بازگشت

رسائل الامام و مكاتيبه


فكما كانت للامام محمد بن علي الجواد عليه السلام كلمات حكمية، و مواعظ ارشادية، فقد وجدنا أن له رسائل و تواقيع بخط يده الشريفة، كتبها الي أصحابه و خواص شيعته، جوابا عما كان يرده منهم من مسائل و استفسارات. لعلنا لا نوفق في الاحاطة بكل ما كتب - سلام الله عليه -، و لكن نحاول قدر الميسور استيفاءها من مظانها ان شاء الله تعالي. و الرسائل هذه هي الأخري حوت من المواعظ و الحكم، اضافة الي اجابة السائلين عن مسائلهم الشرعية، ما جعلها كتب هداية، و ارشاد الي الحق، و رسالة عملية لايضاح السنن و الأحكام، و دعاء للخير و البركة.

فمن أمثلة ذلك ما كتب عليه السلام الي بعض أوليائه، فقد جاء في رجال



[ صفحه 240]



الكشي [1] ، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني أبوعلي المحمودي [2] محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال؛ كتب أبوجعفر - الجواد عليه السلام الي أبي - في فصل من كتابه -:

«فكأن قد [3] ، من يوم أو غد، ثم وفيت كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون، أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد، و لكن من كان هواه هوي صاحبه ودان بدينه، فهو معه حيث كان، و ان كان نائبا عنه و أما الآخرة فهي دار القرار».

و روي أنه حمل له حمل بز [4] له قيمة كثيرة، فسل في الطريق، فكتب اليه الذي حمله يعرفه الخبر، فوقع بخطه: «ان أنفسنا و أموالنا من مواهب الله الهنيئة، و عواريه المستودعة، يمتع بما متع منها في سرور و غبطة، و يأخذ ما أخذ منها في أجر و حسبة، فمن غلب جزعه علي صبره حبط أجره، و نعوذ بالله من ذلك».

و روي المجلسي عن مجالس الشيخ المفيد قال: أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف، عن ابن مهزيار، عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي الي أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أبي ناصب، خبيث الرأي، و قد لقيت منه شدة وجهدا، فرأيك - جعلت فداك - في الدعاء لي، و ما تري - جعلت فداك -؟ أفتري أن أكاشفه أم أداريه؟



[ صفحه 241]



فكتب ]عليه السلام[: «قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك ان شاء الله، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، فاصبر ان العاقبة للمتقين ثبتك الله علي ولاية من توليت، و نحن و أنتم في وديعة الله الذي لا يضيع ودائعه».

قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتي صار لا يخالفه في شي ء. [5] .

و جاء في المجلد الخامس من فروع الكافي [6] بسنده الي السياري عن أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان أنه قال: رافقت أباجعفر في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم ]سنة 218 ه[ فقلت له و أنا معه علي المائدة و هناك جماعة من أولياء السلطان: ان و الينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت و يحبكم و علي في ديوانه خراج فان رأيت جعلت فداك أن تكتب اليه كتابا بالاحسان الي فقال لي: «لا أعرفه».

فقلت: جعلت فداك انه علي ما قلت من محبيكم أهل البيت و كتابك ينفعني عنده، فأخذ القرطاس و كتب:

«بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا و ان ما لك من عملك الا ما أحسنت فيه فأحسن الي اخوانك، و اعلم بأن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر و الخردل».

و مضي يقول: فلما وردت سجستان سبق الخبر الي الحسين بن عبدالله النيسابوري و هو الوالي فاستقبلني علي فرسخين من المدينة فدفعت اليه الكتاب



[ صفحه 242]



فقبله و وضعه علي عينيه، ثم قال لي: ما حاجتك قلت: خراج علي في ديوانك، فأمر بطرحه عني و قال لي: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا و يفضل عنا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا و لا قطع عني صلته حتي مات.

و في الكافي عن علي بن مهزيار أنه قال: كتب أبوالحسن بن الحصين معي الي أبي جعفر الثاني: جعلت فداك قد اختلف موالوك في صلاة الفجر، فمنهم من يصلي اذا طلع الفجر الأول المستطيل في السماء، و منهم من يصلي اذا اعترض في أسفل الأفق و استبان، و لست أعرف أفضل الوقتين فأصلي فيه، فان رأيت أن تعلمني أفضل الوقتين و تحده لي، و كيف أصنع مع القمر و الفجر لا يتبين معه حتي يحمر و يصبح؟ و كيف أصنع مع الغيم؟ و ما حد ذلك في السفر و الحضر؟ فكتب عليه السلام بخطه و قراءته:

الفجر - يرحمك الله - هو الخيط الأبيض المعترض و ليس هو الأبيض صعداء فلا تصل في سفر و لا حضر حتي تتبينه، فان الله تبارك و تعالي لم يجعل خلقه في شبهة من هذا فقال: (كلوا و اشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [7] فالخيط الأبيض هو المعترض الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصوم، و هو الذي تجب عنده الصلاة». [8] .

