة عن جده الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام ذكرها الاربلي في كتابه كشف الغمة، فراجع ان شئت المزيد.



[ صفحه 352]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات: ص 132.

[2] كمال الدين و تمام النعمة: 1 / 280.

[3] منتهي الآمال: 2 / 555.