بازگشت

بعض ما روي و ما روي عنه و بعض رواة حديثه


قد مررنا بكثير من الأحاديث الكريمة التي نقلت عن هذا الامام الكريم عليه السلام طي هذا الكتاب - تحت عنوان: من فلسفته و أفكاره، و في مختلف مواضيع الكتاب -. و نضع فيما يلي طائفة أخري منها تعطي القاري ء صورة الواضحة عن معالم حياته الشريفة التي حفلت بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من جهة، و أعطت الناس أمثولة القيادة و الريادة التي يحملها ولي الله في الأرض من جهة أخري، و دون أن نستقصي كل ما صدر عنه سلام الله عليه، راجين أن يخرج القاري ء من هذا الكتاب و هو علي بينة من أمر واحد من أئمتنا الأفذاذ عليهم السلام، كان أقصرهم عمرا، و من أطولهم مدة لحمل أعباء أمر السماء اذا ما قيس اضطلاعه بالأمر الي تمتعه بالعمر.. فيعلم أن آخرهم كأولهم، و كبيرهم كصغيرهم في السداد و الرشاد، و أنهم ذررية بعضها من بعض تخرج أفرادها من معهد واحد هو معهد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و نسلهم - جميعهم - الرسول، و الوصي، و البتول، صلوات الله و تحياته و بركاته عليه و عليهم.

قال ابن أبي نصر:

«كتبت الي أبي جعفر عليه السلام: الخمس أخرجه قبل المؤونة أو بعد المؤونة؟.



[ صفحه 348]



فكتب الي: بعد المؤونة» [1] .

و عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسي، عنه عليه السلام، عن أبيه، عن جده صلوات الله عليهما:

«قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

ان الله خلق الاسلام فجعل له عرصة - أي فسحة واسعة بين الأبنية - و جعل له نورا، و جعل له حصنا، و جعل له ناصرا.

فأما عرصته فالقرآن. و أما نوره فالحكمة. و أما حصنه فالمعروف. و أما أنصاره فأنا و أهل بيتي و شيعتنا.

فأحبوا أهل بيتي و شيعتهم و أنصارهم، فانه لما أسري بي الي السماء الدنيا فنسبني جبرائيل عليه السلام لأهل السماء، استودع الله حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة الي يوم القيامة، ثم هبط بي الي الأرض فنسبني الي أهل الأرض، فاستودع الله عز و جل حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب مؤمني أمتي يحفظون وديعتي [في أهل بيتي] الي يوم القيامة.

ألا فلو أن الرجل من أمتي عبدالله عز و جل عمره أيام الدنيا، ثم لقي الله عز و جل مبغضا لأهل بيتي و شيعتي، ما فرج الله صدره الا عن النفاق» [2] .

و في تفسير نور الثقلين [3] - نقلا عن عيون الأخبار، بالاسناد الي عبدالعظيم بن



[ صفحه 349]



عبدالله الحسني عن الامام محمد بن علي الرضا، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال:

دخلت أنا و فاطمة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا. فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما يبكيك؟

فقال: يا علي، ليلة أسري بي الي السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن. و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصير في حلقها، و رأيت امرأة معلقة بثدييها، و رأيت امرأة تأكل جسدها و النار توقد من تحتها، و رأيت امرأة شد رجلاها الي يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها، و بدنها متقطع من الجذام و البرص، و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، و رأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار، و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها، و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف لون من العذاب، و رأيت امرأة علي صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها، و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار.

قالت فاطمة عليهاالسلام: حبيبي و قرة عيني، أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتي وضع الله عليهن هذا العذاب؟.

فقال: يا بنتي، أما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال.

و أما المعلقة بلسانها فانها كانت تؤذي زوجها،

و أما المعلقة بثدييها فانها كانت تمنع زوجها من فراشها.

و أما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها.

و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس.

و أما التي شد يداها الي رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فانها كانت قذرة



[ صفحه 350]



الوضوء قذرة الثياب، و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تتنظف، و كانت تستهين بالصلاة.

و أما الصماء العمياء الخرساء فانها كانت تلد من الزني فتعلقه في عنق زوجها.

و أما التي يقرض لحمها بالمقاريض فانها كانت تعرض نفسها علي الرجال.

و أما التي كانت يحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها فانها كانت قوادة.

و أما التي كانت رأسها رأس الخنزير، و بدنها بدن الحمار فانها كانت نمامة كذابة.

و أما التي كانت علي صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فمها فانها كانت قينة - مغنية - بوجه حاسدة.