و روي الكليني أيضا بسنده الي ابن مهزيار عن يحيي بن أبي عمران الهمداني أنه قال: كتبت الي أبي جعفر الجواد عليه السلام جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب، فلما صار الي غير



[ صفحه 243]



أم الكتاب من السورة تركها، فقال العباسي [9] : ليس بذلك بأس.

فكتب بخطه: «يعيدها، يعيدها علي رغم أنف العباسي». [10] .

و جاء في رواية علي بن مهزيار عن محمد بن الحسن الأشعري أنه قال: كتب بعض بني عمي الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: ما تقول يابن رسول الله في صبية زوجها عمها، فلما كبرت أبت التزويج.

فكتب بخطه: «لا تكره علي ذلك و الأمر أمرها».

و جاء في المجلد السابع من فروع الكافي: ص 38 عن أبي جعفر الكليني بسنده الي علي بن محمد بن سليمان النوفلي أنه قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام أسأله عن أرض أوقفها جدي علي المحتاجين من ولد فلان بن فلان و هم كثر متفرقون في البلاد.

فأجاب عليه السلام: «ذكرت الأرض التي أوقفها جدك علي فقراء ولد فلان بن فلان و هي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف، و ليس لك أن تتبع من كان غائبا».

كما روي الكليني في المجلد الخامس من الكافي كتاب المعيشة بسنده الي أبي عمرو الحذاء [11] أنه قال: ساءت حالي فكتبت الي أبي جعفر الجواد عليه السلام.

فكتب الي: «أدم قراءة (انا أرسلنا نوحا الي قومه)».

قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت اليه أخبره بسوء حالي، و أني قد قرأت السورة كما أمرتني.



[ صفحه 244]



فكتب الي: «قد وفي لك الحول، انتقل منها الي قراءة (انا أنزلناه)»، ففعلت كما أمرني فما كان الا يسيرا حتي بعث الي ابن أبي دؤاد فقضي عني ديني و أجري علي و علي عيالي و وجهني الي البصرة في وكالته بباب كلاء و أجري علي خمسمائة درهم.

و كتبت من البصرة بعد وفاة أبي جعفر بواسطة علي بن مهزيار الي أبي الحسن الثالث عليه السلام: أني كنت سألت أباك عن كذا و أجابني بكذا و قد نلت الذي أحببت، فاخبرني يا مولاي كيف أصنع في قراءة (انا أنزلناه)؟ أقتصر عليها وحدها في فرائضي، أم أقرأ معها غيرها؟ فوقع و قرأت التوقيع: «لا تدع من القرآن قصيرة و طويلة و يجزيك من قراءة (انا أنزلناه) يومك و ليلتك مئة مرة».

و روي علي بن مهزيار، قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام و شكوت اليه كثرة الزلازل في الأهواز، و قلت: تري في التحول عنها؟

فكتب عليه السلام: «لا تتحولوا عنها و صوموا الأربعاء و الخميس و الجمعة و اغتسلوا و طهروا ثيابكم و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا الله فانه يدفع عنكم». قال: ففعلنا فسكنت الزلازل.

و عن المجلسي في البحار قال: أخبرني جماعة عن التلعكبري، عن أحمد ابن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الاسكافي، عن العلاء المذاري، عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة علي علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني بخطه: «يا علي أحسن الله جزاك، و أسكنك جنته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك الله معنا. يا علي قد بلوتك و خبرتك في النصيحة و الطاعة، و الخدمة و التوقير، و القيام بما يجب عليك، فلو قلت اني لم أر مثلك؛ لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك، و لا خدمتك في الحر و البرد، في



[ صفحه 245]



الليل و النهار، فأسأل الله اذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، انه سميع الدعاء».

و في رجال الكشي [12] مجموعة من الرسائل كان الامام عليه السلام قد بعث بها الي علي بن مهزيار القمي في مناسبات مختلفة نوردها تباعا، فعن الكشي باسناده، قال: و في كتاب لأبي جعفر عليه السلام اليه - أي الي علي بن مهزيار - ببغداد - أي ان الامام كتب اليه من بغداد -: «قد وصل الي كتابك، و فهمت ما ذكرت فيه، و قد ملأتني سرورا فسرك الله، و أنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفيني كيد كل كائد ان شاء الله تعالي».

و في كتاب آخر: «و قد فهمت ما ذكرت من أمر القميين خلصهم الله و فرج عنهم، و سررتني بما ذكرت من ذلك، و لم تزل تفعل، سرك الله بالجنة و رضي عنك برضائي عنك، و أنا أرجو من الله حسن العون و الرأفة، و أقول: حسبنا الله و نعم الوكيل».

و في كتاب آخر بالمدينة:«فاشخص الي منزلك صيرك الله الي خير منزل في دنياك و آخرتك».

