بازگشت

ما جري عليه و السبب في استشهاده


لدينا نصوص تاريخية توضح لنا بجلاء محاولات المعتصم و حاشيته للنيل من الامام الجواد عليه السلام و تآمرهم عليه.

النص الأول: عن ابن أرومة قال: أن المعتصم دعا جماعة من وزرائه و قال: اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي زورا، و اكتبوا أنه أراد أن يخرج علي. ثم دعاه فقال: انك أردت أن تخرج علي.

فقال الامام: و الله ما فعلت شيئا من ذلك.

قال: ان فلانا و فلانا شهدوا عليك. و أحضروا فقالوا: نعم، هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك.

قال و كان جالسا في بهو فرفع أبوجعفر عليه السلام يده و قال: اللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم. فنظرنا الي ذلك البهو يرجف و يذهب و يجي ء و كلما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يابن رسول الله اني تائب مما قلت. فدع ربك أن يسكنه.

فقال: اللهم سكنه، و انك تعلم أنهم أعداؤك و أعدائي فسكن. [1] .



[ صفحه 183]



و كما تكشفت هذه الحادثة عن كرامة الامام الجواد عليه السلام عندالله و قربه منه، و استجابة دعاؤه. تكشف أيضا عن محاولات المعتصم البائسة للتخلص من الامام بطرق خبيثة و ألاعيب ماكرة، و النيل من الامام بالزور و الباطل.

2- تآمر الحاشية، حادثتان تكشفان دور الحاشية في السعي بالامام الجواد عليه السلام من جانب ابن أبي داوود القاضي المرموق و الشخصية القوية في بلاط المعتصم و الذي يتحدث عنه أنه كان الوزير صاحب الكلمة النافذة.

تظهر المحاولة الأولي: عندما كشف ابن أبي داوود نية المعتصم تشويه سمعة الامام أمام الناس، و التآمر عليه داخل البلاط العباسي لاسقاط شخصيته.

فقد روي أبوعمرو الكشي في رجاله، قال: حدثني المحمودي عن أبيه: أنه دخل علي أحمد بن أبي داوود و هو في مجلسه و حوله أصحابه فقال لهم ابن أبي داوود: يا هؤلاء ما تقولون في شي ء قاله الخليفة البارحة؟ فقالوا: و ما ذلك؟

قال: قال الخليفة ما تري العلائية (الشيعة الموالون لعلي المؤمنون بامامة الجواد) اذا أخرجنا اليهم أباجعفر سكران ينشي ء مضمخا بالخلوق؟

قالوا: اذن تبطل حجتهم، و تبطل مقالتهم.

فقلت: ان العلائية يخالطوني، و يفضون الي بسر مقالتهم،



[ صفحه 184]



و ليس هذا الذي جري.

فقال: و من أين قلت؟

قلت: انهم يقولون لابد في كل زمان، و علي كل حال من حجة يقطع العذر بينه و بين خلقه فان كان في زمان الحجة من هو مثله أو فوقه في النسب و الشرف كان أول الدلائل علي الحجة، قصد السلطان له من بين أهله و نوعه. [2] .

- أي تعرض السلطان له بالاساءة من الدلائل علي أحقيته. قال: فعرض ابن أبي داوود هذا الكلام علي الخليفة فقال: ليس في هؤلاء القوم حيلة، لا تؤذوا أباجعفر. [3] .

و تفسير الحادثة: أن دفاع أبوالعباس المحمودي كان مقنعا للمعتصم و منها قوله: ان الامامية تعتقد: بأنه لابد في كل زمان من حجة، و هو أفضل الناس شرفا و فضلا. و كلما تعرض السلطان له ليضع من قدر تلك المرتبة كان لهم أول دليل علي أنه الحجة حيث يتعرض السلطان له دون غيره.

و يبدو أن المكيدة من المعتصم كشف عنها ابن أبي داوود في مجلسه، فكان الدفاع من المحمودي و بيان و جهة نظر الامامية سببا لاسقاطها.

و المحمودي هو أبوعلي محمد بن أحمد بن حماد المروزي.



[ صفحه 185]



من أصحاب أبي جعفر، و الهادي، و العسكري عليهم السلام. و أبوه: أبوالعباس أحمد بن حماد توفي في زمان الامام الهادي عليه السلام.


پاورقي

[1] موسوعة الامام الجواد، ج 447 ، 1.

[2] الخرائج و الجرائح، القطب الراوندي، ج 1، ص 671.

[3] موسوعة الامام الجواد، ج 1، ص 450.