ثم قال: ويل لامرأة أغضبت زوجها، و طوبي لامرأة رضي عنها زوجها»! [4] .

قال عبدالعظيم بن عبدالله الحسني:

«حدثني أبوجعفر الثاني صلوات الله عليه، قال:

سمعت أبي عليه السلام يقول:

سمعت أبي موسي بن جعفر عليه السلام يقول: دخل عمرو بن عبيد علي أبي عبدالله - الصادق - عليه السلام، فلما سلم و جلس تلا هذه الآية: (الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش..) [5] ثم أمسك.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما أسكتك؟.

قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز و جل.

فقال: نعم، يا عمرو.

أكبر الكبائر الاشراك بالله، يقول الله: (و من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة..) [6] .



[ صفحه 351]



و بعده الأياس من روح الله، لأن الله عز و جل يقول: (انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) [7] .

و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، لأن الله عز و جل يقول: (فجزاؤه جهنم خالدا فيها..) [8] .

و قذف المحصنة، لأن الله عز و جل يقول: (لعنوا في الدنيا و الآخرة، و لهم عذاب عظيم) [9] .

و أكل مال اليتيم، لأن الله عز و جل يقول: (انما يأكلون في بطونهم نارا، و سيصلون سعيرا) [10] .

و الفرار من الزحف، لأن الله عز و جل يقول: (و من يؤلهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال، أو متحيزا الي فئة، فقد باء بغضب من الله، و مأواه جهنم و بئس المصير) [11] .

و أكل الربا، لأن الله عز و جل يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).. [12] .

و السحر، لأن الله عز و جل يقول: (و لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) [13] .

و الزني، لأن الله عز و جل يقول: (و من يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا) [14] .

و اليمين الغموس الفاجرة، لأن الله عز و جل يقول: (الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة) [15] .



[ صفحه 352]



و الغلول، لأن الله عز و جل يقول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة..) [16] .

و منع الزكاة المفروضة، لأن الله عز و جل يقول: (.. فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم) [17] .

و شهادة الزور، و كتمان الشهادة، لأن الله عز و جل يقول: (.. و من يكتمها فانه آثم قلبه..) [18] .

و شرب الخمر، لأن الله عز و جل نهي عنها كما نهي عن عبادة الأوثان.

و ترك الصلاة متعمدا، أو شيئا مما فرض الله، لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم.

و نقض العهد، و قطيعة الرحم، لأن الله عز و جل يقول: (أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار) [19] .

قال: فخرج عمرو و له صراخ من بكائه و هو يقول: هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم» [20] .

و قال علي بن مهزيار:

«كتب رجل الي ابي جعفر عليه السلام لمما يخطر علي باله - أي بعض صغائر الذنوب -.

فأجابه في بعض كلامه: ان الله عز و جل ان شاء ثبتك، فلا تجعل لابليس عليك طريقا. قد شكا قوم الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم لمما يعرض لهم لأن تهوي بهم الريح أو



[ صفحه 353]



يقطعوا أحب اليهم من أن يتكلموا به، فقال رسول صلي الله عليه و آله و سلم: أتجدون ذلك؟. قالوا: نعم. فقال: و الذي نفسي بيده ان ذلك لصريح الايمان، فاذا وجدتموه فقولوا: آمنا بالله و رسوله، و لا حول و لا قوة الا بالله» [21] .

و عن علي بن مهزيار نفسه أنه قال:

«كتب محمد بن حمزة الغنوي الي يسألني أن أكتب الي أبي جعفر عليه السلام في دعاء أعلمه يرجو به الفرج - لأنه كان في السجن -.

فكتب اليه: أما ما سأل محمد بن حمزة الغنوي من تعليمه دعاء يرجو به الفرج، فقل له: يلزم:

يا من يكفي من كل شي ء، و لا يكفي منه شي ء، اكفني مما أنا فيه.

فاني أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغم ان شاء الله.

فأعلمته ذلك، فما أتي عليه الا قليل حتي خرج من الحبس» [22] .

قال محمد بن علي بن بلال:

«مررنا الي قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره.

فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة و القبر أمامه ثم قال:

أخبرني صاحب هذا القبر - يعني محمد بن اسماعيل بن بزيع - أنه سمع أباجعفر الثاني عليه السلام يقول:

من زار قبر أخيه، و وضع يده علي قبره وقرأ: انا أنزلناه في ليلة القدر، سبع مرات، أمن من الفزع الأكبر» [23] .