و في كتاب آخر: «و أسأل الله أن يحفظك من بين يديك و من خلفك و في كل حالاتك، و ابشر فاني أرجو أن يدفع الله عنك، و أسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به من الشخوص في يوم الأحد فأخر ذلك الي يوم الاثنين ان شاء الله، صحبك الله في سفرك و خلفك في أهلك و أدي عنك أمانتك و سلمت بقدرته.»

و عن علي بن مهزيار، قال: و كتبت اليه أسأله التوسع علي و التحليل لما في يدي، فكتب: «وسع الله عليك و لمن سألت به التوسعة في أهلك و أهل بيتك، و لك



[ صفحه 246]



يا علي عندي أكثر من التوسعة، و أنا أسأل الله أن يصحبك بالتوسعة و العافية، و يقدمك علي العافية، و يسترك بالعافية، انه سميع الدعاء».

و قال: و سألته الدعاء، فكتب الي: «و أما ما سألت من الدعاء فانك لست تدري كيف جعلك الله عندي، و ربما سميتك باسمك و نسبك مع كثرة عنايتي بك، و محبتي لك، و معرفتي بما أنت عليه، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك، و رضي عنك برضائي عنك، و بلغك نيتك، و أنزلك الفردوس الأعلي برحمته، انه سميع الدعاء، حفظك الله و تولاك، و دفع السوء عنك برحمته. و كتبت بخطي».

و في الكافي للشيخ الكليني، قال: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد بن حمزة العلوي [13] الي يسألني أن أكتب الي أبي جعفر عليه السلام في دعاء يعلمه يرجو به الفرج.

فكتب الي: «أما ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له: يلزم يا من يكفي من كل شي ء و لا يكفي منه شي ء، اكفني ما أهمني مما أنا فيه. فاني أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغم ان شاء الله تعالي».

فأعلمته ذلك، فما أتي عليه الا قليل حتي خرج من الحبس. [14] .

و رسالة أخري يكتبها علي بن مهزيار الي الامام عليه السلام يستفتيه في مسألة فقهية رواها الصدوق في الفقيه بسنده، عن علي بن مهزيار، قال: كتبت اليه عليه السلام: امرأة طهرت من حيضها أو دم نفاسها في أول يوم من شهر رمضان، ثم استحاضت



[ صفحه 247]



فصلت و صامت شهر رمضان كله من غير أن تعمل ما تعمله المستحاضة من الغسل لكل صلاتين، هل يجوز صومها و صلاتها أم لا؟

فكتب عليه السلام: «تقضي صومها و لا تقضي صلاتها؛ لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأمر المؤمنات من نسائه بذلك». [15] .

و روي الكيني بسنده في الكافي، قال: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، و عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا عن علي بن مهزيار قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام أن فلانا ابتاع ضيعة فوقفها و جعل لك في الوقف الخمس، و يسأل عن رأيك في بيع حصتك من الأرض أو يقومها علي نفسه بما اشتراها به أو يدعها موقوفة؟

فكتب عليه السلام الي: «أعلم فلانا أني آمره ببيع حقي من الضيعة، و ايصال ثمن ذلك الي، و ان ذلك رأيي ان شاء الله، أو يقومها علي نفسه ان كان ذلك أوفق له».

فكتبت اليه: أن الرجل ذكر أن بين من وقف بقية هذه الضيعة عليهم اختلافا شديدا، و أنه ليس يأمن أن يتفاقم ذلك بينهم بعده، فان كان تري أن يبيع هذا الوقف و يدفع الي كل انسان منهم ما كان وقف له من ذلك أمرته.

فكتب بخطه الي: «و أعلمه أن رأيي له ان كان قد علم الاختلاف ما بين أصحاب الوقف أن يبيع الوقف أمثل فانه ربما جاء في الاختلاف ما فيه تلف الأموال و النفوس». [16] .

و عن الكشي، قال: حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن اسماعيل الرازي قال: حدثني عبدالعزيز بن المهتدي، قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام: ما تقول في يونس بن عبدالرحمن؟



[ صفحه 248]



فكتب الي بخطه: «أحبه و أترحم عليه و ان كان يخالف أهل بلدك». [17] .

و عنه، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن عبدالعزيز ]بن المهتدي الأشعري القمي[ - أو عمن رواه عنه - عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كتبت اليه أن لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه الي من أدفعه؟ فكتب الي: «قبضت ما في هذه الرقعة و الحمد لله، و غفر الله ذنبك و رحمنا و اياك، و رضي الله عنك برضائي عنك». [18] .

و عنه - الكشي - عن ابن مسعود، قال: حدثني أبوعلي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي، قال: كتب أبوجعفر عليه السلام الي بعد وفاة أبي: «قد مضي أبوك رضي الله عنه و عنك، و هو عندنا علي حال محمودة، و لن تبعد من تلك الحال». [19] .

و روي الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد النهدي، قال: حدثنا أبوطالب القمي [20] ، قال: كتبت الي أبي جعفر بن الرضا يأذن لي أن أندب أباالحسن - أعني أباه - قال: فكتب الي: «اندبني و اندب أبي».

