بازگشت

المناجاة العاشرة - بطلب الحوائج


جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك، و من وعدته بالاجابة أن يرجوك. ولي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلت فيها طاقتي، وضعفت عن مرامها قوتي، و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء، و عدوي الغرور الذي أنا منه مبتلي، أن أرغب الي (ضعيف مثلي، و من هو في النكول شكلي، حتي تداركتني رحمتك، و بادرتني بالتوفيق رأفتك، و رددت علي عقلي بتطولك، و ألهمتني رشدي بتفضلك، و أحييت بالرجاء لك قلبي، و أزلت خدعة عدوي عن لبي، و صححت بالتأمل فكري، و شرحت بالرجاء لاسعافك صدري، و صورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، و الوصول الي ما أملته، فوقفت اللهم رب بين يديك، سائلا لك، ضارعا اليك، واثقا بك، متوكلا عليك في قضاء حاجتي، و تحقيق أمنيتي، و تصديق رغبتي). [1] .

اللهم و أنجحها بأيمن النجاح، و اهدها سبيل الفلاح، و اشرح بالرجاء لاسعافك صدري، و يسر في أسباب الخير أمري، و صور الي الفوز ببلوغ ما رجوته بالوصول الي ما أملته.

و وفقني اللهم في قضاء حاجتي ببلوغ أمنيتي، و تصديق رغبتي، و أعذني



[ صفحه 178]



اللهم بكرمك من الخيبة و القنوط، و الأناة و التثبيط. اللهم انك ملي ء بالمنائح الجزيلة، وفي بها، و أنت علي كل شي ء قدير، بعبادك خبير بصير. [2] .

و كما ذكرت في بداية هذا الموضوع من أن الدعاء يشكل حالة تربط الانسان بالله سبحانه و تعالي، و من خلال هذا الارتباط بين القوي و الضعيف، و القادر و العاجز، و بين من يملك كل شي ء و من لا يملك شيئا، يسلم الانسان الذي تعمقت صلته بالله عزوجل أنه تعالي هو الممرض، بالأسباب الطبيعية أحيانا، و من غير أسباب أحيانا أخر، أو لأسباب هي غير معلومة لدينا فعلا. اذ لو شاء الله تعالي لما مرض الانسان، أو أنه - تناهت حكمته - ما خلق (الميكروبات) أو (الفايروسات) التي تصيب الانسان بأنواع مختلفة من الأمراض.

و عليه فالله تبارك و تعالي هو الشافي أيضا، و هو القادر علي ازالة أية عاهة أو مرض يصيب الانسان، مع توسل الانسان - طبعا - بالوسائل الطبية أو العقاقير في دفع غائلة الأمراض.

فالامام الجواد عليه السلام و من منطلق شد الانسان المؤمن بالله سبحانه أكثر فأكثر؛ لذا كان هو روحي فداه يلجأ الي الدعاء و التوسل بالله عزو جل - مع أنه أكرم مخلوق في الأرض علي الله تعالي - و كان يعلم أصحابه، بل و حتي أعداءه الأدعية و الأحراز التي تقيهم من شرور شياطين الانس و الجن.


پاورقي

[1] هذه الزيادة المحصورة بين قوسين وردت في البلد الأمين للشيخ الكفعمي (عليه الرحمة).

[2] مهج الدعوات: 258.