بازگشت

علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المدني


عم الامام الرضا عليه السلام، ثقة، جليل القدر، له كتاب. سكن العريض من نواحي المدينة المنورة فنسب ولده اليها. و كان رغم تقدمه في السن و عظيم منزلته، و هو ابن جعفر الصادق عليه السلام، مقرا بامامة أخيه الامام الكاظم عليه السلام، و من بعده ابن أخيه الامام الرضا عليه السلام و ابنه الامام الجواد عليه السلام، طائعا لهم، محترما اياهم، معظما منزلتهم علي سائر الهاشميين؛ لمعرفته بمكانتهم و رفيع درجتهم بين



[ صفحه 407]



البشر، حتي انه علي كبر سنه و صغر سن الامام الجواد عليه السلام فقد كان يبادر الي تسوية نعليه عليه السلام عندما يريد الانصراف من المسجد أو الخروج من منزله.

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الأئمة الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام. و يعد من أصحاب الامام الجواد عليه السلام، و قيل انه أدرك الامام الهادي عليه السلام بعد أن تجاوز عمره المئة سنة.

ذكرنا روايته في باب شهادته علي امامة الامام الجواد عليه السلام و استدلاله عليها في الفصل الثاني.

و في تهذيب التهذيب [1] لابن حجر العسقلاني المتوفي سنة (582 ه) ذكر نقلا عن ابن ابن أخي علي العريضي هذا و هو اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر أن وفاة علي بن جعفر كانت سنة (210 ه)، و قبره بالمدينة في العريض محل سكناه، و هو الذي عليه أغلب المؤرخين. [2] .

و بناء علي تاريخ الوفاة الآنف فان القول بادراكه الامام الهادي عليه السلام يكون محل تأمل كما تري.

و في مدينة قم و في مقبرة الشهداء هناك قبر في نهايتها، عليه شباك فضي مذهب من أعلاه ينسب الي علي بن جعفر، و قد صرح المجلسي الأول بأنه قبره، لكن ولده المجلسي الثاني صاحب موسوعة بحارالأنوار تردد في نسبة هذا المرقد اليه، كما أن هناك قبرا آخر خارج مدينة سمنان مشيد عليه قبة عالية، و له بناء مرموق في غاية النزاهة يعرف بمرقد علي بن جعفر.

يقول العلامة السيد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة [3] : و لكن



[ صفحه 408]



الحق أن قبره بالعريض في ناحية المدينة كما هو معروف عند أهل المدينة، و علي قبره قبة عالية، و قبره مزور. و الظاهر أن القبر الذي في قم، و الذي في سمنان لشخصين مشاركين له في الاسم و اسم الأب، فتبادر الي الذهن الفرد الأكمل كما يقع كثيرا، و يحصل به الاشتباه. انتهي.

أقول: قمت بزيارة المرقد الذي في قم و الذي يعود تاريخ بنايته الحالية الي آخر ربيع الثاني من سنة (740 ه)، ثم زينت واجهة و داخل المرقد بالقاشاني الأزرق المنقوش في صفر سنة (1269 ه)، كما تم تزيين القبة التي علي القبر من الداخل بالنفوش و الكتابات.

و في سنة (1361 ه) تمت بعض الاصلاحات للمرقد من الداخل و الخارج.

علما بأن علي بن جعفر الصادق له حفيد من ابنه جعفر الأصغر اسمه علي أيضا. كما أن لأحمد الشعراني بن علي بن جعفر الصادق عقب بقم، و من عقبه علي بن جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد الشعراني بن علي بن جعفر الصادق. فقد يكون هذان هما اللذين في قم و سمنان، فتأمل جيدا. والله العالم بجلاء الحال. [4] .


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب: 7 / 258.

[2] راجع مراقد المعارف لحرز الدين: 1 / 155.

[3] أعيان الشيعة: 8 / 177.

[4] راجع المجدي في أنساب الطالبيين: 137 و 138.