و عنه، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبدالجبار، عن أبي طالب القمي، قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر، و ذكرت فيها أباه، و سألته أن يأذن لي أن أقول فيه. فقطع الشعر و حبسه، و كتب في صدر ما بقي من القرطاس: «قد أحسنت فجزاك الله خيرا».



[ صفحه 249]



و عنه أيضا بسنده عن عبدالجبار بن المبارك النهاوندي أن الامام الجواد عليه السلام كتب اليه كتابا جاء فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبدالله بن المبارك فتاه، اني اعتقك لوجه الله و الدار الآخرة، لا رب لك الا الله و ليس عليك سبيل، و انت مولاي و مولي عقبي من بعدي. و كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مئتين» و وقع فيه محمد بن علي بخط يده و ختمه بخاتمه صلوات الله و سلامه عليه. [21] .

و الرواية ذكرناها بتمامها سندا و متنا في فقه الامام من الفصل السادس باعتبارها تتعلق بالرق و العتق، و أشرنا هناك الي اختلاف اسم الراوي مع المذكور في كتاب الامام.

و عن الشيخ الصدوق قال: قال أبي رحمه الله: حدثني سعد بن عبدالله، عن الهيثم ابن أبي مسروق النهدي، عن اسماعيل بن سهل، قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام علمني شيئا اذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة، قال: فكتب بخطه أعرفه: «أكثر من تلاوة (انا أنزلناه)، و رطب شفتيك بالاستغفار». [22] .

و ذكر العلامة المجلسي في البحار [23] ، عن الشيخ الصدوق، بسند الأخير عن السيد عبدالعظيم الحسني أنه قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ و هل كان من المرسلين؟

فكتب صلوات الله و سلامه عليه: «بعث الله تعالي جل ذكره مئة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبيا، المرسلون منهم ثلاث مئة و ثلاثة عشر رجلا، و ان



[ صفحه 250]



ذاالكفل منهم صلوات الله عليهم، و كان بعد سليمان بن داود عليه السلام، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب الا لله عزوجل، و كان اسمه: عويديا، و هو الذي ذكره الله تعالي جلت عظمته في كتابه حيث قال: (و اذكر اسماعيل و اليسع و ذاالكفل و كل من الأخيار).» [24] .

و في بحار المجلسي، عن كتاب الفتح: باسناده الصحيح الي محمد بن يعقوب الكليني فيما صنفه من كتاب رسائل الأئمة صلوات الله عليهم فيما يختص بمولانا الجواد عليه السلام، فقال: و من كتاب الي علي بن أسباط:

«بسم الله الرحمن الرحيم، و فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، و أنك لا تجد أحدا مثلك، فلا تفكر في ذلك رحمك الله، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، و ان لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير»، و فهمت ما استأمرت فيه من ضيعتيك اللتين تعرض لك السلطان فيهما.

فاستخر الله مئة مرة خيرة في عافية، فاذا احلولي في قلبك بعد الاستخارة فبعهما و استبدل غيرهما ان شاء الله، و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين و لا تكلم أحدا بين أضعاف الاستخارة حتي تتم مئة مرة. [25] .

و في الفقيه عن الصدوق، قال: و روي عن يحيي بن أبي عمران أنه قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام في السنجاب و الفنك [26] و الخز، و قلت: جعلت فداك



[ صفحه 251]



أحب أن لا تجيبني بالتقية في ذلك. فكتب بخطه الي: «صل فيها». [27] .

و عنه أيضا، قال: و كتب أبوعبدالله البرقي [28] الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: أيجوز - جعلت فداك - الصلاة خلف من وقف علي أبيك و جدك عليهماالسلام؟

فأجاب: «لا تصل وراءه». [29] .

و عن شيخ الطائفة الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد ابن محمد، و عبدالله بن محمد، عن علي بن مهزيار قال: كتب اليه أبوجعفر عليه السلام و قرأت أنا كتابه اليه في طريق مكة قال: «الذي أوجبت في سنتي هذه - و هذه سنة عشرين و مئتين - فقط لمعني من المعاني أكره تفسير المعني كله خوفا من الانتشار و سأفسر لك بعضه ان شاء الله تعالي.

ان موالي أسأل الله صلاحهم أو بعضهم قصروا فيما يجب عليهم فعلمت ذلك، فأحببت أن أطهرهم و أزكيهم بما فعلت في عامي هذا من أمر الخمس، قال الله تعالي: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها و صل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم - ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات و أن الله هو التواب الرحيم - و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون الي عالم الغيب و الشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون) [30] و لم أوجب ذلك عليهم في كل عام و لا أوجب عليهم الا الزكاة التي فرضها الله عليهم و انما أوجبت عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب و الفضة التي قد حال عليها الحول.



[ صفحه 252]



و لم أوجب ذلك عليهم في متاع و لا آنية و لا دواب و لا خدم و لا ربح ربحه في تجارة و لا ضيعة، الا ضيعة سأفسر لك أمرها تخفيفا مني عن موالي و منا مني عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم و لما ينوبهم في ذاتهم.

