بازگشت

قبل الزواج


أجاز طلب من بني العباس المعترضين علي تزويجه مسائلة الامام أمام جموع العلماء و كبار رجالات الدولة ليمتحنوه بها. كما صنع مع أبيه الرضا عليه السلام في خراسان فأجاب الامام عن أسئلتهم و خرج منتصرا بتأييد الله و تسديده.

و في ليلة الزفاف: أمر مائة وصيفة ذات جمال و غنج أن يستقبلوا الامام اذا أقبل فلم يلتفت اليهن الامام.

و قام مخارق و هو أحد المغنيين المشهورين في زمانه و أخذ العود، و قال: أنا أكفيك أمره ان كان في شي ء من أمر الدنيا، فقعد بين يدي أبي جعفر و اجتمع أهل القصر، و جعل يضرب بعوده و يغني.

فلما فعل ساعة و الامام لا يلتفت اليه يمينا و لا شمالا. ثم رفع الامام رأسه و قال: اتق الله يا ذا العثنون، فسقط المضراب من يده و العود. فسأله المأمون عن حاله قال: لما صاح بي أبوجعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا. و لم ينتفع بيديه الي أن مات.

تنقل بعض المصادر أن المأمون احتال علي أبي جعفر بكل حيلة فلم يمكنه في شي ء.

تزوج أم الفضل في تكريت. و بقي في بغداد عشرة أشهر في



[ صفحه 151]



قصر أفرده المأمون له و لا بنته. حتي كانت أيام الحج فانتقل الي المدينة. و كان المأمون يرسل المال الكثير لابنته في كل سنة.

و لا تذكر النصوص التاريخية التي بأيدينا شيئا كثيرا عن طبيعة العلاقة بين المأمون و الامام الجواد عليه السلام و هو في الحجاز غير شكوي ابنته أم الفضل الي أبيها، و غيرتها من زواج الامام بغيرها، و أنه كتب اليها: أنا لم أزوجك لمحمد بن علي لتحرمي عليه حلالا، فلا تعودي لما ذكرت.

و الحوادث التاريخية السابقة حدثت في بغداد في الفترة التي سبقت الزمان، و في الفترة التي أمضاها الامام ببغداد. و هي فترة قصيرة من زمان امامته، حيث كانت أكثر اقامته في المدينة المنورة.

و توفي المأمون سنة 218 ه و انتقلت الخلافة الي أخيه المعتصم، و كان عمر الامام آنذاك ثمانية عشر سنة.



[ صفحه 153]