[ صفحه 354]



أما أصحابه فكثيرون، و منهم من صاحب أباه أو جده، و منهم من عاصر ابنه و حفيده - عليهم السلام جميعا - و لن نذكر الا بعض الأجلاء من الثقات المعتمدين تخفيفا علي القاري ء الكريم، و اختصارا للموضوع، و بيانا لمن كان يدور في فلك ولايته الكريمة صلوات الله و سلامه عليه، مرتبين أسماءهم بحسب الحروف الهجائية. و منهم - رضوان الله عليهم -:

ابراهيم بن محمد الهمداني، و قد لحق من قبله أباه الامام الرضا عليه السلام، و عاصر من بعده ابنه الامام الهادي عليه السلام.

ابراهيم بن مهزيار - ابواسحاق - الأهوازي، الذي أدرك الامام الحجة المهدي عجل الله تعالي فرجه و كان من أبوابه و معتمديه بعد أن عاصر الأئمة الأربعة الأخيرين عليهم السلام.

أبوالحصين بن الحصين الحضيني، الذي صاحب الامام الهادي عليه السلام.

أحمد بن محمد بن أبي نصر البيزنطي، و قد عاصر أباه الامام الرضا، و جده الامام الكاظم، عليهماالسلام.

أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري، و قد صاحب الامام الرضا عليه السلام.

أحمد بن محمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن علي البرقي، و صاحب ابنه الامام الهادي عليه السلام.

أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري القمي، و هو شيخ القميين، و قد عاصر امامنا و أباه، و ابنه، و حفيده، صلوات الله عليهم و سلامه.

أحمد بن حماد المروزي الذي عاصر الامامين: الهادي و العسكري عليهماالسلام.

أحمد بن محمد بن عبيد القمي الأشعري.

اسحاق بن ابراهيم الحضيني، و قد لقي أباه الامام الرضا عليه السلام من قبله.

جعفر بن محمد بن يونس الأحول، و قد صاحب ابنه الامام الهادي عليه السلام.

الحسن و الحسين ابنا سعيد، الأهوازيان، و هما من أصحاب أبيه الامام الرضا عليه السلام.



[ صفحه 355]



صفوان بن يحيي البجلي، و كان أوثق و أعبد أهل زمانه، و قد صاحب الامامين الكاظم و الرضا عليهماالسلام من قبله.

صالح بن محمد الهمداني، و قد صاحب ابنه الامام الهادي عليه السلام.

علي بن مهزيار الأهوازي، و قد صاحب أبا الامام عليه السلام من قبله، و ابنه عليه السلام من بعده.

علي بن أسباط، و هو من أصحاب أبيه الامام الرضا عليه السلام.

علي بن الحكم.

محمد بن خالد البرقي الذي صاحب أباه و ابنه عليهماالسلام من قبله، و من بعده.

محمد بن سنان - أبوجعفر الزاهري - الذي كان من أصحاب الامام الرضا عليه السلام.

محمد بن الحسن بن محبوب.

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي - و هو أبوجعفر الزيات المعروف - عاصر العسكريين عليهماالسلام.

محمد بن اسماعيل بن بزيع، و هو من أصحاب أبيه عليه السلام.

مصدق بن صدقة الذي كان من أصحاب الامام الصادق عليه السلام.

معاوية بن حكيم.

موسي بن القاسم بن معاوية بن وهب البجلي، الذي هو من أصحاب أبيه عليه السلام [24] .

و الحمد لله أولا و آخرا، و الصلاة و السلام علي رسوله الكريم و أهل بيته المنتجبين.


پاورقي

[1] الكافي م 1 ص 545.

[2] نفس المصدر السابق ص 246.

[3] نور الثقلين ج 3 ص 120.

[4] نور الثقلين ج 3 ص 120 و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 10 - 9.

[5] الشوري - 37 و النجم - 32.

[6] المائدة - 72.

[7] يوسف - 88.

[8] النساء - 93.

[9] النور - 23.

[10] النساء - 10.

[11] الأنفال - 16.

[12] البقرة - 275.

[13] البقرة - 102.

[14] الفرقان - 69 - 68.

[15] آل عمران - 77.

[16] آل عمران - 161.

[17] التوبة - 35.

[18] البقرة - 283.

[19] الرعد - 25.

[20] الكافي م 1 ص 338.

[21] المصدر السابق م 1 ص 380.

[22] الكافي م 1 ص 425.

[23] رجال النجاشي ص 233 نقلا عن رجال الكشي.

[24] رجال الطوسي ص 397 الي ص 409.