فأما الغنائم و الفوائد: فهي واجبة عليهم في كل عام قال الله تعالي: (و اعلموا أنما غنمتم من شي ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله و ما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان و الله علي كل شي ء قدير). [31] .

و الغنائم و الفوائد يرحمك الله فهي الغنيمة يغنمها المرء و الفائدة يفيدها و الجائزة من الانسان للانسان التي لها خطر عظيم، و الميراث الذي لا يحتسب من غير أب و لا ابن، و مثل عدو يصطلم فيؤخذ ماله، و مثل مال يؤخذ لا يعرف له صاحبه، و من ضرب ما صار الي قوم من موالي من أموال الخرمية [32] الفسقة، فقد



[ صفحه 253]



علمت أن أموالا عظاما صارت الي قوم من موالي.

فمن كان عنده شي ء من ذلك فليوصل الي وكيلي، و من كان نائيا بعيد الشقة فليعتمد لايصاله و لو بعد حين، فان نية المؤمن خير من عمله، فأما الذي أوجب من الغلات و الضياع في كل عام فهو نصف السدس ممن كانت ضيعته تقوم بمؤنته، و من كانت ضيعته لا تقوم بمؤنته فليس عليه نصف سدس و لا غير ذلك. [33] .

و عن الشيخ الطوسي أيضا، قوله: عن علي بن مهزيار قال: كتبت الي أبي



[ صفحه 254]



جعفر الثاني عليه السلام: الرواية قد اختلفت عن آبائك عليهم السلام في الاتمام و التقصير للصلاة في الحرمين، فمنها أن يأمر بتتميم الصلاة و لو صلاة واحدة، و منها أن يأمر بتقصير الصلاة ما لم ينو مقام عشرة أيام، و لم أزل علي الاتمام فيهما الي أن صدرنا من حجنا في عامنا هذا، فان فقهاء أصحابنا أشاروا علي بالتقصير اذا كنت لا أنوي مقام عشرة، و قد ضقت بذلك حتي أعرف رأيك.

فكتب بخطه عليه السلام: «قد علمت يرحمك الله فضل الصلاة في الحرمين علي غيرهما فأنا أحب لك اذا دخلتهما أن لا تقصر و تكثر فيهما من الصلاة».

فقلت له بعد ذلك بسنتين مشافهة: اني كتبت اليك بكذا فأجبت بكذا فقال: «نعم»، فقلت: أي شي ء تعني بالحرمين؟

فقال: «مكة و المدينة، و متي اذا توجهت من مني فقصر الصلاة، فاذا انصرفت من عرفات الي مني وزرت البيت و رجعت الي مني فأتم الصلاة تلك الثلاثة الأيام»، و قال: باصبعه ثلاثا. [34] .

و في الكافي [35] بسنده عن محمد بن الريان، أنه كتب الي الامام يسأله عن قضاء الصلاة في المساجد الثلاثة، هل تحسب الصلاة فيها مضاعفة كأن يصلي ركعتين مثلا في مقابل مئتي ركعة قضاء، علي اعتبار أن الصلاة في هذه المساجد الركعة فيها تعدل مئة ركعة في غيرها.

فوقع عليه السلام: «يحسب له بالضعف، فأما أن يكون تقصيرا من الصلاة بحالها فلا يفعل، هو الي الزيادة أقرب منه الي النقصان.»

أي أن ثوابه يتضاعف له فقط، و عليه قضاء بعدد ما فاته من الصلاة.



[ صفحه 255]



و لمحمد بن الفرج الرخجي مكاتبات مع الامام الجواد عليه السلام منها: أنه كتب اليه: «احملوا الي الخمس، فاني لست آخذه منكم سوي عامي هذا». [36] .

و كتب اليه أخري: «اذا غضب الله تبارك و تعالي علي خلقه نحانا عن جوارهم». [37] .

و نقل الشيخ الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام مع بعض أصحابنا، و أتاني الجواب بخطه: «فهمت ما ذكرت من أمر ابنتك و زوجها، فأصلح الله لك ما تحب صلاحه، فأما ما ذكرت من حنثه بطلاقها غير مرة، فانظر رحمك الله فان كان ممن يتولانا و يقول بقولنا فلا طلاق عليه؛ لأنه لم يأت أمرا جهله، و ان كان ممن لا يتولانا و لا يقول بقولنا فاختلعها منه، فانه انما نوي الفراق بعينه». [38] .

و عنه أيضا، باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسي قال كتب عبيدالله بن محمد الرازي الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: ان رأيت أن تفسر لي الفقاع [39] فانه قد اشتبه علينا أمكروه هو بعد غليانه أم قبله؟

فكتب عليه السلام اليه: «لا تقرب الفقاع الا ما لم تضر [40] آنيته أو كان جديدا».

فأعاد الكتاب اليه: أني كتبت أسأل عن الفقاع ما لم يغل.

