عثمان بن سعيد بن عمرو العمري، أبوعمرو الأسدي السمان
شيخ جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة أمين. و هو بعد هذا وجه من وجوه الشيعة و أصحاب الأئمة، و أول سفراء الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالي فرجه). كان وكيلا للامام الحسن العسكري، و استخدمه الامام الهادي عليه السلام في بادئ أمره بوابا له يوم كان عمره احدي عشرة سنة. و في مناقب ابن شهر آشوب [1] أنه كان بوابا في دار الامام الجواد عليه السلام، و لعل ذلك كان في أواخر حياة الامام الجواد عليه السلام يوم كان عثمان في السنة العاشرة من عمره أو دونها بقليل. و علي هذا ذكرناه في أصحاب الامام الجواد عليه السلام.
و يكفيك معرفة جلالة المترجم و منزلته عند أئمة أهل البيت عليهم السلام، توليه
[ صفحه 405]
جميع أمر الامام أبي محمد العسكري عليه السلام بعد وفاته من تغسيل و تحنيط و تكفين و اقبار. [2] .
أولاده: محمد و أحمد، و محمد هو الذي تولي السفارة للامام الحجة عليه السلام بعد أبيه فكان ثاني السفراء، و أطولهم مدة، اذ دامت سفارته نحو (40) عاما.
أما ولادة المترجم و وفاته، فرغم عظيم قدره، و رفيع منزلته، لا يعرف شي ء عنها علي وجه التحديد، بل لم يتحقق منها أحد، الا ما استقربه الحجة السيد محمد الصدر [3] من أن وفاته كانت نحو سنة (265 ه)، و هذا يعني أن مدة توليه السفارة تكون خمس سنوات علي وجه التقريب، و لم يتعرض لتاريخ مولده.
أقول: أما ولادته فيمكن تخمينها علي وجه التقريب أيضا بناء علي قول الشيخ الطوسي في رجاله من أن الامام الهادي عليه السلام استخدمه و له احدي عشرة سنة، و قول ابن شهر آشوب من أنه كان بوابا في دار الامام الجواد عليه السلام، و عليه فمن حصيلة القولين يكون تاريخ ولادته علي النحو المعقول و المقبول حوالي سنة (210 ه) أو ما بعدها بقليل، والله العالم.
پاورقي
[1] مناقب آل أبي طالب: 4 / 412 طبعة دارالأضواء بتحقيق د. يوسف البقاعي.
[2] الغيبة للشيخ الطوسي: ص 356 ح 318.
[3] تاريخ الغيبة الصغري: ص 404.