بازگشت

موقف الامامة


لقد نهي الامام الهادي عليه السلام الذي عاصر هذه الفتنة زمنا، ثم عاصر نقيضها زمنا آخر فعندما جاء المتوكل أجبر الناس علي القول بقدم القرآن و مارس ذات الأسلوب في حق من قال بخلق القرآن من اهانة، و ابعاد.

لقد نهي الامام الهادي عليه السلام شيعته ببغداد عن الدخول في هذه الفتنة، أو التعرض لهذه المسألة و وصفها بأنها فتنة يراد منها اشغال بال المسلمين و السبب في تهديم الصف و شقه، كما بين الموقف الشرعي في الأمر.



[ صفحه 162]



فلقد روي الشيخ الصدوق باسناده عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني قال: كتب علي بن محمد بن موسي الرضا الي بعض شيعته ببغداد:

بسم الله الرحمن الرحيم

عصمنا الله و اياك من الفتنة فان يفعل فأعظم نعمة و ان لا يفعل فهي الحكمة. نحن نري أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فيتعاطي السائل ما ليس به، و يتكلف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق الا الله عزوجل، و ما سواه مخلوق. و القرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله و اياك من الذين يخشون ربهم و هم من الساعة مشفقون.

و بهذا وضع عليه السلام النقاط علي الحروف في هذه المسألة الحساسة فالخوض في هذه المسألة بدعة و ضلال، و السائل و المجيب يشتركان معا في الاثم و علينا أن نقتصر في القول علي أن القرآن كلام الله تعالي. [1] .


پاورقي

[1] الامام الهادي، الحاج حسين الشاكري، ص 244.