فأتاني: «أن اشربه ما كان في اناء جديد أو غير ضار» ]قال[: و لم أعرف



[ صفحه 256]



حد الضراوة و الجديد. و سأل أن يفسر ذلك له، و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضارة [41] و الزجاج و الخشب و نحوه من الأواني؟

فكتب: «يفعل الفقاع في الزجاج و في الفخار الجديد الي قدر ثلاث عملات، ثم لا تعد منه بعد ثلاث عملات الا في اناء جديد و الخشب مثل ذلك». [42] .

و عنه، باسناده عن علي بن مهزيار، قال: كتب رجل من بني هاشم الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: أني كنت نذرت نذرا منذ سنين أن أخرج الي ساحل من سواحل البحر الي ناحيتنا مما ترابط فيه المتطوعة نحو مرابطهم بجدة و غيرها من سواحل البحر، أفتري - جعلت فداك - أنه يلزمني الوفاء به أو لا يلزمني أو أفتدي الخروج الي ذلك الموضع بشي ء من أبواب البر لأصير اليه ان شاء الله تعالي.

فكتب اليه بخطه و قرأته: «ان كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به ان كنت تخاف شنيعة، و الا فاصرف ما نويت من نفقة في ذلك في أبواب البر، و فقنا الله و اياك لما يحب و يرضي». [43] .

و روي الكليني في الكافي بسنده، قال: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة العلوي الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: مولي لك أوصي الي بمئة درهم، و كنت أسمعه يقول: كل شي ء هو لي فهو لمولاي، فمات و تركها، لم يأمر فيها بشي ء، و له امرأتان أما احداهما فببغداد و لا أعرف لها موضعا الساعة، و الأخري بقم، فما الذي تأمرني في هذه المئة درهم؟

فكتب اليه: «أنظر أن تدفع من هذه الدراهم الي زوجتي الرجل و حقهما



[ صفحه 257]



من ذلك الثمن ان كان له ولد، فان لم يكن له ولد فالربع، و تصدق بالباقي علي من تعرف أن له اليه حاجة ان شاء الله». [44] .

و روي أيضا عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن مهران [45] قال: كتب أبوجعفر الثاني عليه السلام الي رجل: «ذكرت مصيبتك بعلي ابنك، و ذكرت أنه كان أحب ولدك اليك، و كذلك الله عزوجل انما يأخذ من الولد و غيره أزكي ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة. فأعظم الله أجرك، و أحسن عزاك، و ربط علي قلبك، انه قدير، و عجل الله عليك بالخلف، و أرجو أن يكون الله قد فعل ان شاء الله تعالي».

و عنه بسنده، عن ابن مهران أيضا، قال: كتب رجل الي أبي جعفر الثاني عليه السلام يشكو اليه مصابه بولده، و شدة ما دخله.

فكتب اليه: «أما علمت أن الله عزوجل يختار من مال المؤمن، و من ولده أنفسه؛ ليأجره علي ذلك». [46] .

و روي الشيخ الطوسي في تهذيبه بسنده عن علي بن الريان، قال: كتب بعض أصحابنا بيد ابراهيم بن عقبة الي الامام الجواد عليه السلام يسأله عن الصلاة علي الخمرة المدينة.

فكتب عليه السلام: «صل فيها ما كان معمولا بخيوطه، و لا تصل علي ما كان بسيوره».

و التوضيح لهذه المسألة سوف نذكره عندما نتعرض لفقه الامام الجواد عليه السلام باب الصلاة من الفصل السادس ان شاء الله.



[ صفحه 258]



و كتب الامام الجواد عليه السلام كتابا الي محمد بن اسحاق و الحسن بن محمد، بعد وفاة زكريا بن آدم [47] بثلاثة أشهر جاء فيه:

«ذكرت ما جري من قضاء الله تعالي في الرجل المتوفي رحمة الله عليه يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيا. فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق، قائلا به، صابرا محتسبا للحق، قائما بما يجب عليه لله و لرسوله. و مضي رحمة الله عليه و غير ناكث و لا مبدل، جزاه الله أجر نيته، و أعطاه خير أمنيته». [48] .

و أورد الكليني [49] بسنده عن علي بن حديد: ان علي بن ميسر كتب الي الامام الجواد عليه السلام يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان، ثم حضر الموسم، أيحج مفردا للحج، أو يتمتع، أيهما أفضل؟

فكتب اليه: «يتمتع أفضل».

و فيه عن علي بن حديد أيضا قال: كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و مئتين، فلما قرب الفطر، كتبت الي أبي جعفر عليه السلام أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل، أو أقيم حتي ينقضي الشهر و أتم صومي؟

فكتب الي كتابا قرأته بخطه: «سألت - رحمك الله - عن أي العمرة أفضل عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك الله».

و روي الشيخ الطوسي، باسناده عن أبي جعفر علي بن مهزيار قال: قرأت في كتاب لأبي جعفر عليه السلام من رجل يسأله أن يجعله في حل من مأكله و مشربه من الخمس فكتب بخطه: «من أعوزه شي ء من حقي فهو في حل». [50] .



[ صفحه 259]



و عن أبي جعفر الطوسي رحمه الله باسناده عن الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام في التزويج.

فأتاني كتابه بخطه: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير».

و أما رسالة الامام الجواد عليه السلام الي ابراهيم بن محمد الهمداني، فهي علي جانب كبير من الأهمية في توثيق الرجل، و منزلته العالية لدي الامام عليه السلام، و مزيد ثقته به، و دعمه و تقوية مركزه و كان ابراهيم قد بعث للامام عليه السلام حقوقا شرعية، فكتب له الامام عليه السلام:

«قد وصل الحساب، تقبل الله منك، و رضي عنهم، و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة، و قد بعثت لك من الدنانير بكذا، و من الكسوة بكذا، فبارك الله فيك، و في جميع نعم الله اليك، و قد كتبت الي النضر أمرته أن ينتهي عنك، و عن التعرض لك و لخلافك، و أعلمته بوضعك عندي، و كتبت الي أيوب أمرته بذلك أيضا، و كتبت الي موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك، و المصير الي أمرك، و أن لا وكيل سواك...». [51] .

و هناك كتب و رسائل للامام عليه السلام متفرقة علي أبواب الكتاب، لم نذكرها هنا، تحاشيا للتكرار، و اذا اتفق و وجدت شيئا من التكرار فلأهمية الخبر أولا، و لكونه يتعلق بأكثر من موضوع، فلا يناسب أن نذكره في موضع، ثم نتركه في الموضع الآخر، لذلك وجدتنا مضطرين لايراده ثانية، و هذا لا يعدو غير بضعة موارد.



[ صفحه 260]




پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: ص 559 ح 1057.

[2] لقب أطلق علي من كان محمودا و ممدوحا من قبل الامام.

[3] قيل في معناها: انتهي أجله، فيكون المعني: انتهي أجله من يوم، أو ينتهي أجله في غد.

قال شاعر:



قل للذي يبقي خلاف الذي مضي

تجهز لأخري مثلها فكأن قد.

[4] البز: متاع التاجر من الثياب، و هي ثياب القطن أو الكتان.

[5] بحارالأنوار: 50 / 55.

[6] الفروع من الكافي: 5 / 111 ح 6.

[7] البقرة: 187.

[8] فروع الكافي: 3 / 283.

[9] هو هشام بن ابراهيم، كان شديد المعارضة للامامين الرضا و الجواد عليهماالسلام، و هناك أخبار تشير الي أنه لم يكن عباسيا، بل، كان غاليا منحرفا، و قد عاصر الرشيد و المأمون، و أعتقد أنه أدرك المعتصم، و نسبه العباسيون اليهم. شفع له الامام موسي بن جعفر عليه السلام في قضية عند الفضل بن يونس. راجع اختيار معرفة الرجال: ص 500، 501.

[10] الفروع من الكافي: 3 / 313.

[11] و قيل: أبوعمر، و هو معدود في أصحاب الامام الهادي عليه السلام.

[12] اختيار معرفة الرجال: ص 551 - 550 ح 1040.

[13] في المصدر: الغنوي، و هو تصحيف قطعا، اذ لا وجود و لا أثر للغنوي في كتب الرجال، و صححناه من عدة الداعي.

[14] أصول الكافي: 2 / 560، عدة الداعي: ص 262 ح 11 الباب الخامس / الأدعية التي تستدفع بها المكاره - القسم الثاني.

[15] من لا يحضر الفقيه: 2 / 144.

[16] الروضة من الكافي: 7 / 38.

[17] اختيار معرفة الرجال: ص 89 رقم 931.

[18] المصدر السابق: ص 506 ح 976.

[19] المصدر السابق: ص 430.

[20] هو عبدالله بن الصلت القمي.

[21] اختيار معرفة الرجال: ص 568، 569 ح 1076.

[22] ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق: ص 165 ثواب الاستغفار.

[23] بحارالأنوار: 13 / 405.

[24] سورة ص: 48.

[25] بحارالأنوار: 91 / 264.

[26] السنجاب: حيوان معروف، من رتبة القوارض، يتواجد في مختلف مناطق العالم. أنواعه تناهز ال (260) نوعا. طوله يتراوح بين (90 - 10) سنتيمترا. ذيله ذو شعر وفير.

الفنك: حيوان صغير من فصيلة الكلبيات شبيه بالثعلب، لكن أذنيه كبيرتان. لا يتجاوز طوله (40) سنتيمترا مع الذنب. فروته من أجود و أحسن الفراء.

الخز: ما نسج من صوف و حرير أو الحرير الخاص.

[27] من لا يحضره الفقيه: 1 / 262 ح 808.

[28] هو محمد بن خالد بن عبدالرحمن، و تأتي ترجمته في باب الرواة.

[29] من لا يحضره الفقيه: 1 / 379 ح 1112.

[30] التوبة: 105 - 103.

[31] الأنفال: 41.

[32] الخرمية أو الخرمدينية: اللفظ معناه المرح الاباحي و السرور و البهجة المتوخية للملذات و الشهوات.

و هي فرقة دينية سياسية ظهرت علي المسرح بعد مقتل أبي مسلم الخراساني عبدالرحمن بن مسلم سنة (137 ه / 755 م). ففي هذه السنة ظهر اسم هذه الفرقة لأول مرة في التأريخ بعد اعلان بابك الخرمي الثورة علي العباسيين بعد مصرع أبي مسلم بفترة قصيرة، و ذهب هو و أتباعه الذين عرفوا ب (الخرمية) الي أن أبا مسلم لم يمت، و أنه لابد من ظهوره ثانية ليملأ الأرض عدلا. و قيل: ان الخرميين هم المزدكيون السابقون أو من بقاياهم قبل الاسلام، و قد أجروا علي دين مزدك بعض التعديلات، و تأثروا بعقائد غلاة الشيعة، فأحدثوا نظاما جديدا أسموه النظام الخرمديني (خرم دين) و هو تقليد لاصطلاح (به دين) أي الدين الأفضل، حيث كانوا يستخدمونه مرادفا للدين المجوسي. و هناك قول يذهب الي أن زوجة مزدك و اسمها (خرمك) فرت بعد مقتل زوجها حوالي سنة (96 ق. ه / 528 م) - قبل الاسلام - الي المدائن، ثم انتقلت الي الري و هي تبلغ لدين الزوج القتيل، لذلك لقب أتباع هذا الدين ب (الخرمدينيين).

هذه أصول نشأة الفرقة الخرمية، و تسميتها. و قيل غير ذلك. و أما بشأن عقائدهم فانهم يعتقدون بالتناسخ. و أن لا حياة غير الحياة الدنيا، فالقيامة لا وجود لها في مفاهيمهم، فليس هناك جنة و لا نار، انما المعذب الذي تحل روحه في جسم شرير كالكلب أو القرد أو الخنزير و أن الأرواح جميعا ترجع ثانية الي الدنيا بعد تناسخها في أبدان خيرة أو شريرة، و يسمونها (الرجعة).

و من عقائدهم الأخري أن الناس كلهم شركاء في الأموال و النساء، و أن الوحي عندهم لا ينقطع أبدا، و كل ذي دين مصيب اذا كان يرجو الثواب و يخشي العقاب. و لا أدري ما هو معيار الثواب و العقاب عندهم. ثم انهم يعظمون أبا مسلم كثيرا، و يكثرون الصلاة علي (مهدي بن فيروز) كونه من ولد فاطمة بنت أبي مسلم الخراساني. و لهم رسل يسمونهم (فرشتگان)، و أن أحد أنبيائهم في الجاهلية و اسمه (شروين بن سرخاب) و يزعمون أنه كان أفضل من النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و من سائر الأنبياء.

و الخرميون يظهرون أنفسهم علي أنهم محبون لأهل البيت عليهم السلام؛ ليوهموا الناس بهذا الانتماء الباطل. و لهذا السبب و غيره عدهم المؤرخون من فرق الشيعة.

و من رؤوس هذه الفرقة (جاويدان بن سهرك) الذي يعتبر أستاذ بابك الخرمي.

و أخيرا فان الخرمية رفعوا عنهم عناء العبادة، فلا صوم و لا صلاة، و لا حج عندهم. بل، و لا غسل من الجنابة، راجع: موسوعة الفرق الاسلامية د. محمد جواد مشكور: ص 233 - 230، و راجع في تفصيل نشأتهم و قصتها فهرست النديم:ص 408 - 405.

[33] تهذيب الأحكام: 4 / 141.

[34] تهذيب الأحكام: 5 / 428 ح 1487.

[35] الفروع من الكافي: 3 / 455.

[36] كشف الغمة: 2 / 370.

[37] أصول الكافي: 1 / 343.

[38] تهذيب الأحكام: 8 / 57 و الاستبصار: 3 / 291.

[39] الفقاع: شراب يتخذ من الشعير أو من بعض الأثمار و يعرف اليوم ب (البيرة).

[40] الضاري من الآنية: الذي عمل فيه الخمر مرارا، فاذا وضع فيه أي عصير صار خمرا مسكرا.

[41] الغضارة: الاناء الخز في المعمول من الطين الحر اللازب.

[42] تهذيب الأحكام: 9 / 126.

[43] تهذيب الأحكام: 8 / 311.

[44] الروضة من الكافي: 7 / 126.

[45] هو علي بن مهران و يأتي ذكره في باب الرواة.

[46] الفروع من الكافي: 3 / 205 و 218.

[47] زكريا بن آدم القمي هو المأمون علي الدين و الدنيا كما وصفه الرضا عليه السلام و قبره في مقبرة شيخان قرب مرقد فاطمة بنت موسي بن جعفر بقم. تأتي ترجمته في باب الرواة.

[48] اختيار معرفة الرجال: ص 595 ح 1114.

[49] الفروع من الكافي: 4 / 292، 236.

[50] تهذيب الأحكام: 4 / 43.

[51] بحارالأنوار: 50 / 108.